ترامب: زيلينسكي "لم يطّلع على مقترح السلام الأميركي"

تصاعد التوتر من جديد بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بعدما اتّهم ترامب نظيره الأوكراني بعدم الاطلاع حتى الآن على المقترحات الأميركية للسلام.

وقال ترامب للصحافيين مساء الأحد: «أشعر ببعض الخيبة لأن الرئيس زيلينسكي لم يطّلع بعد على المقترح، وذلك حتى قبل ساعات قليلة». وأضاف: «شعبه يحبّه، لكنه لم يقرأه بعد».

وتابع ترامب قائلاً: «روسيا، على ما أظن، تفضّل أن تحصل على البلد بأكمله عندما تفكّر بالأمر، لكنها، فيما أعتقد، راضية عن المقترح. لستُ واثقاً أن زيلينسكي راضٍ عنه».

ولم يتّضح أيّ نسخة من خطة السلام المدعومة أميركياً كان ترامب يشير إليها، إلا أنّ تصريحاته جاءت بعد يوم من انتهاء محادثات بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين في ميامي من دون التوصّل إلى اتفاق واضح بشأن النسخة الأحدث من مسودة الخطة.

وشهدت المقترحات المفترضة للسلام تعديلات عدة، إذ واصلت روسيا وأوكرانيا، عبر وساطة أميركية، التفاوض حول تفاصيل محورية في الاتفاق، خصوصاً ما يتعلّق بمطالب موسكو بشأن التنازلات الإقليمية، وضمانات الأمن التي تطلبها كييف.

 

اقرأ أيضاً: أموال روسيا المجمّدة تشعل خلافًا أوروبيًا وتمتحن قدرة القارة على حماية سمعتها المالية

 

وقال المبعوث الأميركي المنتهية ولايته إلى أوكرانيا، كيث كيلوغ، الأحد، إن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب «قريب جداً»، مشيراً إلى أنّ الأمر بات متوقفاً على حلّ مسألتين أساسيتين: مستقبل منطقة دونباس شرق أوكرانيا، الخاضعة بمعظمها لسيطرة القوات الروسية، ومستقبل محطة زابوريجيا النووية المحتلة في جنوب البلاد.

وفي المقابل، قدّمت أوكرانيا تقييماً أكثر حذراً لتقدّم المحادثات، إذ قال زيلينسكي في خطابه الليلي الأحد إن محادثات ميامي، بين كبير مفاوضيه الجديد روستيم أوميروف ورئيس الأركان الجنرال أندريه هيناتوف، ومن الجانب الأميركي المبعوث الخاص ستيف ويتكوف وكبير مستشاري ترامب جاريد كوشنر، كانت «بنّاءة لكنها غير سهلة». وأشار إلى أنّه سيلتقي فريقه التفاوضي وجهاً لوجه «لأن بعض الملفات لا يمكن مناقشتها هاتفياً».

 

المحادثات تنتقل إلى لندن

 

يتوجّه زيلينسكي اليوم إلى لندن لإجراء محادثات جديدة، فيما تسابق كييف وحلفاؤها الأوروبيون الزمن لضمان عدم المساس بوحدة الأراضي الأوكرانية ومستقبل أمنها —وكذلك أمن أوروبا— في ظل تزايد الضغوط الأميركية للقبول بمقترحات سلام تُعدّ في بداياتها أكثر ميلاً لصالح روسيا.

ومن المُقرّر أن يلتقي زيلينسكي رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، في محادثات «تركّز على مسار مفاوضات السلام والخطوات التالية»، وفق بيان صادر عن «داونينغ ستريت» الأحد. كما سيزور بروكسل وروما لاستكمال مشاوراته هذا الأسبوع.

يشعر الحلفاء الأوروبيون لأوكرانيا بقلق متزايد حيال ضرورة أن تُسمَع أصواتهم وتُؤخذ مواقفهم في الاعتبار، في وقت تُناقَش فيه مقترحات السلام من دون مشاركتهم، ولا سيما في ظل التداعيات الأمنية التي قد تترتّب على القارة بأسرها.

 

اقرأ أيضاً: بين روسيا وأميركا.. تركيا تعيد رسم خريطة واردات الغاز

 

وتعدّ بريطانيا وفرنسا من أبرز الداعمين لفكرة «تحالف الراغبين»، وهو تجمع دولي يمكن أن يشكّل «قوة طمأنة» في أوكرانيا بعد الحرب، بما يضمن أمنها واستقرارها المستقبلي.

غير أنّ روسيا تعارض بشدة نشر قوات أجنبية في أوكرانيا، إذ قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنّ هذه القوات ستكون «أهدافاً مشروعة».

ويُتوقّع أن يزداد قلق القادة الأوروبيين من احتمال أن تميل الولايات المتحدة نحو تلبية مطالب روسية، بعد نشر إدارة ترامب أحدث استراتيجية للأمن القومي يوم الجمعة الماضي، والتي حذّرت من أنّ أوروبا تواجه خطر «الطمس الحضاري»، ورأت أنّه «ليس من الواضح إطلاقاً» ما إذا كانت الدول الأوروبية قادرة على «البقاء حلفاء يمكن الاعتماد عليهم». كما نصّ الوثيقة على وجوب أن تعيد واشنطن إرساء الاستقرار الاستراتيجي مع روسيا.

وقد أشاد الكرملين الأحد بالاستراتيجية الجديدة، قائلاً إنّها تتوافق إلى حدّ كبير مع «رؤية» روسيا.

ورغم رغبة واشنطن وموسكو المشتركة في تحقيق تقارب مستقبلي، فإنّ مسافة لا تزال تفصل بين الجانبين بشأن التوصل إلى اتفاق سلام فوري يتعلق بأوكرانيا.

وكانت محادثات عُقدت في موسكو الأسبوع الماضي بين ويتكوف وكوشنر ومسؤولين روس قد اختُتمت من دون أي اختراق، إذ قال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف للصحافيين إنّ المناقشات كانت «مفيدة جداً وبنّاءة وغنية بالمعلومات»، لكنه أشار إلى أنّ «عملاً إضافياً» لا يزال مطلوباً.