قائمة المرشحين لرئاسة الفدرالي الأميركي تتقلص إلى خمسة

بعد سلسلة من المقابلات الدقيقة، بعضها استغرق ساعتين، نجح وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في تقليص قائمة المرشحين لرئاسة مجلس الاحتياطي الفدرالي إلى خمسة من أصل أحد عشر مرشحاً، حتى يصبح ممكناً ترشيح الشخص الذي يقع عليه الاختيار الأخير لرئاسة مجلس الفدرالي، بحلول يناير

ووفقاً لكبار مسؤولي وزارة الخزانة، تشمل قائمة المرشحين المتبقية مسؤولين حاليين في مجلس الاحتياطي الفدرالي، نائبة رئيس الإشراف ميشيل بومان والمحافظ كريستوفر والر، إلى جانب كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني، والمحافظ السابق في مجلس الفدرالي كيفن وارش، ورئيس قسم الاستثمار في شركة بلاك روك للدخل الثابت ريك رايدر، بحسب ما أوردت شبكة CNBC.

---

اقرأ أيضاً: محضر الفدرالي: نصف مسؤولي البنك توقعوا خفض الفائدة مرتين إضافيتين في 2025

---

وتعتزم وزارة الخزانة إجراء جولة أخرى من المقابلات مع جميع المرشحين الخمسة في الأسابيع والأشهر المقبلة. 

وسيقود بيسنت المقابلات، وتشمل اثنين من كبار مسؤولي وزارة الخزانة واثنين من كبار مسؤولي البيت الأبيض.

مع تركيز بيسنت على اجتماعات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في واشنطن الأسبوع المقبل، ثم سفره إلى آسيا مع الرئيس دونالد ترامب في رحلة مطولة، قال المسؤولون إن عملية المقابلة قد لا تنتهي إلا بعد عيد الشكر.

ويعتزم الوزير بعد ذلك إرسال قائمة أصغر إلى ترامب، الذي سيتخذ القرار النهائي. ومع ذلك، من المرجح أن يُرشح هذا الشخص أولاً لمنصب محافظ الاحتياطي الفدرالي، ثم يُرشح لاحقًا لرئاسة البنك.

ويعود السبب إلى أن رئيس الفدرالي، جيروم باول، الذي تنتهي ولايته في مايو، يشغل منصب محافظ لم يتبقَّ له سوى عامين. أما منصب محافظ بنك الاحتياطي الفدرالي السابق، أدريانا كوغلر، الذي يشغله الآن ستيفن ميران، فتنتهي ولايته في يناير، مما يسمح لرئيس بنك الاحتياطي الفدرالي الجديد بالترشح لمنصب محافظ لمدة 14 عاماً كاملة.

لكن المسؤولين قالوا إن الاستراتيجية لم تُحسم بعد، وإن هناك احتمالات أخرى.

وقد عيّن الرئيس بالفعل وارش وهاسيت ووالر كمرشحين نهائيين للمنصب، لذا لن يُرشّح للبيت الأبيض سوى رايدر وبومان.

---

اقرأ أيضاً: قائمة ترامب تتضمن 3 أسماء.. من سيخلف جيروم باول في رئاسة الاحتياطي الفدرالي؟

---

بالمقارنة مع الإدارات السابقة، اتبعت إدارة ترامب نهجاً أكثر انفتاحاً لاختيار رئيس الفدرالي الأميركي القادم، حيث أعلنت عن المرشحين مع تزايد قائمة المرشحين، وتقلصها الآن.

في الوقت نفسه، انتقدت الإدارة، بقيادة الرئيس نفسه، سياسة الاحتياطي الفدرالي بشدة، وحثته مراراً على خفض أسعار الفائدة بشكل حاد. وكان الرئيس قد هدد بإقالة باول، بل وأقال بالفعل ليزا كوك، محافظة الاحتياطي الفدرالي، بتهمة الاحتيال المزعوم على الرهن العقاري، وهي اتهامات تنفيها.

وقد عرقلت المحاكم الأدنى قرار إقالة كوك، وستنظر المحكمة العليا في القضية في يناير. 

وقد أثارت محاولات إقالة كوك مخاوف بشأن التزام الإدارة باستقلال الاحتياطي الفدرالي، مما زاد من مخاطر تعيين الرئيس الجديد، وجعله قراراً يحظى بمتابعة دقيقة.

الإعجاب برايدر من بلاك روك

قدّم مسؤولو الخزانة، ولأول مرة، لمحةً عن تفكير بيسنت بشأن المعايير المُستخدمة لاختيار المرشح المناسب لهذا المنصب.

يُقال إن بيسنت يبحث عن شخص منفتح على أفكار جديدة حول كيفية إدارة الفدرالي والسياسة النقدية، ولديه خبرة في الاقتصاد والسياسة النقدية والتنظيم المصرفي والإدارة، بحسب ما ذكرت CNBC.

كتب الوزير مؤخراً مقالًا ينتقد فيه البنك المركزي بشدة، ودعا إلى مراجعة سياساته وهيكله ومهمته.

ومن بين انتقاداته أن الاحتياطي الفدرالي قد تضخم بشكل مفرط وشهد توسعاً في مهامه. وهذا يُشير إلى أنه يُفضل مرشحاً مستعداً لتقليص حجم الاحتياطي الفدرالي والتراجع عن استخدام بعض الأدوات، وخاصة التيسير الكمي.

وقال المسؤولون إنه لا يوجد مرشحٌ يُنافسه، لكنهم أكدوا التقارير الأخيرة التي تُشير إلى أن رايدر قد أثار إعجاب بيسنت.

رايدر، ضيفٌ دائم على قناة CNBC، وهو شخصيةٌ معروفةٌ في وول ستريت منذ سنوات. يحظى تحليله لسوق الدخل الثابت والاحتياطي الفدرالي بمتابعة واسعة. كما أنه يدير قسماً كبيراً في شركة بلاك روك. 

ورغم أن رايدر ليس محسوماً، إلا أن المسؤولين أشاروا إلى أنه قد يكون من المزايا أن رايدر، وهو الوحيد من بين المرشحين الخمسة المتبقين، لم يسبق له العمل في الاحتياطي الفدرالي.