المديرة العامة لمجلس الأعمال الأميركي القطري لـCNBC عربية: زيارة ترامب تبرز التزاماً مستمراً بالتنويع الاقتصادي والاستثمار المتبادل

نشر
آخر تحديث
المديرة العامة لمجلس الأعمال الأميركي القطري لـCNBC عربية: زيارة ترامب تبرز التزاماً مستمراً بالتنويع الاقتصادي والاستثمار المتبادل

استمع للمقال
Play

🔴 المديرة العامة لمجلس الأعمال الأميركي القطري، ميس آل ثاني لـ CNBC عربية: 

▪️ حجم الاستثمارات القطرية في الولايات المتحدة: حوالي 65 مليار دولار

▪️ المباحثات بين الدوحة وواشنطن تتناول قطاعات ناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا المناخ، والابتكار الدفاعي، والبنية التحتية الذكية


خاص CNBC عربية- رانيا برو

بين الدوحة وواشنطن سلسلة من التشابكات التي طورت العلاقات السياسية والاقتصادية، ستبرز في الزيارة التي يقوم بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الدولة الخليجية، ضمن زيارته التاريخية إلى المنطقة.

أُقيمت العلاقات الدبلوماسية بين قطر والولايات المتحدة الأميركية رسمياً في العام 1972، عقب إعلان استقلال قطر في العام الذي سبقه. وازدهرت هذه العلاقات على مر العقود، حيث تعاون البلدان بشكل وثيق في العديد من القضايا والمبادرات العالمية والإقليمية.

حول العلاقات بين قطر والإمارات، تقول المديرة العامة لمجلس الأعمال الأميركي القطري  ميس آل ثاني، في تصريحات لـ CNBC عربية: "فيما يتعلق بزيارة الرئيس ترامب إلى الدوحة، ومع أن مجلس الأعمال الأميركي القطري لا يتحدث باسم أيٍّ من الحكومتين، فإننا نُدرك أن هذه الزيارات رفيعة المستوى تُؤكد على الطبيعة الاستراتيجية الراسخة للشراكة الأميركية القطرية.. وكثيراً ما تُتيح هذه الزيارات فرصاً لتعزيز التعاون في مجالات ذات اهتمام مشترك، بما في ذلك القطاعات غير المرتبطة بالطاقة، مثل التكنولوجيا والرعاية الصحية والتعليم والبنية التحتية والتنمية المستدامة".

 

ترتكز العلاقات الاقتصادية بين قطر والولايات المتحدة الأميركية على اتفاقيات تجارية شاملة واستثمارات متبادلة متنوعة في مجموعة واسعة من القطاعات. وتُعدّ الولايات المتحدة الأميركية خامس أكبر شريك تجاري لقطر، حيث تُسهم بشكل كبير في قطاعات مثل الطيران والطاقة والبنية التحتية. في عام 2023 وحده، بلغ حجم التجارة الثنائية بين قطر والولايات المتحدة الأميركية 6.7 مليار دولار.

وتشير بيانات مكتب الممثل التجاري الأميركي، إلى أنه في العام 2024، بلغ إجمالي تجارة السلع الأميركية مع قطر حوالي 5.6 مليار دولار. وبلغت صادرات السلع الأميركية إلى قطر  ما قيمته 3.8 مليار دولار، بانخفاض قدره 18.3% (850.8 مليون دولار أمريكي) عن عام 2023.

وبلغ إجمالي واردات السلع الأميركية من قطر  1.8 مليار دولار  في عام 2024، بانخفاض قدره 10.3% (210.3 مليون دولار ) عن عام 2023. وبلغ فائض تجارة السلع الأميركية مع قطر 2 مليار دولار، بانخفاض قدره 24.5% (640.5 مليون دولار ) عن عام 2023.

توقعات

وحول توقعات الزيارة الاستثنائية للرئيس دونالد ترامب، تشير  آل ثاني إلى أنه فيما يتعلق بالملفات الرئيسية وجدول الأعمال: "من المتوقع أن تُبرز الزيارة التزاماً مستمراً بالتنويع الاقتصادي والاستثمار المتبادل. وقد تتناول المباحثات قطاعات ناشئة مثل الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا المناخ، والابتكار الدفاعي، والبنية التحتية الذكية. مما يعكس اهتمام البلدين بتعزيز الابتكار والتعاون المستقبلي".

في 22 سبتمبر / أيلول 2024، وفي غمرة حملته الرئاسية،  قال ترامب، إنه التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في منتجعه في مار إيه لاغو بولاية فلوريدا. 

ومضى ترامب قائلاً: "كانت لدينا علاقة رائعة خلال سنواتي في البيت الأبيض، وستكون أقوى هذه المرة!".

في عام 2022، صنّف الرئيس جو بايدن قطر حليفاً رئيسياً من خارج حلف الناتو، ليعكس أهمية العلاقة ين البلدين. يُتيح هذا التحالف بين قطر والولايات المتحدة إجراء مناورات مشتركة بين البلدين، بأهداف مشتركة في مجالات مثل الأمن العالمي والاستقرار الإقليمي.

من جانبه، أعلن السفير الأميركي في الدوحة تيمي ديفيس، أن الولايات المتحدة وقطر ستعلنان خلال زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الدوحة ضمن جولته الخليجية، عن اتفاقيات في قطاعات الدفاع والأمن، والتعليم والتجارة والاستثمار والقطاع الصحي.

وذكر السفيرالأميركي أنّ المحادثات الأميركية القطرية ستتضمن إيجاد مسارات وقطاعات جديدة للتعاون الاقتصادي بين الجانبَين، فضلاً عن التوقيع على اتفاقيات حول التعاون الرياضي.

ولفت السفير الأميركي في الدوحة إلى أن "الزيارة التي تأتي بعد زيارة الرئيس جورج بوش للدوحة منذ 23 عاماً ستحتفي بالتقدم الذي أحرزه الطرفان على مدار السنوات القليلة الماضية".

على المستوى السياسي لطالما اعتبرت الإدارة الأميركية قطر "شريكاً وصديقاً للولايات المتحدة ورفيق درب في جهود السلام والاستقرار في المنطقة والعالم، ولطالما عمل الطرفان على البناء على هذه العلاقة إذ تزايدت جهود الوساطة القطرية في المنطقة كما حدث في لبنان وأفغانستان وغزة، وكما حدث في جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا".

وعلى صعيد العلاقات التجارية، فقد تعززت بين البلدين منذ عقود وهي في طور التطور، وفي السياق تقول المديرة العامة لمجلس الأعمال الأميركي القطري لـCNBC عربية: "نتوقع أن تُعزز هذه الزيارة تدفقات التجارة والاستثمار الثنائية.. يتابع مجلس الأعمال الأميركي القطري بيانات التجارة ويُحللها بانتظام".

وتضيف "مع أننا لسنا في وضع يسمح لنا بتأكيد أي صفقات محددة مسبقاً، إلا أن هذه اللقاءات كانت، تاريخياً، بمثابة منصات للإعلان عن اتفاقيات تجارية هادفة ومذكرات تفاهم استراتيجية".

الشراكة التجارية

واكتسبت العلاقات التجارية بين دولة قطر والولايات المتحدة الأميركية زخماً كبيراً منذ توقيع اتفاقية التجارة والاستثمار (TIFA) في العام 2004، حيث يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين أكثر من 9 مليار دولار سنوياً مما جعل الدوحة الشريك التجاري الموثوق لواشنطن.

وتسهم الشركات الأميركية العاملة في دولة قطر بشكل رئيس في حركة التنمية التي تشهدها، سيما في ظل وجود 856 شركة أميركية تعمل بالسوق القطرية حسب آخر الأرقام الصادرة عن وزارة التجارة والصناعة.

أحدث البيانات

في فبراير/ شباط 2025، بلغت صادرات الولايات المتحدة من قطر 186 مليون دولار أميركي، واستوردت منها 160 مليون دولار، مما أدى إلى ميزان تجاري إيجابي قدره 25.7 مليون دولار أميركي. 

في فبراير 2025، كانت أهم صادرات الولايات المتحدة إلى قطر هي أجزاء الطائرات (الطائرات الشراعية، والبالونات، والطائرات ذات المحركات) (32.5 مليون دولار)، والسيارات (21.2 مليون دولار)، والسلع الأخرى (11.5 مليون دولار). 

وفي الشهر نفسه، كانت أهم واردات الولايات المتحدة من قطر هي البترول المكرر (74.9 مليون دولار)، والأسمدة النيتروجينية (50.9 مليون دولار)، والسلع غير المحددة (19.9 مليون دولار)، وفق مرصد التعقيد الاقتصادي العالمي OEC.

بدورها تشير المديرة العامة لمجلس الأعمال الأميركي القطري، إلى أن حجم الاستثمارات القطرية في الولايات المتحدة بلغ  حوالي 65 مليار دولار.

شراكات طويلة الأمد

وحول رسائل الشركات الأميركية والشراكات المحتملة، تقول آل ثاني "من المرجح أن تُؤكد الشركات الأميركية على اهتمامها بشراكات طويلة الأمد مع الجهات القطرية، مبنية على الشفافية ونقل المعرفة والنمو المستدام".

وتتابع "وعادةً ما تفتح هذه الزيارات الباب للحوار حول أطر الاستثمار، ومبادرات بناء القدرات، والمشاريع المشتركة، لا سيما في المجالات التي تتوافق مع أهداف التنمية الوطنية لدولة قطر".

تُعدّ شركات أميركية مثل إكسون موبيل وكونوكو فيليبس جهات فاعلة رئيسية في قطاع الغاز الطبيعي المسال في قطر، حيث تُقدّم خبراتها واستثماراتها إلى أحد أكبر أسواق الغاز الطبيعي المسال في العالم. تعكس هذه الشراكة المنافع المتبادلة لتعاونهما الاقتصادي، لا سيما في مجال الطاقة، حيث تُعدّ قطر من أبرز المُصدّرين العالميين.

ضمن خطط التنويع الطموحة التي تنتهجها قطر، ومشاريع البنية التحتية المهمة، لعبت الشركات الأميركية دوراً استراتيجياً في تنمية قطر. وتمثل زيارة الرئيس الأميركي مصحوباً بعدد كبير من رؤساء الشركات الأميركية، فرصة لاستكشاف اقتصاد قطر المتنامي والاستفادة منه والاطلاع على معلومات السوق، والخدمات الاستشارية الاستراتيجية، واللقاءات رفيعة المستوى.

في هذا الإطار، يلعب مجلس الأعمال الأميركي القطري USQBC دوره كمنظمة تُعنى بتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين الولايات المتحدة وقطر، كما تقول آل ثاني.

وتضيف "بمكاتبنا في الدوحة وواشنطن العاصمة، تتمثل مهمتنا في دعم التجارة الثنائية، وتسهيل الحوار التجاري الاستراتيجي، وتمكين الشركات من كلا البلدين من مختلف القطاعات من الوصول إلى الأسواق".

ولقطر استثمارات كبيرة في الولايات المتحدة، بما في ذلك حصة في فرق رياضية بارزة مثل واشنطن ويزاردز وواشنطن كابيتالز. وقد أعلن صندوق الثروة السيادية القطري عن خطط لاستثمار 45 مليار دولار في الولايات المتحدة، مع التركيز بشكل خاص على البنية التحتية والعقارات والتكنولوجيا.

كذلك، يتكون أسطول الخطوط الجوية القطرية بشكل أساسي من طائرات بوينغ، التي ساهمت بشكل مباشر وغير مباشر في توفير أكثر من 500 ألف وظيفة للأميركيين.

تعاون ثقافي

وبين الاقتصاد والسياسة شهدت العلاقات الثقافية بين قطر والولايات المتحدة الأميركية تطوراً ملحوظاً، بفضل التبادلات التعليمية المتميزة والمبادرات الثقافية الفريدة، مثل العام الثقافي قطر-الولايات المتحدة الأميركية 2021.

وضمت المدينة التعليمية في قطر المشروع الرائد لمؤسسة قطر، فروعاً لست جامعات أميركية مرموقة في الدوحة، بما في ذلك:

جامعة فرجينيا كومنولث، جامعة جورجتاون، جامعة نورث وسترن، جامعة تكساس إيه آند إم، كلية طب وايل كورنيل، جامعة كارنيجي ميلون

أتاح هذا التعاون لآلاف الطلاب الدوليين والقطريين متابعة تعليم عالمي المستوى، مع تعزيز الروابط الأكاديمية والبحثية بين البلدين.



في المحصلة، من المتوقع أن تشهد الزيارة التاريخية للرئيس الأميركي دونالد ترامب مجموعة من الصفقات والشراكات التي تعزز المسار الاقتصادي المتنامي بين دولة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم وإمارة تتمتع بثروات من النفط والغاز والبتروكيماويات ومناخ استثماري مرن، وفق آل ثاني.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة