أعلنت شركة «إتش دي هيونداي للصناعات الثقيلة» الكورية الجنوبية، أكبر شركة لبناء السفن في العالم، أنها تخطط للاندماج مع شركتها التابعة «إتش دي هيونداي ميبو»، في إطار مساعيها لزيادة حصتها في سوق بناء السفن الأميركية.
وقالت الشركة إن الاندماج يستهدف قيادة مشاريع التعاون في مجال بناء السفن بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، والتي جرى تسليط الضوء عليها خلال القمة الأخيرة بين قادة البلدين، في ما وصفته سيول بأنه مبادرة «إعادة نهضة صناعة بناء السفن الأميركية».
وقالت الشركة الأم لـ«إتش دي هيونداي للصناعات الثقيلة» في بيان: «مع اقتراب الإطلاق الكامل لمشروع MASGA عقب القمة الكورية – الأميركية، وفي وقت تعمل فيه دول العالم على تعزيز قدراتها البحرية، من المتوقع أن يتزايد الطلب على قطاع الدفاع الكوري بشكل أكبر».
وباعتبارها أكبر شركة كورية لبناء السفن الحربية، تسعى «هيونداي» إلى دمج خبرتها وتقنياتها المتقدمة في هذا المجال مع أحواض «ميبو» ومنشآتها وعمّالها المهرة.
وأضافت الشركة أن هدفها يتمثل في «انتهاز الفرص سريعاً في سوق الدفاع العالمي الذي يشهد نمواً متسارعاً».
كما يخطط الكيان المندمج لتوسيع حصته في سوق كاسحات الجليد، مستفيداً من الطلب المتزايد على هذا النوع من السفن في منطقة القطب الشمالي.
شاهد أيضاً: أزمة الشحن البحري تشتعل.. والحرب تضرب مسارات السفن
أقرّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخراً مشروع قانون للضرائب والإنفاق يتضمن تخصيص أكثر من 8.6 مليار دولار لتعزيز أسطول كاسحات الجليد التابع لخفر السواحل الأميركي في القطب الشمالي، في إطار مسعى واشنطن لمواجهة النفوذ المتنامي لكل من روسيا والصين في المنطقة.
وبحسب إفصاحات البورصة، نصّت صفقة الاندماج على معدل مبادلة قدره سهم واحد من «إتش دي هيونداي ميبو» مقابل 1.04059146 سهم من «إتش دي هيونداي للصناعات الثقيلة». ومن المقرر إطلاق الكيان المندمج في ديسمبر كانون الأول المقبل.
وقبيل الإعلان الرسمي، قفزت أسهم «إتش دي هيونداي للصناعات الثقيلة» بنسبة 11.3%، فيما صعدت أسهم «إتش دي هيونداي ميبو» بنسبة 14.6% لتغلق عند مستويات قياسية، كما شهدت أسهم شركات بناء السفن الأخرى ارتفاعات بدعم من التفاؤل حول مشروع MASGA.
ويواصل ترامب الدفع نحو إحياء صناعة بناء السفن الأميركية المتعثرة، في محاولة للتصدي لتنامي قوة الصين في مجال التصنيع البحري وتفوقها العسكري البحري.
قال مسؤولون كوريون جنوبيون إن تعهّد سيول بدعم قطاع بناء السفن الأميركي كان عاملاً حاسماً في إقناع واشنطن بالموافقة، في يوليو تموز الماضي، على اتفاق تجاري خفّض الرسوم الجمركية المهددة على رابع أكبر اقتصاد في آسيا إلى 15%.
وقد شكّل ملف بناء السفن محوراً رئيسياً في محادثات الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونغ ونظيره الأميركي دونالد ترامب خلال قمتهما هذا الأسبوع. وعلى هامش القمة، أعلنت «هيونداي» وعدد من شركات بناء السفن الكورية الأخرى عن سلسلة من خطط الاستثمار في الولايات المتحدة، في وقت تسعى فيه سيول إلى توظيف قدراتها في هذا القطاع لتخفيف الضغوط التي يمارسها ترامب بشأن قضايا التجارة والأمن.
وخلال زيارته يوم الثلاثاء إلى أحد أحواض بناء السفن الأميركية المملوك لمجموعة «هانوا» الكورية الجنوبية، أشاد الرئيس لي بالتعاون القائم بين البلدين في صناعة بناء السفن.
اقرأ أيضاً: الصين تحتج على استهداف واشنطن قطاع بناء السفن
وكانت كوريا الجنوبية قد تعهّدت بضخ استثمارات بقيمة 150 مليار دولار في قطاع بناء السفن الأميركي، في إطار حزمة استثمارات أوسع تبلغ 350 مليار دولار في مشاريع أميركية، مقابل الحصول على تخفيضات في الرسوم الجمركية الأميركية أُقرت أواخر يوليو تموز.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي