اقتحام مستودع للأمم المتحدة في غزة للحصول على المساعدات الإنسانية وسط ظروف إنسانية صعبة

نشر
آخر تحديث
مصدر الصورة: AFP

استمع للمقال
Play

اقتحمت مجموعة من الفلسطينيين مستودعاً للمساعدات الإنسانية تابعاً للأمم المتحدة في قطاع غزة، يوم الأربعاء 28 مايو/ أيار، في الوقت الذي يقف فيه القطاع على شفا مجاعة بسبب الحصار الذي كان مفروضاً من إسرائيل خلال الأسابيع الماضية قبل الموافقة على دخول المساعدات.

وذكر برنامج الأغذية العالمي أن هناك تقارير أولية كشفت عن وفاة شخصين وإصابة آخرين في مستودع غزة المركزي جراء عملية الاقتحام، داعياً إلى زيادة المساعدات الغذائية بشكل فوري من أجل "طمأنة الناس بأنهم لن يموتوا جوعاً".

بعد وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع لفترة استمرت 11 أسبوعاً، أنهت إسرائيل حصارها لغزة قبل 10 أيام تزامناً مع ضغوط دولية، لتسمح بدخول كمية  محدودة من المساعدات من خلال الأمم المتحدة ومؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من أميركا.

ووصفت مبعوثة الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط سيجريد كاج، لمجلس الأمن، حجم المساعدات المسموح للأمم المتحدة بتقديمها إلى الآن بأنه مجرد "قارب نجاة بعد غرق سفينة" في ظل مواجهة جميع سكان القطاع خطر المجاعة، بحسب وكالة رويترز.

اقرأ أيضاً: الأونروا تحذر: المساعدات التي تدخل غزة "إبرة في كومة قش"

الموافقة على 800 شاحنة

بحسب بيانات من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية صدرت اليوم الأربعاء، قُدّمت حوالي 900 شاحنة للحصول على الموافقة الإسرائيلية منذ الأسبوع الماضي، وتمت الموافقة على 800، وتفريغ ما يزيد قليلاً عن 500 منها على الجانب الإسرائيلي من معبر كرم أبو سالم، بينما وصل عدد أقل إلى الجانب الفلسطيني، مع تمكن الأمم المتحدة وشركائها من استلام ما يزيد قليلاً عن 200 منها - بسبب انعدام الأمن وصعوبة الوصول. 

أيضاً، بحسب المكتب، فإن عدد الشاحنات الفلسطينية اللازمة لاستلام البضائع المنقولة عبر معبر كرم أبو سالم أقل، لذا فإن عملية الاستلام لا تتم بشكل متساوٍ مع الشاحنات التي يتم تفريغها على الجانب الإسرائيلي.

خطر المجاعة يواجه الجميع

في وقت سابق من هذا الشهر وقبل عودة السماح بدخول المساعدات، ذكر تقرير صادر عن الأمم المتحدة وجهات دولية أن قطاع غزة بأكمله يواجه خطراً كبيراً لحدوث مجاعة مع تصاعد القتال مرة أخرى، واستمرار إغلاق المعابر الحدودية، وندرة الغذاء بشكل خطير.

وذكر تقرير "التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي" الصادر في 12 مايو، أن 470 ألف شخص في غزة سيواجهون جوعاً كارثياً (المرحلة الخامسة والأشد من التصنيف) خلال الفترة بين مايو/ أيار، وسبتمبر/ أيلول 2025، بزيادة قدرها 250% عن تقديرات التصنيف السابقة.

وأشار التقرير إلى أن السكان بأكملهم يعانون من مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد. كما يتوقع أن 71 ألف طفل وأكثر من 17 ألف أُم سيحتاجون إلى علاج عاجل لسوء التغذية الحاد. وفي بداية عام 2025، قدرت الوكالات أن 60 ألف طفل سيحتاجون إلى العلاج.

اقرأ أيضاً: الإمارات تتفق مع إسرائيل على إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى غزة

دعوات لتدخل مجلس الأمن

في غضون ذلك، دعا أكثر من نصف أعضاء مجلس الأمن اليوم المجلس إلى اتخاذ إجراءات بشأن قطاع غزة.

وذكر السفير السلوفيني بالأمم المتحدة، صموئيل زبوجار، إن بعض أعضاء المجلس يعملون على مشروع قرار من أجل المطالبة بوصول المساعدات دون عوائق.

وقال السفير لمجلس الأمن: "البقاء صامتين لم يعد خياراً".

وذكر سفير إسرائيل بالأمم المتحدة، داني دانون، لمجلس الأمن إن بلاده ستتيح تسليم المساعدات "في المستقبل القريب" من خلال الأمم المتحدة ومؤسسة غزة الإنسانية التي بدأت في التسليم بالفعل يوم الاثنين.

لكن إسرائيل ترغرب في أن تعمل الأمم المتحدة عبر مؤسسة غزة الإنسانية التي تستعين بشركات أمنية ولوجستية خاصة من الولايات المتحدة من أجل نقل المساعدات إلى غزة، مع توزيعها بواسطة فرق مدنية فيما تعرف بمواقع التوزيع الآمنة.

اقرأ أيضاً: نتنياهو: اكتمال بناء أول منطقة لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة خلال أيام

وقال سفير إسرائيل، لصحفيين قبل اجتماع المجلس: "يجب على الأمم المتحدة أن تضع غرورها جانباً وتتعاون مع الآلية الجديدة".

في المقابل رفضت المنظمة الأممية ومنظمات الإغاثة الدولية الأخرى العمل مع مؤسسة غزة الإنسانية، وأشارت إلى أن "الخطة ليست محايدة".

وقال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جوناثان ويتال، لصحفيين اليوم: "هذا المخطط الجديد هو نظام تقنين قائم على المراقبة يضفي شرعية على سياسة حرمان متعمدة".

هل تعمل الأمم المتحدة مع مؤسسة غزة الإنسانية؟

من جانبه، وصف سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل، مايك هاكابي، عدم مشاركة الأمم المتحدة ومنظمات أخرى في النظام الجديد لتوزيع المساعدات بأنه أمر "محزن ومثير للاشمئزاز".

وأضاف هاكابي: "كانت هناك طوابير من الناس حصلوا على طعام لم تسرقه حماس، والطريقة التي تم توزيعه بها فعالة حتى الآن".

اقرأ أيضاً: استجابة لتدهور الوضع الإنساني في غزة .. الاتحاد الأوروبي يراجع اتفاقية الشراكة مع إسرائيل

وفي نفس السياق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أطلق طلقات تحذيرية في المنطقة المحيطة بموقع توزيع المساعدات التابع لمؤسسة غزة الإنسانية الذي هرع إليه من كانوا ينتظرون المساعدات من الفلسطينيين.

وأظهرت لقطات تم نشرها على منصات التواصل الاجتماعي مجموعات تكسر الأسوار، في حين تراجعت قوات الأمن الخاصة قبل إعادة النظام من جديد.

وذكر مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم، نقلاُ عن معلومات من شركائه الميدانيين، أن 47 شخصاً تعرضوا للإصابة يوم الثلاثاء خلال محاولاتهم الحصول على المساعدات.

ووزعت مؤسسة غزة الإنسانية حتى الآن ما يعادل 840262 وجبة في موقعي توزيع المساعدات، معلنة أنها تسعى لفتح أربعة مواقع وتوسيع نطاق عملها بالقطاع في الأسابيع المقبلة.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة