يرى الملياردير ومدير صندوق التحوط بول تيودور جونز أنّ الظروف مهيّأة لارتفاع قوي في أسعار الأسهم قبل أن يبلغ السوق الصاعد ذروته.
وقال جونز في مقابلة مع برنامج «سكواك بوكس» على CNBC يوم الاثنين: «تخميني هو أنّ جميع العوامل متوفّرة لحدوث نوعٍ من الارتفاع المفرط. التاريخ يعيد نفسه كثيراً، لذا أعتقد أنّ نسخةً من ذلك ستتكرّر من جديد. وإذا كان هناك اختلاف، فهو أنّ الوضع الآن أكثر قابلية للانفجار مما كان عليه في عام 1999».
وأضاف مؤسّس ورئيس قسم الاستثمار في شركة «تيودور إنفستمنت» أنّ السوق الحالية تُذكّره بفترة ما قبل انفجار فقاعة شركات الإنترنت في أواخر عام 1999، حيث شهدت تلك المرحلة ارتفاعات حادّة في أسهم التكنولوجيا وسلوكاً مضارباً مفرطاً. وأشار جونز إلى أنّ الصفقات الدائرية أو «التمويل عبر المورّدين» في قطاع الذكاء الاصطناعي اليوم تجعله يشعر بـ«القلق».
اقرأ أيضاً: لماذا تشهد أسواق الأسهم والذهب في 2025 لحظات لا تتكرر كثيراً؟
وسجّل مؤشر «ناسداك» المركّز على شركات التكنولوجيا ارتفاعاً نسبته 117% منذ قاعه في أبريل نيسان، ليصل إلى مستويات قياسية متتالية. وقاد هذا الارتفاع عمالقة التكنولوجيا الكبار الذين استثمروا مليارات الدولارات في الذكاء الاصطناعي وتقيّمهم الأسواق بسخاء استناداً إلى آفاق هذا العصر التكنولوجي الجديد.
وأشار جونز إلى أنّ الفارق بين الوضع الحالي وما كان عليه في عام 1999 يكمن في السياسة المالية والنقدية للولايات المتحدة. ففي حين بدأ الاحتياطي الفدرالي حالياً دورة تيسير نقدي جديدة، كانت معدلات الفائدة آنذاك في طريقها إلى الارتفاع قبل بلوغ السوق ذروته عام 2000. وأضاف أنّ الولايات المتحدة تسجّل حالياً عجزاً في الميزانية يبلغ 6%، بينما كانت تحقق فائضاً في عام 1999.
وقال جونز: «إنّ مزيج السياسة المالية والنقدية هذا هو تركيبة لم نشهدها منذ فترة ما بعد الحرب، في أوائل خمسينيات القرن الماضي».
وسلّط المستثمر المخضرم الضوء على التوتر الكامن في جوهر كل سوق صاعدة متأخرة، والمتمثل في الرغبة بالاستفادة من المكاسب الضخمة من جهة، وحتمية التصحيح المؤلم من جهة أخرى.
وأوضح قائلاً: «يجب أن تصعد وتنزل من القطار بسرعة. إذا فكّرت في الأسواق الصاعدة، فستجد أنّ أكبر الزيادات في الأسعار تحدث عادة خلال الاثني عشر شهراً السابقة للذروة. فهي تضاعف تقريباً متوسط المكاسب السنوية، وإذا لم تشارك فيها، فستخسر العوائد المغرية، أما إذا شاركت، فعليك أن تكون سريع الحركة، لأنّ النهاية ستكون سيئة للغاية».
ومع ذلك، أكّد جونز أنّه لا يتوقع تراجعاً فورياً في الأسواق، بل يرى أنّ السوق الصاعدة ما تزال تملك مجالاً للارتفاع قبل دخولها مرحلتها النهائية.
وقال: «سيتطلّب الأمر موجة مضاربات محمومة لرفع الأسعار أكثر، وسيتطلّب الأمر مزيداً من الإقبال من المستثمرين الأفراد، إضافةً إلى دخول لاعبين جدد من صناديق التحوط طويلة وقصيرة الأجل، ومستثمرين تقليديين آخرين».
وأضاف جونز أنّه يفضّل امتلاك مزيج من الذهب والعملات المشفّرة وأسهم شركات التكنولوجيا المدرجة في مؤشر «ناسداك» حتى نهاية العام، للاستفادة من موجة الارتفاع التي تغذيها مخاوف تفويت الفرصة.
اقرأ أيضاً: 🔴 وول ستريت تسجل مكاسب أسبوعية رغم مخاوف الإغلاق الحكومي
واشتهر جونز بعد أن توقّع وحقق أرباحاً من انهيار سوق الأسهم في عام 1987، كما يُعدّ أحد مؤسّسي مؤسسة «جَست كابيتال» غير الربحية التي تصنّف الشركات الأميركية العامة وفقاً لمعايير اجتماعية وبيئية.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي