تحدث الرئيسان الأميركي دونالد ترامب والصيني شي جين بينغ هاتفياً، الجمعة 19 سبتمبر/ أيلول في إطار سعيهما للتوصل إلى اتفاق للمساعدة في إبقاء تطبيق تيك توك للفيديو في الولايات المتحدة وتخفيف التوترات بين القوتين العظميين المنخرطتين في مواجهة بشأن التجارة.
وذكرت وول ستريت جورنال أنه من المتوقع أن تحصل الحكومة الأميركية على رسوم بمليارات الدولارات من صفقة تيك توك.
وقالت الصحيفة إن المستثمرين في صفقة "تيك توك" سيدفعون للحكومة الأميركية مقابل التفاوض مع الصين.
وكان التوصل إلى اتفاق محتمل على رأس جدول أعمال الاتصال إلى جانب التجارة خلال أول مكالمة هاتفية بين الزعيمين منذ ثلاثة أشهر، والتي بدأت في الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت الشرقي (1200 بتوقيت جرينتش)، بحسب وسائل إعلام رسمية صينية ورويترز نقلاً عن مسؤول أميركي.
وفي تصريحات للصحافيين في البيت الأبيض، قال ترامب "المستثمرون مستعدون لصفقة "تيك توك" وسيكون لنا سيطرة صارمة للغاية على التطبيق". وإن "الرئيس الصيني وافق على صفقة تيك توك ويجب توقيعها".
ولم يقدم تقرير تلفزيون الصين المركزي أي تفاصيل عن المحادثة، ولم يستجب البيت الأبيض على الفور لطلب التعليق.
وتتزامن جهود ترامب وشي لتعزيز العلاقات مع المناقشات حول قمة محتملة بين شي وترامب خلال قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك) في كوريا الجنوبية في الفترة من 30 أكتوبر/تشرين الأول إلى الأول من نوفمبر/تشرين الثاني.
من جانبه، يقول رئيس قسم الأسهم في مجموعة كلاي، عادل إبراهيم:" من المرجح أن يمهّد الاتصال الهاتفي لعقد اجتماع محوري خلال زيارة الرئيس ترامب المقبلة إلى كوريا الجنوبية لحضور قمة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ".
ويضيف: "تشير نتائج جولات التفاوض التجاري الأخيرة، والتي كان آخرها في مدريد، إلى أن طرفي التفاوض قد أتمّا بالفعل صياغة اتفاق تجاري في انتظار التوقيع الرسمي من قِبل الزعيمين، إضافةً إلى التوصل إلى تفاهم يسمح لتطبيق تيك توك بمواصلة نشاطه في الولايات المتحدة".
وكان الكونغرس قد أمر بإغلاق التطبيق أمام المستخدمين الأميركيين بحلول يناير كانون الثاني 2025 ما لم تقرر شركة (بايت دانس) الصينية المالكة له بيع أصوله في الولايات المتحدة.
وامتنع ترامب عن تطبيق القانون بينما سعت إدارته عن مالك جديد، كما خشي الرئيس أن يؤدي حظر التطبيق إلى إغضاب قاعدة مستخدمي تيك توك الضخمة وتعطيل الاتصالات السياسية.
وقال ترامب خلال مؤتمر صحفي أمس الخميس "أنا أحب تطبيق تيك توك، فقد ساعد في انتخابي.. تيك توك له قيمة هائلة. الولايات المتحدة لديها هذه القيمة في يدها لأننا نحن من يجب أن نوافق عليها".
وركّز ترامب في سياسته الخارجية على السعي إلى السلام وعقد الصفقات. ولا تزال العلاقات متوترة بين أكبر اقتصادين في العالم.
قال ترامب يوم الخميس: "نحن قريبون جدًا من التوصل إلى اتفاق"، في إشارة واضحة إلى محادثات تجارية أوسع نطاقًا. وأضاف: "قد نمدد المهلة مع الصين، لكن هذا التمديد سيكون قائمًا على نفس الشروط الحالية، وهي شروط جيدة جدًا".
ورغم هذه التطورات الإيجابية، ما زالت بعض التعقيدات قائمة؛ فقد أطلقت الصين تحقيقاً لمكافحة الإغراق يستهدف شركات أشباه الموصلات الأميركية، إلى جانب فتح تحقيق مع شركة إنفيديا بتهم تتعلق بممارسات احتكارية. كما تواصل بكين الضغط من أجل الحصول على وصول أوسع إلى التكنولوجيا الأميركية، وهو ملف يتوقع أن يكون قد تمت مناقشته خلال الاتصال. ومن المرجح أن تسفر المحادثات عن نتائج إيجابية تمهّد للتوقيع الرسمي على الاتفاق عند لقاء الرئيسين وجهاً لوجه، وفق إبراهيم.
اقرأ أيضاً: مكالمة هاتفية بين ترامب وشي تضع إطار صفقة "تيك توك"
ويستطرد: من وجهة نظر أسواق الأسهم، فإن قدراً كبيراً من حالة عدم اليقين المحيطة بالعلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين قد تراجع منذ استئناف المفاوضات في مايو/ آيار 2025. وعلى الرغم من بعض العراقيل المتقطعة، إلا أن الجانبين حافظا على وتيرة تفاوضية مستمرة. لذلك، من غير المتوقع أن يؤدي الاتصال أو حتى التوقيع على الاتفاق إلى إحداث قفزة كبيرة في أسواق الأسهم الصينية أو سوق هونغ كونغ.
غير أن الأثر -في تقديره- قد يختلف بحسب القطاعات؛ إذ من المحتمل أن تتعرض شركات أشباه الموصلات الصينية المحلية لضغوط سلبية، في حين قد تستفيد شركات التكنولوجيا الكبرى في الصين من تحسين فرص الوصول إلى التكنولوجيا الأميركية.
ويُذكر أن الارتفاع القوي الذي شهدته أسواق الأسهم الصينية وأسواق هونغ كونغ هذا العام جاء مدفوعاً في الأساس بالعوامل المحلية وتحسن جودة الأرباح.
اقرأ أيضاً: مصادر لـCNBC: صفقة تيك توك ستشمل مستثمرين جدد مع بايت دانس
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي