بوينغ تتكبد خسائر قدرها 31 مليون دولار في الربع الأول.. وتستعد لزيادة إنتاج طائرات 737 ماكس

نشر
آخر تحديث
مصدر الصورة: AFP

استمع للمقال
Play

قال الرئيس التنفيذي لشركة «بوينغ»، كيلي أورتبرغ، يوم الأربعاء، إن الشركة تستعد لطلب موافقة إدارة الطيران الفدرالية الأميركية على زيادة وتيرة إنتاج طائراتها الأكثر مبيعاً من طراز «737 ماكس» إلى 42 طائرة شهرياً في وقت لاحق من هذا العام، وذلك في ظل تسارع وتيرة تسليم الطائرات وتحسّن الأداء المالي للشركة.

وسجّلت «بوينغ» صافي خسارة قدره 31 مليون دولار في الربع الأول، مقارنة بخسارة بلغت 355 مليون دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي، في حين ارتفعت الإيرادات بنسبة 18% لتصل إلى 19.5 مليار دولار، متجاوزة قليلاً تقديرات المحللين.

وذكرت الشركة أن تدفّقاتها النقدية السلبية بلغت نحو 2.3 مليار دولار، وهو تحسّن ملحوظ مقارنةً بنحو 4 مليارات دولار في الربع الأول من عام 2024، كما جاءت الأرقام أفضل من توقعات المحللين.

وسجّلت أسهم «بوينغ» ارتفاعاً بنحو 4% في تعاملات ما قبل افتتاح السوق.

 

تأثير الرسوم الجمركية على نتائج أعمال بوينغ

 

وأشارت الشركة إلى أن نتائجها للربع الأول تعكس فقط تأثير الرسوم الجمركية العالمية حتى تاريخ 31 مارس آذار. ومن المتوقّع أن يواجه التنفيذيون أسئلة بشأن هذه الرسوم خلال مؤتمر الأرباح المقرر اليوم عند الساعة 10:30 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة، في ظل كون الشركة واحدة من أبرز المتضرّرين من الحرب التجارية التي يقودها الرئيس دونالد ترامب، والتي من المرتقب أن ترفع أسعار الطائرات والقطع والمواد المستوردة.

 

شاهد أيضاً: الصين تغلق أجواءها أمام "بوينغ".. هل تواجه الشركة الأميركية الهبوط الأصعب في تاريخها؟

 

من جهته، صرّح لاري كولب، الرئيس التنفيذي لشركة «جي إي أيروسبيس»، يوم الثلاثاء، بأنه التقى الرئيس ترامب واقترح إعادة العمل بنظام التجارة المعفاة من الرسوم الجمركية لقطاع الطيران، الذي يُعد من أكبر قطاعات التصدير في الولايات المتحدة ويساهم في تقليص العجز التجاري الأميركي. وأفادت شركتا «جي إي» و«آر تي إكس» بأن الرسوم الجمركية قد تكلّفهما مجتمعَتين أكثر من مليار دولار خلال هذا العام.

وقال أورتبرغ في مذكرة للموظفين: «رغم متابعتنا الدقيقة لتطورات التجارة العالمية، فإن الانطلاقة القوية التي سجلناها هذا العام، إلى جانب الطلب المتزايد على الطائرات وامتلاكنا لمحفظة طلبيات وخدمات تتجاوز قيمتها نصف تريليون دولار، تمنحنا المرونة اللازمة للتعامل مع هذا الواقع».

في ما يلي أداء شركة «بوينغ» خلال الربع الأول من عام 2025، مقارنة بتوقعات المحللين الذين استطلعت آراؤهم شركة «LSEG»:

الخسارة للسهم الواحد: 49 سنتاً (معدّلة)، مقابل خسارة متوقعة قدرها 1.29 دولار

الإيرادات: 19.5 مليار دولار، مقارنة بـ19.45 مليار دولار متوقعة

وعلى أساس غير معدّل، بلغت الخسارة للسهم الواحد 16 سنتاً، مقارنة بخسارة قدرها 56 سنتاً خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وبعد استثناء البنود غير المتكررة المتعلقة بتكاليف المعاشات والضرائب، سجّلت «بوينغ» خسارة معدّلة قدرها 49 سنتاً للسهم.

الرئيس التنفيذي كيلي أورتبرغ، الذي تولّى منصبه العام الماضي بمهمة إخراج الشركة من أزماتها المتتالية في السلامة والإنتاج، استعرض في تقرير الأرباح مدى التقدّم المحقَّق، بما في ذلك معدلات إنتاج طائرات «737 ماكس» الأكثر مبيعاً.

 

اقرأ أيضاً: عودة طائرة بوينغ إلى أميركا من الصين بسبب حرب الرسوم الجمركية

 

وخلال الأشهر الماضية، شدّد أورتبرغ على تحسّن إجراءات السلامة وجودة التصنيع في مصانع «بوينغ»، في محاولة لاستعادة الثقة بعد سلسلة من الحوادث، من أبرزها حادثة يناير كانون الثاني 2024، حين انفصل غطاء باب عن طائرة «737 ماكس» أثناء تحليقها، بعد مغادرتها مصنع الشركة دون تركيب البراغي اللازمة. ولم تسفر الحادثة عن وفيات أو إصابات خطيرة.

 

زيادة إنتاج طائرات 737 ماكس

 

وكانت إدارة الطيران الفدرالية قد اشترطت حصول «بوينغ» على موافقتها قبل رفع إنتاج طائرات «737 ماكس» إلى أكثر من 38 طائرة شهرياً، وذلك بعد أن تراجع الإنتاج بشكل كبير إثر الحادث وإضراب نقابي استمر قرابة شهرين أواخر العام الماضي.

وأظهرت نتائج الربع الأول ارتفاع إيرادات وحدة الطائرات التجارية بنسبة 75% على أساس سنوي لتصل إلى 8.1 مليارات دولار، مع تسليم 130 طائرة، مقابل 83 طائرة خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

في المقابل، أظهرت نتائج استطلاع داخلي للموظفين أجرته الشركة الأسبوع الماضي أن 27% فقط من الموظفين يوصون بشدة بالعمل في «بوينغ»، بينما أعرب 67% عن شعورهم بالفخر بالعمل فيها، انخفاضاً من 91% عام 2013. كما أشار أقل من نصف المشاركين إلى ثقتهم في قدرة القيادة العليا على اتخاذ قرارات سليمة، وتوضيح التوجهات، والاستجابة لملاحظات الموظفين.

وفي مذكرة داخلية يوم الأربعاء، قال أورتبرغ: «نحن نسير في الاتجاه الصحيح ونحرز تقدّماً مع إعلان نتائج الربع الأول من عام 2025. من تسليم المزيد من الطائرات إلى تحقيق اختراقات نوعية في مجال الطائرات المقاتلة المستقبلية، هناك جهود جبّارة تُبذل على مختلف المستويات، ونحن نلمس نتائج إيجابية في المجالات الأربعة الرئيسية من خطّة التعافي، ما يضعنا في موقع قوي لبقية هذا العام وما بعده».

تُواصل «بوينغ» إعادة تركيز جهودها على أنشطتها الأساسية، إذ أعلنت يوم الثلاثاء عن بيع أجزاء من وحدتها المعنية بالطيران الرقمي، بما في ذلك وحدة «جيبسين» للملاحة، إلى شركة «ثوما برافو» مقابل 10.55 مليارات دولار نقداً بالكامل.

وفي الوقت الذي تعاني فيه وحدة الدفاع التابعة للشركة من تجاوزات في التكاليف ومشكلات متكرّرة في الجودة، تراجعت إيرادات هذه الوحدة بنسبة 9% خلال الربع الأول لتسجّل 6.3 مليارات دولار. غير أن «بوينغ» حققت اختراقاً نوعياً مؤخراً بعد أن منحها الرئيس دونالد ترامب عقداً لتصنيع مقاتلة جديدة بالكامل لسلاح الجو الأميركي، يُطلق عليها اسم «F-47».

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة