زيارة رئيس إنفيديا جنسن هوانغ الاستراتيجية إلى كوريا الجنوبية: ما هي الرهانات؟

نشر
آخر تحديث
جنسن هوانغ/ AFP

استمع للمقال
Play

هذا الشهر، سيعتلي  الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا Nvidia جنسن هوانغ، منصة قمة الرؤساء التنفيذيين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ APEC في كوريا الجنوبية.

وبعيداً عن رحلة العمل الروتينية، فإن جدول أعمال هوانغ حافل بالأنشطة: من اجتماعات رفيعة المستوى مع قادة عالميين إلى محادثات استراتيجية مع كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع التكنولوجيا في كوريا. 


اقرأ أيضاً: بدعم توسعاتها في الذكاء الاصطناعي.. سيتي غروب ترفع السعر المستهدف لأسهم إنفيديا 15.5%


الزيارة لا تقتصر على التواصل المؤسسي فحسب، بل تُعنى برسم ملامح مستقبل الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا والشراكات الدولية في وقتٍ تُشكّل فيه صناعة أشباه الموصلات محور توترات التجارة العالمية.

أعلنت شركة إنفيديا الأميركية العملاقة صانعة رقائق الذكاء الاصطناعي في بيانٍ لها يوم الأحد 19 أكتوبر/ أيلول، أنها تعتزم لقاء "قادة عالميين وكبار المديرين التنفيذيين الكوريين" خلال حضورها قمة الرؤساء التنفيذيين لمنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ في كوريا الجنوبية هذا الشهر. 

وأوضحت إنفيديا، في بيانٍ لها، أن هوانغ سيشارك في أنشطةٍ تُبرز جهودها في تطوير التكنولوجيا ودفع عجلة النمو في كوريا والعالم من خلال الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والتوائم الرقمية، والمركبات ذاتية القيادة.

وفقًا للبيان الرسمي لشركة إنفيديا، تهدف مشاركة هوانغ إلى "إبراز جهود إنفيديا في تطوير التكنولوجيا ودفع عجلة النمو في كوريا والعالم من خلال الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والتوائم الرقمية، والمركبات ذاتية القيادة". 

عملياً، يعني هذا تعزيز التعاون الذي يُعيد صياغة آليات عمل الصناعات. وتعتبر كوريا، بقطاعها المتين في أشباه الموصلات، بقيادة شركات عملاقة مثل سامسونغ إلكترونيكس وإس كيه هاينكس، شريك مثالي في هذا المسعى.

تُنتج هذه الشركات شرائح الذاكرة الضرورية لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، والتي تُمثل ركيزة النمو الهائل لشركة إنفيديا في السنوات الأخيرة.

بالنسبة لشركة إنفيديا، التي تُشغّل رقائقها كل شيء من أجهزة الكمبيوتر العملاقة البحثية إلى المركبات ذاتية القيادة، فإن توطيد العلاقات مع رواد صناعة الأجهزة في كوريا قد يعني تأمين موارد حيوية وخبرة تكنولوجية.

لماذا تُعدّ كوريا مُهمة لطموحات إنفيديا العالمية؟

كوريا الجنوبية ليست مجرد محطة أخرى في عالم التكنولوجيا، بل هي مركزٌ للابتكار والتصنيع، وساحة معركة رئيسية في سباق التفوق في مجال الذكاء الاصطناعي. ويمكن لعلاقة إنفيديا مع الشركات الكورية أن تفتح آفاقاً جديدة للبحث والإنتاج والتوزيع، مما يضمن ريادة الشركة في مجال أجهزة وبرمجيات الذكاء الاصطناعي.


اقرأ أيضاً: إنفيديا ترد على اتهامات الصين حول انتهاك قانون مكافحة الاحتكار


لا تقتصر مناقشات منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ على مجالس الإدارة؛ بل يُتوقع منها أن تُشكّل السياسات والاستثمار والتعاون عبر الحدود لسنوات قادمة. مع استمرار الذكاء الاصطناعي في تحويل القطاعات - من الرعاية الصحية إلى النقل - تزداد الحاجة إلى التكامل السلس للأجهزة والبرمجيات والمواهب إلحاحًا. ويُعدّ حضور هوانغ في القمة دليلًا على مدى أهمية هذه الشراكات الدولية.

توقيت القمة: التوترات التجارية ومفترق طرق جيوسياسي

تُعقد قمة الرؤساء التنفيذيين لمنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ APEC في الفترة من 28 إلى 31 أكتوبر، بالتوازي مع قمة القادة التي يجتمع فيها رؤساء 21 اقتصاداً عضواً.

يُعدّ هذا التوقيت بالغ الأهمية. فقبل أسابيع فقط، اتهمت الصين شركة إنفيديا بانتهاك قوانين مكافحة الاحتكار، وهو تصعيد في الحرب التجارية الدائرة مع الولايات المتحدة. 

ومع افتتاح القمة، تتجه أنظار العالم نحو ما إذا كانت دبلوماسية التكنولوجيا قادرة على المساعدة في تجاوز هذه الظروف الصعبة.

ومن الجدير بالذكر أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد خططاً للقاء الرئيس الصيني شي جين بينغ في كوريا الجنوبية، مما أثار آمالًا في التوصل إلى اتفاق تجاري محتمل. 

بالنسبة لهوانغ وإنفيديا، فإن هذه الخلفية تتجاوز مجرد مشهد سياسي. فالقيود التجارية، والتدقيق التنظيمي، وتغير التحالفات تؤثر بشكل مباشر على أعمال إنفيديا، وخاصة في الصين، إحدى أكبر أسواقها. لقد أصبحت رقائق الشركة بالفعل بمثابة أضرار جانبية في المواجهة الأوسع بين الولايات المتحدة والصين.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة