نقلت وكالة رويترز عن مصادر تجارية، يوم الخميس 23 أكتوبر/ تشرين الأول، قولهم إن شركات نفط حكومية كبرى في الصين علقت وارداتها من النفط الروسي المنقول عن طريق البحر بعد فرض عقوبات أميركية جديدة على أكبر شركتي نفط روسيتين، روسنفت ولوك أويل.
وتأتي هذه التطورات تزامناً مع استعدادات مصافي التكرير الهندية، التي تعتبر أكبر مستورد للنفط المنقول بحراً من روسيا، لخفض مشترياتها من النفط الخام من موسكو بصورة حادة، تطبيقاً للعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على الشركتين الروسيتين على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية.
وسيمثل التراجع الحاد في الطلب على الخام من أكبر شركتي نفط في روسيا ضغوطاً على العائدات الروسية من النفط، وسيضطر أكبر مشتريّ النفط في العالم إلى البحث عن بدائل للإمدادات الروسية، مما سيزيد الأسعار العالمية.
اقرأ أيضاً: وزارة الخزانة الأميركية تفرض عقوبات جديدة على شركتي نفط روسيتين
وذكرت المصادر التجارية للوكالة، أن شركات النفط الوطنية في الصين، والتي تتضمن بتروتشاينا، ومؤسسة الصين للبترول والكيماويات "سينوبك"، والمؤسسة الوطنية الصينية للنفط البحري، وتشنهوا أويل، ستتوقف عن التعامل مع النفط المنقول عبر البحر من روسيا، في الأجل القريب على الأقل، وسط مخاوف لتلك الشركات من العقوبات.
وتشتري الصين نحو 1.4 مليون برميل من النفط الروسي المنقول بحراً يومياً، لكن معظم هذه الكمية تستوردها مصافٍ مستقلة، بما يتضمن شركات صغيرة تعرف باسم "أباريق الشاي"، بينما تتباين التقديرات المتعلقة بمشتريات المصافي الحكومية بشكل كبير.
وبحسب تقديرات من شركة فورتيكسا أناليتيكس، تصل مشتريات الشركات الحكومية في الصين من النفط الروسي إلى أقل من 250 ألف برميل يومياً خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي، بينما ترتفع هذه المشتريات، في تقديرات شركة إنرجي أسبكتس الاستشارية، إلى نحو 500 ألف برميل يومياً.
ونقلت وكالة رويترز عن مصدرين تجاريين، قولهما، إن شركة يونيبك، الذراع التجارية لشركة سينوبك، علّقت شراء النفط من روسيا الأسبوع الماضي بعد فرض عقوبات بريطانية على شركتي روسنفت ولوك أويل، إلى جانب سفن أسطول الظل وكيانات صينية تتضمن شركة نفط كبيرة.
اقرأ أيضاً: بوتين: العقوبات الجديدة لن تؤثر على الاقتصاد الروسي.. ونرغب في مواصلة الحوار
وقال متعاملون للوكالة، إن الشركتين الروسيتين تبيعان غالبية نفطهما للصين من خلال وسطاء بدلاُ من التعامل المباشر مع المستوردين.
وبحسب المتعاملين، هناك ترجيحات بوقف شركات التكرير المستقلة لعمليات شراء النفط الروسي من أجل تقييم تأثير العقوبات، لكنها ستنظر في إمكانية استمرار هذه المشتريات.
وتصل واردات الصين من النفط الروسي عبر خطوط الأنابيب إلى نحو 900 ألف برميل يومياً من النفط الروسي، لصالح شركة بتروتشاينا، والتي رجح متعاملون أنها لن تتعرض لتأثير كثير من العقوبات.
وذكر متعاملون أن التوقعات تتضمن لجوء الصين والهند إلى مصادر نفطية أخرى، مما سيزيد أسعار النفط غير الخاضع للعقوبات من الشرق الأوسط وأفريقيا وأميركا اللاتينية.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت والخام الأميركي بأكثر من 5% خلال تعاملات الخميس بعد إعلان العقوبات الأميركية يوم الأربعاء على الشركتين الروسيتين.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي