صفقات أوبن إيه آي في مجال الحوسبة تتجاوز تريليون دولار

نشر
آخر تحديث
مصدر الصورة: AFP

استمع للمقال
Play

وقّعت شركة «أوبن إيه آي» خلال هذا العام اتفاقاتٍ تُقدَّر قيمتها بنحو تريليون دولار للحصول على قدراتٍ حاسوبية لتشغيل نماذجها الذكية، في التزاماتٍ تفوق بكثير حجم إيراداتها وتثير تساؤلاتٍ حول كيفية تمويلها.

وجاء أحدث تلك الصفقات يوم الاثنين مع شركة تصنيع الرقائق «إيه إم دي»، بعد اتفاقاتٍ مماثلة مع «إنفيديا» و«أوراكل» و«كور ويف»، في وقتٍ تسابق فيه «أوبن إيه آي» الزمن لتأمين الطاقة الحاسوبية التي تراها ضرورية لتشغيل خدماتها مثل «تشات جي بي تي».

وستتيح هذه الاتفاقات للشركة الحصول على أكثر من 20 غيغاواط من القدرة الحاسوبية خلال العقد المقبل، وهو ما يعادل تقريباً الطاقة المنتَجة من 20 مفاعلاً نووياً.

وبحسب تقديرات مسؤولي «أوبن إيه آي»، تبلغ تكلفة نشر كل غيغاواط من قدرات الحوسبة المخصَّصة للذكاء الاصطناعي نحو 50 مليار دولار بأسعار اليوم، ما يجعل إجمالي التكلفة يقارب تريليون دولار، بحسب صحيفة فايننشال تايمز.

 

اقرأ أيضاً: أوبن إيه آي تسجّل نمواً في الإيرادات بنسبة 16% لتبلغ 4.3 مليار دولار بالنصف الأول

 

وترتبط بهذه الصفقات التزاماتٌ مع بعضٍ من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، التي باتت مصالحها متشابكة مع قدرة «أوبن إيه آي» على تحقيق أرباحٍ تُمكّنها من الوفاء بالتزاماتها المالية المتزايدة.

وقال المحلل في شركة «دي إيه ديفيدسون»، غيل لوريا، إن «أوبن إيه آي ليست في وضعٍ يسمح لها بتقديم مثل هذه الالتزامات»، مضيفاً أنها قد تتكبد خسائر تُقدّر بنحو 10 مليارات دولار هذا العام.

وأشار إلى أن جزءاً من ثقافة «وادي السيليكون» المعروفة بشعار «تظاهرْ حتى تنجح» يتمثل في إقناع الآخرين بوضع مصالحهم على المحك، مضيفاً: «الآن أصبحت شركاتٌ كبرى متورطة بعمق في رهانها على أوبن إيه آي».

وتنفق الشركة مبالغ ضخمة على البنية التحتية والرقائق واستقطاب المواهب، دون أن تمتلك رأس المال الكافي لتمويل خططها الطموحة.

كما تشمل الصفقات ترتيباتٍ دائرية ومعقدة للتمويل بين الشركة –التي تُعدّ أغلى الشركات الناشئة في العالم– وشركائها، في حين لم تُحسم الشروط المالية النهائية في معظم الحالات بعد.

كشفت تقديرات صحيفة «فايننشال تايمز» أنّ صفقات «أوبن إيه آي» مع شركتَي «إنفيديا» و«إيه إم دي» قد تصل قيمتها إلى نحو 500 مليار دولار و300 مليار دولار على التوالي، رغم أن كلّاً منهما تتضمّن حوافز مالية يمكن أن تساعد «أوبن إيه آي» في تمويل مشترياتها من الرقائق.

أما الصفقة مع «أوراكل» فستُكلّف الشركة نحو 300 مليار دولار إضافية، في حين أفصحت شركة مراكز البيانات «كور ويف» عن اتفاقات حوسبة مع «أوبن إيه آي» تتجاوز قيمتها 22 مليار دولار.

 

اقرأ أيضاً: أسهم AMD تقفز 25% مع سعي "أوبن إيه آي" للاستحواذ على حصة في صانعة رقائق الذكاء الاصطناعي

 

وفي يناير كانون الثاني، أطلقت «أوبن إيه آي» مبادرةً بالتعاون مع «سوفت بنك» و«أوراكل» وعددٍ من الشركاء تُعرف باسم «ستارغيت»، تهدف إلى استثمار ما يصل إلى 500 مليار دولار في البنية التحتية الأميركية الخاصة بالشركة. ولم يتّضح بعد كيف ستندمج صفقتا «إإنفيديا» و«إيه إم دي» ضمن إطار هذه المبادرة.

ولم تُفصح الشركة المطوِّرة لتطبيق «تشات جي بي تي» عمّا إذا كانت ستشتري الرقائق مباشرةً أم عبر شركائها في الحوسبة السحابية، غير أنّها تُتوقّع أن تستأجر جزءاً من رقائق «إنفيديا».

كما حصلت «أوبن إيه آي» على حوافز مالية كبيرة من مورّديها مقابل التزاماتها بشراء الرقائق.
وتخطّط «إنفيديا» لاستثمار 100 مليار دولار في «أوبن إيه آي» خلال العقد المقبل، ما سيمنح الأخيرة سيولة يمكن استخدامها لشراء رقائق «إإنفيديا» لتشغيل مراكز بياناتها الخاصة بالذكاء الاصطناعي.

أما «إيه إم دي»، فستمنح «أوبن إيه آي» ضمانات تتيح لها شراء ما يصل إلى 10% من أسهمها بسنتٍ واحد للسهم فقط، شريطة تحقيق أهدافٍ محددة، من بينها مؤشراتٌ مرتبطة بسعر سهم «إيه إم دي».

وقد أغلقت أسهم «إيه إم دي» عند نحو 204 دولارات يوم الاثنين، وإذا واصلت الصعود، فقد تتمكّن «أوبن إيه آي» من بيع حصتها لتمويل نفقاتها على رقائق الشركة.

وقالت الرئيسة التنفيذية لـ«إيه إم دي»، ليزا سو، يوم الاثنين: «إنه هيكل مبتكر للغاية، ولم يتم التوصل إليه بسهولة».

منحت الصفقات التي أبرمتها «أوبن إيه آي» دفعةً مالية فورية لشركائها؛ إذ قفزت القيمة السوقية لشركة «أوراكل» بمقدار 244 مليار دولار بعد الإعلان عن الصفقة الشهر الماضي، في حين ارتفعت أسهم «إيه إم دي» بنحو 24% يوم الاثنين، ما أضاف إلى قيمتها السوقية نحو 63 مليار دولار.

 

فقاعة الذكاء الاصطناعي

 

غير أنّ هذه العلاقات المتشابكة بين الشركات زادت من المخاوف بشأن فقاعةٍ محتملة في قطاع الذكاء الاصطناعي، في وقتٍ يخشى فيه المستثمرون من أن الإنفاق الضخم على مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي هو ما يُبقي على نمو الاقتصاد الأميركي.

ولتمويل توسّعها، جمعت «أوبن إيه آي» مبالغ ضخمة من رأس المال الاستثماري وبدأت باللجوء إلى أسواق الدَّين. فقد حصلت العام الماضي على قروضٍ مصرفية بقيمة 4 مليارات دولار، كما جمعت نحو 47 مليار دولار من صفقات تمويلٍ استثماري خلال الاثني عشر شهراً الماضية، رغم أن جزءاً كبيراً من هذا التمويل لا يزال مشروطاً بمفاوضاتٍ معقدة مع شركة «مايكروسوفت»، أكبر داعميها.

وتُقدَّر قيمة «أوبن إيه آي» حالياً بنحو 500 مليار دولار، فيما تستعد الشركة لجمع عشرات المليارات من الدولارات على شكل ديونٍ جديدة لتمويل مشاريع البنية التحتية، وفقاً لمصادر مطلعة على خططها.

وقد أثار تصنيفها الائتماني المتوقَّع قلق بعض الجهات، إذ حذّرت وكالة «موديز» من اعتماد جزءٍ كبير من أعمال مراكز بيانات «أوراكل» المستقبلية على «أوبن إيه آي» ومسارها غير المؤكد نحو تحقيق الأرباح.

 

ومن المرجّح أن تساعد ترتيبات «أوبن إيه آي» مع شركة «إنفيديا» في طمأنة المستثمرين وتشجيعهم على تقديم قروضٍ أكبر، إذ دأبت عملاقة الرقائق –التي تجاوزت قيمتها السوقية 4 تريليونات دولار مؤخراً– على استثمار جزءٍ من ميزانيتها الضخمة في شركاتٍ ضمن سلسلة توريدها أو بين كبار عملائها.

ويستفيد شركاء «إنفيديا» بدورهم من هذه الاستثمارات من خلال زيادة السيولة التي تُستخدم لاحقاً لشراء مزيدٍ من رقائق «إنفيديا» أو للحصول على تمويلٍ إضافي.

وقد استثمرت «إنفيديا» بالفعل في شركة «كور ويف»، التي تُعدّ في الوقت نفسه أحد عملائها ومورّديها، بينما جمعت «كور ويف» أكثر من 12 مليار دولار من الديون المضمونة مقابل رقائق «إنفيديا» التي تمتلكها.

 

اقرأ أيضاً: شركة OpenAI تعتمد شرائح غوغل الذكية لتشغيل منتجاتها

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة