قبل بدء معرض القاهرة الدولي.. كم أنفق العالم على الكتب في 2023؟

تنطلق الأربعاء 24 يناير/ كانون الثاني أعمال الدورة الـ 55 من معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي يُصنف ضمن أكبر معارض الكتب في العالم ويزوره سنوياً نحو مليوني زائر.

وعلى الرغم من الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالعالم، وارتفاع أسعار مُدخلات الإنتاج المختلفة فيما يخص صناعة الكتب، وعلى رأسها الورق، وفي الوقت الذي تزاحم فيه الكتب الإلكترونية والمسموعة وتطبيقات القراءة عبر الإنترنت الكتاب الورقي، لا تزال معارض الكتب تستهوي الكثيرين ممن يحرصون على زيارتها واقتناء مجموعة مختارة من الكتب.. فكم بلغ حجم سوق الكتب في العام 2023؟ وما هي أبرز التوجهات المستقبلية في ضوء المعطيات الراهنة؟

بحسب تقرير بحثي صادر عن Stellar Market Research، فإن حجم سوق الكتب (بمختلف أشكالها، الورقية والإلكترونية والمسموعة، وعبر المتاجر وأسواق التجزئة المختلفة) بلغ 151.88 مليار دولار أميركي في العام 2023، ومن المتوقع أن تنمو بمعدل نمو سنوي مركب قدره 3% بحلول 2030 وصولاً إلى 186.79 مليار دولار.

اقرأ أيضاً: 10 كتب ستعلمك كيف تحكم العالم

وتبعاً للتقرير، سيطر قطاع النسخ الورقية على سوق الكتب بحصة بلغت 73% في العام 2023. ونظراً للرغبة في تقليل وقت الشاشة، وهذا يشمل القراء الشباب وجيل الألفية، وكذلك الآباء الذين يرغبون في الحد من مقدار الوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام الشاشة.

معدل النمو السنوي

لكن على الرغم من ذلك، تشير التقديرات إلى أنه من المتوقع أن ينمو قطاع الكتب الإلكترونية بمعدل نمو سنوي مركب قدره 4.0% حتى 2030. ومن المتوقع أن تؤدي الاتجاهات المتزايدة وأنماط الحياة المزدحمة وما إلى ذلك إلى دفع نمو هذا القطاع خلال الفترة المتوقعة.

ويشار إلى أن  "الاستهلاك الشخصي المتزايد"، إلى جانب الاهتمام المتزايد بالتنمية الشخصية، هو الذي يقود سوق الكتب. إذ يميل المستهلكون إلى الاستثمار في الهوايات ومجالات الاهتمام التي يستمتعون بها. ويتم التركيز أيضًا على الأنشطة الترفيهية، مما يؤدي إلى زيادة عدد القراء. وقد أدى ذلك إلى ديناميكيات أكبر في السوق.

وقدرت دراسة أخرى أجرتها منصة Technavio نسبة النمو المحتملة بسوق الكتب بـ 5.42% (بين 2022 و2027).  ويعتمد نمو السوق على عدة عوامل؛ بما في ذلك استخدام الكتب التفاعلية لمحو الأمية المبكرة، والشعبية المتزايدة للكتب الإلكترونية، والاستخدام المتزايد للألعاب في التعلم التفاعلي.

وبحسب الباحثين في الدراسة، فإن الاستخدام المتزايد للألعاب في التعلم التفاعلي يقود نمو السوق بشكل ملحوظ.  يتم تعريف استخدام الألعاب في الكتب على أنه دمج أساسيات تصميم الألعاب ومفاهيم الموضوع التي تعزز المعرفة المفاهيمية والعملية لدى الطلاب.

نمو الكتب التفاعلية

كذلك أدى انتشار الهواتف الذكية والاختراق المتزايد للإنترنت إلى زيادة الطلب على كتب التعلم عبر الهاتف المحمول، وكذلك شجعت شعبية بائعي الكتب التفاعلية للتعلم عبر الهاتف المحمول البائعين الآخرين، مثل منشئي المحتوى وموفري المنصات، على تحسين منتجاتهم لإمكانية الوصول عبر الهاتف المحمول. 

تعد سوق التجارة الإلكترونية والتجارة عبر الهاتف المحمول المتنامي اتجاهًا ناشئًا في السوق.  لقد نمت الأعمال التجارية بين الشركات (B2B) وبين الشركات (B2C) بشكل هائل مع زيادة التجارة العالمية بسرعة بسبب تأثير العولمة وتحرير السياسات الاقتصادية.

ويمكن أيضًا دعم نمو التجارة من خلال زيادة انتشار الأجهزة الذكية والإنترنت على مستوى العالم. وبالتالي، تقوم الشركات أيضًا بتغيير أساليبها في بيع المنتجات والخدمات وفقًا لتوقعات العملاء.
أدى التحول التدريجي في عادات إنفاق العملاء والتسوق إلى تضخيم إمكانات النمو في سوق التجارة الإلكترونية. لقد أدى نمو تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات الحديثة إلى تسهيل الوصول إلى العملاء وجذبهم، وفق الدراسة.

أبرز التحديات

أما لجهة أبرز التحديات التي تواجه السوق، فتتمثل في "الإدمان الرقمي"، فمع تزايد استخدام الهواتف الذكية والأجهزة اللاسلكية الأخرى، هناك قلق متزايد بشأن الإدمان الرقمي. ويشعر الآباء والمعلمون والسلطات الحكومية بالقلق بشأن الوقت الذي يقضيه الأطفال على هذه الأجهزة، مما أدى إلى تقليل أنشطتهم البدنية وتسبب مشاكل صحية مختلفة مثل السمنة والقلق والاكتئاب.

علاوة على ذلك، فإن نتائج زيادة الوقت الذي يقضيه أمام الشاشة تؤثر بشكل مباشر على الوقت الذي يقضيه في الأنشطة الأخرى ومن بينها القراءة.

كتب البالغين

تشير تقديرات الدراسة إلى أنه من المتوقع أن تنمو حصة السوق من خلال قطاع كتب البالغين كبيراً خلال فترة التوقعات (بحلول 2027). إذ سيُظهر قطاع كتب البالغين فرصًا كبيرة للنمو خلال هذه الفترة، حيث تشتمل مناهج الدورات التدريبية الفنية وغير الفنية عبر الإنترنت على منشورات تعليمية رقمية. يشهد هذا القطاع طلباً متزايداً من بيئات التعلم الافتراضية والافتراضية.