مليارات تهدر على دراسات طبية مشكوك في صدقيتها

نشر
آخر تحديث

[caption id="attachment_274603" align="aligncenter" width="471" caption="اختفاء عدد كبير من حيوانات التجارب اثناء الدراسات الطبية"][/caption] طعنت مجموعتان من الباحثين بقوة بصدقية عدد كبير من الدراسات الطبية معتبرين انها نادرا ما توفر البيانات والشفافية الضرورية للتحقق من نتائجها او اعادة اجرائها بشكل مستقل. ونشرت التحليلان مجلة "بلوس بايولودجي" العلمية الاميركية، وتولت الاشراف على التحليل الاول شارين إقبال من جامعة ايموري (ولاية جورجيا في جنوب شرق الولايات المتحدة) وجون يوانيديس من جامعة سترانفورد وشمل 441 دراسة نشرت بين عامي 2000 و2014 في المجلات العلمية الرئيسية. وكان الهدف منه تحديد المعلومات الاساسية الواردة فيها بغية تقييم نتائجها واعادة اجرائها فضلا عن الاطلاع على بروتوكولات هذه الاعمال وعدد الدراسات التي تعيد استخدام ما خلصت اليه. وفوجئ معدا التحليل بان واحدة فقط من 441 دراسة عرضت المنهجية الكاملة التي اعتمدتها فيما لم توفر اي دراسة اخرى امكانية الوصول الى كل البيانات التي جمعتها، يضاف الى ذلك أن غالبية هذه الاعمال لم توضح طريقة تمويلها او احتمال وجود تضارب مصالح لدى معديها. وقال واضعا التحليل "نأمل ان يؤدي تحليلنا الى ادراك اكبر لدى الباحثين والممولين لهذه الابحاث والمجلات العلمية التي تنشر هذه الاعمال بضرورة تحسين الشفافية والوصول الى كل المعطيات". اما التحليل الثاني فقد قاده اولريش ديرناغل الباحث في "شاريتيه - يونيفيرسيتاتسيديتزين" وهو مستشفى جامعي كبير في برلين وقد استعرض مئات الدراسات ما قبل السريرية اجريت على فئران وجرذان كانت تعاني من السرطان ومن حوادث وعائية - قلبية. وخلص معدو التحليل الى ان الغالبية العظمى من الدراسات التي تم تحليلها لا تحوي ما يكفي من المعلومات حول عدد الحيوانات المستعان بها. وفي عدد كبير من هذه الدراسات "يختفي" بعض الحيوانات من دون اي تفسير خلال الدراسة. واستخدم الباحثون الالمان هؤلاء برمجية معلوماتية لمحاكاة تأثير خسارة هذه الحيوانات المخبرية على صدقية نتائج التجارب، فخلص هؤلاء الى انه كلما كان عدد الحيوانات "المفقودة" او المسحوبة من الدراسة كبيرا كلما فقدت استنتاجات الدراسة من متانتها. واوضحت كونستانس هولمان من المستشفى الجامعي وهي من المشرفين الرئيسيين على التحليل "لقد بدأنا تحليلنا مع فكرة درس صلابة نتائج مجموعة من الدراسات ما قبل السريرية الا ان العدد الكبير للحيوانات المفقودة ارغمنا على وقف اتجاهنا هذا"، وشددت على انه في مجال الطب البشري لا يمكن تصور تجارب سريرية من دون معلومات حول عدد المرضى او الذين توقفوا عن المشاركة او توفوا خلال الدراسة. وتابعت تقول ان احدا لم يهتم على ما يبدو للتحقق بصرامة من ان عدد الحيوانات المستخدمة او المفقودة او المسحوبة من الدراسة وارد في هذه الدراسات الرئيسية. واعتبر واضعو الدراستين ان مليارات الدولارات تهدر سنويا على دراسات لا يمكن استرجاع نتائجها. وادى العجز عن التحقق من خلاصات هذه الدراسات العلمية الى ازمة ثقة بصحة نتائجها. وتضاف استنتاجات هاتين الدراستين الى قائمة طويلة من التساؤلات المثارة حول مواطن الخلل في نشر نتائج الابحاث العلمية الاساسية. ومن اجل التشجيع على شفافية اكبر استحدثت "بلوس بايولدجي" زاوية جديدة مخصصة للابحاث حول الابحاث الاخرى، وكتبت ستافرولا كوستا احدى المحررات في المجلة في افتتاحية "نهدف الى ان نثبت ان الابحاث حول الابحاث هي جزء مهم من العلم.. ومن خلال هذا المنتدى ستساهم "بلوس بايولدجي"  في الجهود المبذولة لتحسين معايير البحث العلمي في العلوم الحيوية".

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة