هل تخلى زيلينسكي عن طموح انضمام أوكرانيا لحلف الأطلسي؟

نشر
آخر تحديث
لقاء زيلينسكي وويتكوف في برلين/ AFP

استمع للمقال
Play

مقابل ضمانات أمنية غربية كحل وسط لإنهاء الحرب مع روسيا، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يوم الأحد 14 نوفمبر/ كانون الأول، أن أوكرانيا تخلت عن طموحها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وذلك في الوقت الذي تستضيف فيه برلين محادثات سلام.

جاء تعليق زيلينسكي أثناء توجهه إلى العاصمة الألمانية حيث بدأ اجتماعات مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إطار الجهود المبذولة لإنهاء أكثر الصراعات إزهاقاً للأرواح في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.


اقرأ أيضاً: زيلينسكي: واشنطن عرضت "منطقة اقتصادية حرة" مقابل تخلي أوكرانيا عن دونباس


وتمثل هذه الخطوة تحولاً كبيراً لأوكرانيا التي تناضل من أجل الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي بوصفه ضمانة في مواجهة الهجمات الروسية، وأدرجت هذا الطموح في دستورها.

وتلبي هذه الخطوة أيضاً أحد أهداف روسيا في الحرب رغم أن كييف متمسكة حتى الآن بموقفها الرافض للتنازل عن أي من أراضيها لموسكو.

والتقى زيلينسكي بالمبعوثين الأميركيين في محادثات استضافها المستشار الألماني فريدريش ميرتس. وقال مصدر إن ميرتس أدلى بتعليقات مقتضبة قبل أن يترك الجانبين للتفاوض. ومن المقرر أن يصل قادة أوروبيون آخرون إلى ألمانيا لإجراء محادثات غداً الاثنين.

وقال دميترو ليتفين مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن المحادثات بين المسؤولين الأوكرانيين والأميركيين بشأن مقترحات إنهاء الحرب في أوكرانيا انتهت بعد أكثر من خمس ساعات اليوم الأحد وإن من المقرر أن تستأنف غداً الاثنين.

وأضاف ليتفين للصحفيين عبر تطبيق واتساب "استمرت المحادثات لأكثر من خمس ساعات وانتهت اليوم بالاتفاق على استئنافها صباح الغد". 

كذلك، ذكر ليتفين أن زيلينسكي سيعلق على المحادثات غداً الاثنين بمجرد انتهائها.

الضمانات الأمنية

وقبيل محادثات يوم الأحد، قال زيلينسكي إن "القبول بالضمانات الأمنية التي قدمتها الولايات المتحدة والشركاء الأوروبيون وغيرهم من الشركاء، باعتبارها بديلاً عن عضوية أوكرانيا بحلف شمال الأطلسي، هو بمثابة حل وسط من جانب أوكرانيا".

ورداً على أسئلة صحفيين عبر واتساب، قال زيلينسكي "منذ البداية، كانت رغبة أوكرانيا هي الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.. هذه ضمانات أمنية حقيقية. لكن بعض الشركاء من الولايات المتحدة وأوروبا لم يدعموا هذا الاتجاه".


اقرأ أيضاً: هل يمكن لأوروبا مصادرة الأصول الروسية المجمدة لتمويل أوكرانيا وكيف؟


وأضاف "وبالتالي، فإن الضمانات الأمنية الثنائية بين أوكرانيا والولايات المتحدة، والضمانات الشبيهة بالمادة الخامسة (من معاهدة حلف شمال الأطلسي) المقدمة لنا من جانب الولايات المتحدة، والضمانات الأمنية من الزملاء الأوروبيين، وكذلك دول أخرى مثل كندا واليابان، هي فرصة لمنع غزو روسي آخر".

وتابع "هذا بالفعل حل وسط من جانبنا"، مشيراً إلى أن الضمانات الأمنية "يجب أن تكون ملزمة قانونياً".

لطالما طالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن تتخلى أوكرانيا رسمياً عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وأن تسحب قواتها من نحو 10% من إقليم دونباس الذي لا تزال كييف تسيطر عليه. كما تشدد موسكو على ضرورة أن تكون أوكرانيا دولة محايدة، وألا يُسمَح بتمركز قوات تابعة للحلف على أراضيها.

وقالت مصادر روسية في وقت سابق من هذا العام إن بوتين يريد "تعهداً مكتوباً" من القوى الغربية الكبرى بعدم توسع حلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة باتجاه الشرق، في إشارة مختصرة إلى استبعاد رسميا عضوية أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا وجمهوريات أخرى كانت ضمن الاتحاد السوفيتي قبل انهياره.

ودعا زيلينسكي في وقت سابق إلى إحلال سلام "يحفظ الكرامة" وضمانات بألا تهاجم روسيا أوكرانيا مرة أخرى.

وتحت ضغط من ترامب لتوقيع اتفاق سلام كان يلبي في البداية مطالب موسكو، اتهم زيلينسكي روسيا بإطالة أمد الحرب من خلال قصف المدن ومنشآت الطاقة ومرافق إمدادات المياه في أوكرانيا.

ويُعد إرسال ويتكوف، الذي قاد المفاوضات حول مقترح سلام أميركي بين أوكرانيا وروسيا، إشارة إلى أن واشنطن ترى فرصة لتحقيق تقدم بعد ما يقرب من أربع سنوات من الغزو الروسي الذي بدأ في 2022.

وقال زيلينسكي إن أوكرانيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة تبحث خطة مؤلفة من 20 بنداً وإنه سيجري التوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار في نهاية المطاف، مضيفا أن كييف لا تُجري محادثات مباشرة مع روسيا.

وذكر أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار على طول خطوط التماس الحالية سيكون خياراً منصفاً. 

لحظة حرجة

في هذا الإطار، لفتت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إلى أنها تعمل على تنقيح المقترحات الأميركية التي دعت، في مسودة كُشف عنها الشهر الماضي، كييف إلى التنازل عن مزيد من الأراضي والتخلي عن طموحاتها بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وقبول قيود على قواتها المسلحة.

ووصف الحلفاء الأوروبيون هذه المرحلة بأنها "لحظة حرجة" يمكن أن ترسم مستقبل أوكرانيا، وسعوا إلى تعزيز مالية كييف من خلال الاستفادة من أصول البنك المركزي الروسي المجمدة لتمويل الموازنة العسكرية والمدنية لأوكرانيا.

واستضاف بوتين المبعوثين الأميركيين ويتكوف وكوشنر في اجتماع في وقت سابق من ديسمبر كانون الأول، أشاد به الكرملين ووصفه بأنه كان "بناء"، رغم عدم إحراز تقدم كبير. 

وأدت الحرب في أوكرانيا إلى تدهور علاقات روسيا مع الغرب، كما زاد من تحذيرات قادة حلف شمال الأطلسي وأوروبا من أن بوتين لن يتوقف عند هذا الحد.

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته في كلمة من برلين يوم الخميس إن على الحلف أن يكون "مستعداً لمستوى الحرب الذي تحمّله أجدادنا أو آباء أجدادنا"، مؤكداً "نحن الهدف التالي لروسيا".

ورفض الكرملين مرارا مثل هذه المزاعم.   وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف لمراسل التلفزيون الرسمي بافل زاروبين اليوم الأحد "يبدو أن هذا التعليق صادر عن ممثل لجيل نجح في نسيان ما كانت عليه الحرب العالمية الثانية فعلاً".

وتابع بيسكوف قائلا "إنهم لا يدركون حقيقة الأمر، وللأسف، فإن السيد روته، بإدلائه بمثل هذه التعليقات غير المسؤولة، لا يفهم ببساطة ما الذي يتحدث عنه". 

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة