لا يزال وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس صامداً في غزة، يوم الأحد 12 اكتوبر/ تشرين الأول، لليوم الثالث على التوالي، قبل يوم من الإفراج المتوقع عن محتجزين إسرائيليين وأسرى فلسطينيين وكلمة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمام الكنيست الإسرائيلي وقمة السلام في شرم الشيخ.
وقالت متحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد، إن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة سيبدأ صباح يوم الاثنين.
اقرأ أيضاً:"قمة شرم الشيخ للسلام".. مصر تستضيف قمة دولية يوم الاثنين بشأن اتفاق لإنهاء الحرب في غزة
وأضافت أنه من المتوقع الإفراج عن جميع الرهائن الأحياء، وعددهم 20، دفعة واحدة.
إلى ذلك استمرت قوافل العودة إلى شمال القطاع، حيث واصل آلاف الفلسطينيين التوجه شمالاً باتجاه مدينة غزة بعد هجرة استمرت عامين، على أمل أن يؤدي وقف إطلاق النار إلى إنهاء الحرب بشكل تام.
وكانت المدينة محور هجمات إسرائيلية على مدى الشهرين الماضيين. ودمرت الحرب على مدى عامين معظم أنحاء قطاع غزة.
إطلاق المحتجزين
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية شوش بيدروسيان إن إسرائيل تتوقع بدء إطلاق سراح الرهائن صباح الاثنين، على أن يكون تحرير العشرين الأحياء منهم دفعة واحدة.
وأضافت أنه في حال إطلاق سراح الرهائن قبل ذلك، فإن إسرائيل مستعدة لاستقبالهم. وأوضحت أنه بعد الإفراج عنهم سيتسنى تسلم رفات الرهائن المتبقين وعددهم 28.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار على أن تفرج حماس بحلول ظهر الاثنين عن الرهائن المتبقين الذين اقتيدوا إلى غزة في السابع من أكتوبر / تشرين الأول 2023 عندما شن مسلحو الحركة الهجوم المباغت على إسرائيل والذي أشعل فتيل الحرب.
من جانبه، أعلن نائب الرئيس الأميركي، جيه دي فانس، يوم الأحد أن الرئيس دونالد ترامب يعتزم استقبال المحتجزين الإسرائيليين "شخصيًا" بعد إطلاق سراحهم من غزة على يد حركة حماس.
وأكد فانس ما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال من أن حماس تحتجز 20 رهينة على قيد الحياة.
وأضاف فانس، في مقابلة مع برنامج "ميت ذا برس" على قناة إن بي سي نيوز، أنه سيتم إطلاق سراح الرهائن "في أي لحظة".
إلى ذلك، قالت مصلحة السجون الإسرائيلية إنها نقلت أسرى فلسطينيين إلى منشآت أخرى قبل إطلاق سراحهم المتوقع. ونشرت وزارة العدل الإسرائيلية أسماء 250 فلسطينياً، سيفرج عنهم بموجب الاتفاق.
وخلت القائمة من أسماء قادة كبار في حماس كانت الحركة تسعى إلى إطلاق سراحهم أو من شخصيات بارزة من فصائل أخرى مثل مروان البرغوثي أو أحمد سعدات.
ومع ذلك، من المستبعد أن يعرقل ذلك تنفيذ الاتفاق. وقالت مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس إن المحادثات مستمرة مع وسطاء إسرائيليين بشأن قائمة المحتجزين الذين سيفرج عنهم.
وستفرج إسرائيل عن 1700 فلسطيني محتجزين في غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و22 قاصراً فلسطينياً، بالإضافة إلى جثث 360 مقاتلاً.
وقالت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية بيدروسيان إن السجناء سيطلق سراحهم بمجرد وصول الرهائن الأحياء إلى الأراضي الإسرائيلية.
من جانبه، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس إنه بمجرد إعادة الرهائن، سيدمر الجيش الإسرائيلي الأنفاق تحت الأرض في غزة التي حفرتها حماس.
كلمة ترامب أمام الكنيست
ومن المقرر أن يصل ترامب إلى إسرائيل يوم الاثنين لإلقاء كلمة أمام الكنيست قبل أن يتوجه إلى شرم الشيخ في مصر لحضور قمة قادة العالم بخصوص إنهاء الحرب على غزة.
وأعلنت الرئاسة المصرية يوم السبت 11 أكتوبر/ تشرين الأول، أن مصر تستضيف قمة دولية يوم الاثنين بشأن اتفاق لإنهاء الحرب في غزة.
وجاء في بيان الرئاسة: تُعقد قمة دولية تحت عنوان "قمة شرم الشيخ للسلام" بمدينة شرم الشيخ، بعد ظهر يوم الإثنين الموافق 13 أكتوبر 2025 برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبمشاركة قادة أكثر من عشرين دولة".
وألقى ستيف ويتكوف مبعوث ترامب الخاص وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي ومبعوثه إلى الشرق الأوسط خلال ولايته الأولى كلمة أمام حشد في تل أبيب يوم أمس السبت.
وتوسطت الولايات المتحدة، إلى جانب مصر وقطر وتركيا، فيما وُصف باتفاق المرحلة الأولى بين إسرائيل وحماس لوقف إطلاق النار والإفراج عن رهائن إسرائيليين في غزة ومحتجزين فلسطينيين في إسرائيل.
ووجهت داليا يوسف، التي شاركت في مظاهرة تل أبيب مساء يوم السبت، الشكر إلى ترامب قائلة “منذ عامين ونحن ننتظر هذا اليوم وهذه اللحظة… جميعنا يشعر بالسعادة للعائلات والرهائن.. سنراهم أخيرا”.
سكان غزة يعودون لشمال القطاع المدمر
وتحدث الفلسطينيون العائدون إلى شمال غزة عن دمار واسع النطاق. وحذر عمال الإنقاذ من احتمال وجود ذخائر وقنابل غير منفجرة في المنطقة، بحسب رويترز.
وقدر أمجد الشوا رئيس شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية في غزة والتي تنسق الجهود مع منظمات الإغاثة، الحاجة إلى 300 آلاف خيمة لإيواء 1.5 مليون نازح من سكان غزة مؤقتاً.
الفرحة بوقف إطلاق النار، لا تغطي آلام عامين من الإبادة والتجويع والدمار، حيث حملت رحلة العودة إلى الشمال وقطع مسافة 15 كيلومترا سيراً على الأقدام مشاهد مرعبة من حجم الدمار والأشلاء المتناثرة على الطرقات، ومستقبل مليء بالتساؤلات حول المستقبل والإعمار ومعالجة الجرحى والمعوقين واستعادة الحياة الطبيعية التي كانت قبل الحرب.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي