السعودية تتطلع لاستثمارات أجنبية في القطاعات غير النفطية

نشر
آخر تحديث

أعلن محافظ الهيئة العامة للاستثمار السعودية (ساجيا) عبد اللطيف العثمان إن المملكة تستهدف على الأقل مضاعفة التدفقات السنوية للاستثمار الأجنبي المباشر خلال السنوات العشر المقبلة وذلك عبر التركيز على جذب الاستثمارات إلى قطاعات جديدة كالتعدين والرعاية الصحية وتكنولوجيا المعلومات. وتأتي الخطة التي أعلنها العثمان في إطار تغيرات جذرية للسياسة الاقتصادية السعودية للتكيف مع عصر النفط الرخيص عبر تنويع اقتصاد أكبر مصدر للخام في العالم بعيدا عن النفط والغاز والبتروكيماويات. وأثر هبوط أسعار النفط  من نحو 120 دولارا إلى ما دون 30 دولارا للبرميل على إيرادات المملكة وهو ما دفع صانعي القرار إلى إجراء إصلاحات هيكلية تهدف لرفع مساهمة القطاع غير النفطي في الاقتصاد المحلي. ويعمل ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على وضع الإطار العام لخطة تستهدف إعادة تشكيل اقتصاد البلاد لمواجهة هبوط أسعار النفط، في أكبر تغيير للسياسة الاقتصادية للمملكة منذ آخر مرة تضرر فيها اقتصادها جراء هبوط أسعار النفط قبل نحو عشر سنوات، تشمل إصلاحات تتعلق بالإنفاق الحكومي وخصخصة جهات حكومية في أكبر مصدر للنفط في العالم. وتسعى هيئة الاستثمار بحسب العثمان الى جذب الأموال والاستثمارات الاجنبية لعدد من القطاعات التي لا ترتبط بالنفط بصورة مباشرة. وقال العثمان: "بالنظر إلى الاقتصاد السعودي الذي تمكن من جذب استثمارات بنحو عشرة مليارات دولار سنويا في القطاعات التقليدية...نتوقع أن نجتذب مباشرة أضعاف هذا المبلغ". وأضاف: "نأمل في أن نرفع حجم الاستثمار الأجنبي المباشر خلال السنوات العشر المقبلة إلى مثلي أو ثلاثة أمثال مستواه على أساس المتوسط المتحرك." وتواجه الهيئة العامة للاستثمار بحسب "رويترز" التي أجرت المقابلة مع العثمان، بعض العقبات من بينها البيروقراطية ونظام قضائي غير متطور بالقدر الكافي وهو ما تسبب في صد الاستثمارات الاجنبية خلال السنوات الماضية. ويضاف إلى ذلك الآن بعض المخاطر التي تتعلق بتباطؤ النمو الاقتصادي في المملكة بسبب هبوط أسعار النفط والتوترات الجيوسياسية في المنطقة، لكن العثمان قال إن الهيئة تعمل باستمرار على مراجعة كافة اللوائح والقوانين المتعلقة بالاستثمار لتسهيل دخول المستثمرين الأجانب إلى المملكة وإنها دائما ما تحث المستثمرين الأجانب على إبداء مقترحاتهم بشأن أي جوانب تتطلب النظر فيها وتعديلها. وبلغت الاستثمارات الأجنبية المباشرة أعلى مستوياتها عند نحو 40 مليار دولار في 2009 لكنها تراجعت منذ ذلك الحين وبلغت في مجملها نحو ثمانية مليارات دولار في 2014 حسب الأرقام الصادرة عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية. وأوضح العثمان أن قطاع التعدين قد يكون أحد القطاعات الجاذبة للاستثمارات الأجنبية في ظل ما تتمتع به المملكة من ثروات معدنية لم يجر اكتشافها بصورة كلية بعد بما في ذلك الفوسفات والبوكسايت والمعادن الثقيلة والذهب. وفي مشروع مشترك قد يكون نموذجا على الاستثمارات المستقبلية أعلنت شركة "التعدين العربية السعودية" (معادن) في ديسمبر / كانون الأول إنها بدأت إنتاج النحاس من أحد المناجم بالمملكة بالتعاون مع شركة "باريك" الكندية. وشدد العثمان على أنّ الهيئة تعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى المملكة لتلبية حاجة المملكة في خلق مئات الآلاف من الوظائف للمواطنين ولفت إلى أن هذه الاستثمارات لديها القدرة على توفير الوظائف المناسبة والملائمة للمواطنين. وفي سبتمبر أيلول / الماضي أعلنت الهيئة عن خطة تسمح للمستثمرين الأجانب بمزاولة نشاط نشاط تجارة الجملة والتجزئة لمنتجاتها في المملكة بنسبة 100%، من 75% الحد الأقصى لملكية الأجانب الذي كات يسمح به في القطاع سابقا، وقد تلقت الهيئة بحسب العثمان طلبات من شركات أجنبية كبيرة وهي تدرس الطلبات في الوقت الراهن. ولفت العثمان إلى أن الهيئة تجري مباحثات مع شركات في قطاع تصنيع السيارات لاسيما قطع غيار الحافلات والناقلات لكنه لم يخض في تفاصيل.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة