أمين عام منظمة أوبك لـ CNBC عربية: النفط سيظل يشكل حوالي 30% من مزيج الطاقة العالمي حتى 2050

نشر
آخر تحديث
أمين عام أوبك هيثم الغيص/ AFP

استمع للمقال
Play

◾ العالم يحتاج لاستثمارات بـ 18.2 تريليون $ حتى 2050 في كل سلاسل إمداد صناعة النفط

◾ نتوقع زيادة إنتاج الخام الأميركي بحدود 300 ألف ب/ي في 2026 مقارنة بسنة 2025

◾ دول أوبك+ بذلت "تضحيات" كبيرة في مستويات الإنتاج لكي تحافظ على استقرار أسواق النفط العالمية

◾ نرحب بجميع الدول التي تنتهج نفس السياسة للانضمام للمنظمة

◾ العالم يشهد اليوم انخفاضاً سنوياً في مستويات الإنتاج بحوالي 4% أو 5% أو 6% سنوياً

◾ تقديرات مستويات الطلب في عام 2050 عند نحو 123 مليون برميل يومياً.

◾ هناك زيادة في إنتاج الولايات المتحدة لكن بدأنا نشهد تباطؤ نوعاً ما في النمو مقارنة بالسنوات الماضية 

◾ الزيادة المتوقعة في إنتاج الولايات المتحدة تقدر بحدود 300 ألف برميل في اليوم في 2026


في مقابلة حصرية مع CNBC عربية، ذكر أمين عام منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، هيثم الغيص، أن في العام 1960 -وهو نفس العام الذي تأسست فيه منظمة أوبك- كان النفط يشكل 30% أو أكثر بقليل إلى نحو 31% تقريباً من مزيج الطاقة العالمي.

وأضاف أنه وبعد مرور 65 عام من تأسيس المنظمة، لا يزال النفط يشكل 30% من مزيج الطاقة العالمي، مشيراً إلى أن هذا إن دل على شيء يدل على مدى أهمية النفط.

واستطرد الغيص قائلاً: "أن النفط يشكل اليوم في كل مناحي العالم، سواء كان وقود النقل، وقود الطائرات، الشحن البحري، الشاحنات، التخزين، حتى صناعة الأدوية داخلة فيها بطريقة أو بأخرى المشتقات البترولية أوالبتروكيماوية".

بما يبين أهمية النفط كسلعة في حياة المواطن العادية، وفي شريان الاقتصاد العالمي، على حد قوله.

وبعدما أوضح أمين عام منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" المعلومات أعلاه، قال إن آفاق التوقعات حتى 2050 تشير إلى أنه لا يزال النفط سيلعب دوراً مهماً وسيظل يشكل حوالي 30% من مزيج الطاقة العالمي، وذلك لأسباب عديدة. فالعالم سوف ينمو اقتصادياً، وحجم الاقتصاد العالمي سيتضاعف عما هو عليه اليوم.


شاهد أيضاً: الأمين العام لمنظمة أوبك لـ CNBC عربية: حاجة الصناعة النفطية إلى استثمارات بقيمة 18.2 تريليون $ حتى عام 2050 للحفاظ على الإنتاج وتلبية الطلب


وكذلك الزيادة السكانية في العالم، حيث سيرتفع عدد سكان العالم بمقدار 2 مليار نسمة من الآن حتى عام 2050، ومعظم هذه الزيادة ستكون في الدول النامية والدول التي في مجال النمو الاقتصادي.

فبالتالي العالم يحتاج إلى النفط، كما قال الغيص لـ CNBC عربية، مدللاً بأن النفط سلعة سهلة النقل، في متناول اليد.

وخلال المقابلة، أشار الغيص، إلى أن أهم من ذلك كله هو أن هناك مجموعة تسمى منظمة أوبك، وتحالف أوبك+ المعنية بالحفاظ على استقرار هذا السوق لهذه السلعة الهامة والمهمة جدا لحياة المواطن والنمو الاقتصادي العالمي.

وبسؤاله حول تقديرات الاستثمارات التي تحتاجها الصناعة، قال الغيص، إن أوبك دائماً تقول إن العالم يجب أن يستثمر في الصناعة النفطية، وذلك رغم كل الضجة الإعلامية حول الاستثمار في الطاقات المتجددة والطاقات البديلة وما يسمى بالطاقات الخضراء.

وأكد أن رسالة أوبك كانت دائماً واضحة للمستثمرين ولصناع القرار عن أهمية الاستثمار في جميع مصادر الطاقة، بما فيها المصدر الرئيسي والأساسي للطاقة، وهو النفط والغاز والصناعات الأخرى، مع الاستثمار في التكنولوجيا اللازمة لخفض الانبعاثات.

وبلغة الأرقام، وبحسب أمين عام منظمة أوبك لـ CNBC عربية، سوف يحتاج العالم إلى استثمارات تقدر بـ 18.2 تريليون دولار من الآن حتى عام 2050، ما يعني تقريباً 700 مليار دولار سنوياً، في الاستكشاف والحفر والإنتاج، في صناعة التكرير وصناعة البتروكيماويات، في الشحن واللوجستيات، وكل سلاسل الإمداد المتعلقة بالصناعة النفطية.

يحتاج العالم إلى استثمارات تقدر بـ 18.2 تريليون دولار من الآن حتى عام 2050، ما يعني تقريباً 700 مليار دولار سنوياً، في الاستكشاف والحفر والإنتاج

الغيص


اقرأ أيضاً: تحالف أوبك+ يتفق على زيادة محدودة في إنتاج النفط في ديسمبر


وفي ذات السياق، نوه الغيص إلى أن "العالم يشهد اليوم انخفاضاً سنوياً في مستويات الإنتاج بسبب الإنتاج الحالي، ويقدر بحوالي 4% أو 5% أو 6% سنوياً، ويعتمد على أين هو يقع الإنتاج، وعليه العالم بوجهة نظر المختصين يحتاج إلى استثمارات كافية اليوم في صناعة Upstream أي الاستكشاف والحفر، وذلك للحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية، ناهيكم عن المستويات المطلوبة لمستقبل الطلب، حيث تقدر مستويات الطلب بعام 2050 بنحو 123 مليون برميل يومياً".

وحول اختلاف في وجهات النظر والتقارير الصادرة عن أوبك وتلك الصادرة عن وكالة الطاقة الدولية فيما يخص التوقعات المستقبلية، قال الغيص إن هذا السؤال يوجه لوكالة الطاقة الدولية وليس لنا - أي أوبك -، مشيراً إلى أن الاختلاف وارد، ومؤكداً أن منظمة أوبك لا تدعي بأن أرقامها هي الأرقام الوحيدة والصحيحة، بل هي مبنية على افتراضات وعلى أساسيات وعلى حسابات اقتصادية وأرقام.  وأكد الغيص على احترام جميع الجهات.

لكن أمين عام منظمة أوبك يرى أن الأهم من ذلك هو السؤال الذي يطرح نفسه. لماذا تغير وكالة الطاقة الدولية بتوقعاتها سنة بعد سنة أو كل سنتين أو ثلاثة؟ بينما الوكالات والهيئات الأخرى، خاصة منظمة أوبك ثابتة على رأيها، وعلى دراساتها وتوقعاتها.

كما وأشار إلى أهمية الثبات في التوقعات، مستندا على أهميتها حيث يتخذ صناع القرار في الدول والحكومات وفي الشركات البترولية وشركات الغاز قرارات تتعلق بالاستثمار بناء عليها. 

وأوضح أنه إذا كانت هناك توقعات متغيرة في كل سنة أو سنتين، فإن هذا يساعد في المزيد من التذبذبات والاختلالات في توقعات الاستثمارات المطلوبة في العالم.

وبسؤاله عن تأثير خطط الولايات المتحدة الأميركية لزيادة الإنتاج من الخام الأميركي، أشار أمين عام منظمة أوبك إلى أنه أولا في إنتاج الولايات المتحدة هناك نمواً، لكن بدأنا نشهد تباطؤ نوعاً ما في النمو، حيث أن مستويات الزيادة أو النمو أقل مما كانت عليه بالسنوات الماضية بكثير.

وقال: "إنه في توقعاتنا العام القادم، أتوقع أن الزيادة المتوقعة في إنتاج الولايات المتحدة الأميركية تقدر بحدود 300 ألف برميل في اليوم مقارنة بسنة 2025". 

الزيادة المتوقعة في إنتاج الولايات المتحدة الأميركية العام المقبل تقدر بحدود 300 ألف برميل في اليوم مقارنة بسنة 2025

الغيص

وأفرد القول بأن هذه الزيادة تقارن بمستويات كانت أعلى بكثير في السنوات السابقة.

وفيما يخص تغيير محتمل في حصص الدول الأعضاء في المجموعة؟ وهل ممكن إضافة دول جديدة أعضاء بالمنظمة؟ قال الغيص إن أوبك دائماً بابها مفتوح أمام انضمام الدول للمنظمة أو لتحالف أوبك+، فمثلاً كانت البرازيل آخر مثال انضمت إلى ميثاق التعاون بين دول أوبك+، الدول المنتجة للنفط.

وأضاف أن هناك مشاورات عدة حالياً جارية، لا يستطيع أن يسميها - كما ذكر الغيص لـ CNBC عربية.

وأكد مرة ثانية، أن الباب مفتوح دائماً و"نرحب بجميع الدول التي تنتهج نفس السياسة، ونفس المفهوم حول أهمية الاستثمارات واستقرار أسواق النفط"، وفق الغيص.

وبالانتقال بالسؤال إلى مدى نجاح أوبك في إحداث استقرار في أسواق النفط، رد قائلاً: "بكل تأكيد.. بكل تأكيد"، وأضاف أن هذا سؤال واضح الإجابة عليه، مضيفاً أن السؤال الأهم هو لو لم تكن أوبك موجودة، ولا اتفاق أوبك+ موجود، ماذا سيكون وضع أسواق النفط وأسواق الطاقة العالمية؟

وأضاف أنه مثلاً في مؤتمر ADIPEC في العاصمة الإماراتية أبوظبي، حيث جرت المقابلة، فإن كثير من المسؤولين يشكرون دول أوبك+ والدول الأعضاء في تحالف أوبك+ على مجهودها، "تضحياتها".

وأكد على أنه يمكن القول إن هذه الدول بذلت "تضحيات" كبيرة في مستويات الإنتاج لكي تحافظ على استقرار هذه السلعة وتحافظ على استقرار أسواق النفط العالمية، منوها أن هذا الأمر ليس في مصلحة الدول المنتجة، وإنما أيضاً لصالح الابتعاد عن التذبذبات والاختلالات في ميزان العرض والطلب، وأيضاً يصب في مصلحة الدول المستهلكة، وهذا كله ينعكس بشكل إيجابي على الاقتصاد العالمي، بحسب ما أجابه أمين عام المنظمة لـ CNBC عربية.

ورداً على سؤال حول خطط بعض الدول لزيادة إنتاجها مثلا ليبيا أو فنزويلا، قال أمين عام منظمة أوبك إن كل الدول الأعضاء لديها خطط لرفع الإنتاج، لكن ليبيا أيضاً تعمل في إطار منظومة أوبك.

منوهاً أنه توجد دول كثيرة لديها قدرة إنتاجية فائضة حاليا، لكن ما دامت هي ملتزمة في اتفاق أوبك، وأوبك+، فبالتالي الدول تتصرف في هذا الإطار.

وبالانتقال إلى تأثير العقوبات على روسيا وإيران على السوق بشكل عام، شدد الغيص في معرض حديثه مع CNBC عربيةعلى أن أي مؤثرات خارجية على حركة تدفقات السلع مثل النفط وغيرها إلى الأسواق هي مضرة بجميع الأحوال، يعني ليست طبيعية تؤثر على الحركة والشحن والنقل للمنتجات البترولية.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة