من حافة الهاوية لأعتاب نادي التريليون..ما سر طفرة سهم Nvidia؟

نشر
آخر تحديث

نهى النحاس

محررة في CNBC عربية

بقيمة سوقية تقترب من تريليون دولار، قفزت قيمة سهم Nvidia بنحو 600 مليار دولار منذ بداية 2023، وذلك بعدما فقدت الشركة نصف قيمتها أو 300 مليار  دولار في 2022.

وكانت الشركة المصنعة للرقائق خرجت من قائمة أكبر 20 شركة من حيث القيمة على مستوى العالم في 2022، بفعل المخاوف من ركود اقتصادي أثر سلباً على مشتريات المنتجات التكنولوجية.

وأعلنت Nvidia أن تلك الظروف تسببت في تراكم مستويات كبيرة من المخزونات لديها، إذ أصبح لديها كميات كبيرة من وحدة معالجة الرسوميات، وسط تراجع الطلب من جانب المستخدمين بشكل خاص مطوري الألعاب.

لكن يبدو وأن تلك الأيام العصيبة قد انتهت بالنسبة للشركة، إذ قفز السهم بنحو 165% في 2023 وارتفعت قيمتها عند مستويات 963 مليار دولار.

كما ارتفع سهم الشركة بنحو 235% من أقل مستوى في عامين المسجل في أكتوبر تشرين الأول الماضي.

وفي جلسة الخميس الخامس والعشرين من مايو أيار، ارتفعت القيمة السوقية لـNvidia بنحو 184 مليار دولار، معززة مركزها كأكبر شركة رقائق في العالم من حيث القيمة.

ومع تلك المكاسب الضخمة..ما سبب صحوة السهم في 2023؟

السر في رقائق H100

في عام 2022، أصدرت الشركة الأميركية رقاقة H100 وهو واحد من أقوى المعالجات التي صنعتها الشركة على الإطلاق، كما أنها واحدة من أغلى المعالجات إذ تكلف الواحدة 40 ألف دولار.

وعلى الرغم أن موعد إصدار تلك الرقائق كان سيئاً مع سعي الشركات لخفض الإنفاق وسط التضخم المتصاعد، فإن إصدار ChatGPT في نوفمبر تشرين الثاني كان بمثابة نقطة تحول.

وقال جنسن هوانغ رئيس Nvidia إن الشركة انتقلت من عام صعب للغاية نحو نقطة تحول بين عشية وضحاها، مؤكداً أن النموذج اللغوي من OpenAI خلق طلباً فورياً.

وأثارت الشعبية المفاجئة لـChatGPT سباق تسليح ما بين شركات التكنولوجيا الرائدة، والشركات الناشئة في العالم التي تسارع من أجل الحصول على رقاقة H100 التي أكد هوانغ أنها أول رقاقة في العالم مصممة للذكاء الاصطناعي التوليدي.

وتعد Nvidia على رأس الفائزين من الصعود الفلكي للذكاء الاصطناعي التوليدي وهي التكنولوجيا التي تهدد بإعادة تشكيل الصناعات وتحقق مكاسب إنتاجية ضخمة، وتحل محل الملايين من الوظائف.

ومن المقرر تسارع تلك القفزة بواسطة H100، وسط ثقة هوانغ في استمرار المكاسب نتيجة قدرة Nvidia على العمل مع مصنعة الرقائق TSMC لزيادة إنتاج H100 وذلك من أجل تلبية الطلب المتزايد من موفري الخدمات السحابية مثل Google وAmazon وMicrosoft.

وصرح تيد مورتونسون استراتيجي التكنولوجيا لدى Baird لـInsider، بأنه على مدار العقد الماضي أدرك رئيس Nvidia إلى أين يتجه السوق، لذلك استثمرت الشركة مليارات الدولارات في مجالات لا تقتصر على السيليكون بل تمتد إلى البرمجيات.
ويرى مورتونسون أن تلك الرقاقة أتاحت قفزة في التدريب والاستدلال تحديداً في الذكاء الاصطناعي التوليدي.

كيف بدأت Nvidia رحلتها نحو الذكاء الاصطناعي؟

كان هوانغ أحد المؤسسين المشاركين لـNvidia عام 1993، وكانت الشركة تركز على توفير تصميمات جرافيك أفضل للألعاب.

وفي عام 1999، طورت الشركة وحدة معالجة الرسوميات بهدف تحسين عرض الصور على أجهزة الحاسب الآلي.

وتتفوق وحدة معالجة الرسوميات في معالجة العديد من المهام الصغيرة في نفس الوقت.

لكن في عام 2006، تمكن باحثون من جامعة ستانفورد من اكتشاف وحدة معالجة رسوميات ذات استخدام آخر فهي تستطيع تسريع العمليات الحسابية بطريقة لا تستطيع رقائق المعالجة التقليدية القيام بها.

وفي تلك اللحظة قرر هوانغ تطوير الذكاء الاصطناعي كما نعرفه، إذ استثمر موارد Nvidia في خلق أداة تجعل وحدة معالجة الرسوميات قابلة للبرمجة وبالتالي فتح إمكانات المعالجة الموازية لاستخدامات تتجاوز الجرافيك.

وتمت إضافة تلك الأداة إلى رقائق الحاسب الآلي الخاصة بـNvidia، وفي عام 2012 تم الكشف عن AlexNet وهي أداة ذكاء اصطناعي بإمكانها تصنيف الصور وتدربت باستحدام اثنين من معالجات الرسوم القابلة للبرمجة الخاصة بـNvidia.

واستغلت Nvidia أفضليتها عبر الاستثمار في تطوير أنواع جديدة من وحدات معالجة الرسوميات أكثر ملائمة للذكاء الاصطناعي على مدار العقد الماضي.

نتائج مالية براقة..وتوقعات قوية

وكان من الطبيعي أن ينعكس هذا الانتعاش في المبيعات على النتائج المالية لـNvidia في الربع الأول من عامها المالي، إذ بلغت الأرباح المعدلة للشركة 1.09 دولار للسهم الواحد مقارنة بتوقعات عند 92 ‏سنتاً للسهم، فيما حققت إيرادات بقيمة 7.19 مليار دولار أي أعلى من التقديرات عند 6.52 ‏مليار دولار.‏

كما أن الشركة تتوقع تحقيق قفزة في الإيرادات بنحو 50% أو بقيمة 11 مليار دولار في الربع الحالي وهو ما يتجاوز توقعات المحللين البالغة 7.1 مليار دولار.

هذا وبلغت إيرادات وحدة مراكز البيانات التابعة للشركة 4.2 مليار دولار في الربع الأول من 2023، بما يتجاوز التوقعات البالغة 3.9 مليار دولار.

المحللون يتفاعلون بسرعة مع المكاسب

وفي ظل المكاسب الواسعة التي يحققها السهم، تفاعل المحللون بترقية السعر المستهدف لسهم Nvidia.

وبحسب CNBC، ضاعف JPMorgan السعر المستهدف للسهم من 250 إلى 500 دولار مبقياً على توصيته بزيادة الوزن، مؤكداً أن كل من الذكاء الاصطناعي التوليدي والنماذج التوليدية تعمل على تسريع الطلب.

كما رفعت Evercore مستهدفها لسعر السهم من 320 دولاراً إلى 500 دولار.

الرابح الأكبر

ويتوقع الخبراء أن تصبح Nvidia ضمن أكبر الفائزين في عصر الذكاء الاصطناعي لأن الشركة تصمم وحدة معالجة الرسوميات الضرورية لتطبيقات تلك التقنية.

وقال أنغلو زينو المحلل لدى CFRA لـInsider إن التاريخ العميق لـNvidia في مجال "وحدة معالجة الرسوميات"، وسيطرتها الحالية على سوق مركز البيانات لوحدة معالجة الرسوميات تعني أنها ستستمر في قيادة القطيع فيما يتعلق بسوق الذكاء الاصطناعي.

وأضاف: من الواضح أن Nvidia ستكون الفائز الأكبر، فهي تمتلك 95% من القيمة السوقية لسوق حدة معالجة الرسوميات ضمن مساحة مركز البيانات.  

تحذيرات من فقاعة

يرى الاقتصادي ديفيد روزنبرغ أن ارتفاع سوق الأسهم والمدعوم بطفرة الذكاء الاصطناعي سيكون قصير الأجل مثل الفترة التي شهدت ما يعرف بـ "فقاعة دوت كوم". 

كما توقع Bank of America أن ينهي الاحتياطي الفدرالي فقاعة الذكاء الاصطناعي في سوق الأسهم.

وأضاف: الفقاعة الصغيرة في أسهم الذكاء الاصطناعي ستستمر على الأرجح حتى ينفذ الفدرالي زيادة إضافية للفائدة بمقدار يتراوح ما بين 100 و150 نقطة أساس.

فيما قال أرت كاشين من UBS في تصريحات لـCNBC إن طفرة الذكاء الاصطناعي التي تجتاح سوق الأسهم ستمثل نسخة مصغرة من فقاعة دوت كوم. 

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة