شركات المقاولات السعودية في أزمة سيولة والسفارات تتدخل للمطالبة بمستحقات العمال

نشر
آخر تحديث

[caption id="attachment_286955" align="aligncenter" width="412" caption="بعض عمال شركات المقاولات في السعودية لم يتقاضوا مستحقاتهم منذ أشهر"][/caption] تعاني شركات المقاولات في المملكة العربية السعودية من مشاكل سيولة إضطرتها الى التوقف أو تأخيرسداد مستحقات موظفيها منذ أشهر عدة، وباتت المشاكل التي يتعرض لها قطاع الإنشاءات والمقاولات أحد أبرز القضايا داخل مجتمع الأعمال في المملكة. وتشير تقديرات بعض الأوساط السعودية الى أنّ شؤكات الانشاءات وخصوصا "سعودي أوجيه" و "بن لادن" وهما الأكبر في المملكو تدينان للحكومة بمبالغ قد تصل الى عدة مليارات دولارات. وبحسب وكالة "رويترز" للانباء فقد تدخلت بعض الحكومات الأجنبية على مدى الأسابيع القليلة المنصرمة للضغط على الرياض من أجل ضمان سداد بعض شركات الإنشاءات في المملكة المستحقات المتأخرة لعشرات الآلاف من العاملين في علامة على تنامي الضغوط على الاقتصاد السعودي جراء هبوط أسعار النفط. ومنذ أواخر العام الماضي بدأت الحكومة السعودية في اتخاذ عدد من التدابير للتكيف مع انخفاض الإيرادات نتيجة هبوط أسعار النفط كان أبرزها خفض الإنفاق الحكومي بهدف السيطرة على عجز الموازنة البالغ نحو 100 مليار دولار سنويا، وأحدث ذلك ضغوطا على شركات الإنشاءات في المملكة مع تلقيها أموالا أقل من الحكومة ما أدى في بعض الحالات إلى تأخر دفع أجور آلاف العاملين الأجانب لبضعة أشهر. ونقلت الوكالة عن وزيرة العمل الفيليبينية روزاليندا بالدوز قولها إن سفارة بلادها في الرياض تتواصل مع سلطات سعودية لحل المشكلة، وأضافت: "سأرسل اليوم بعثة لتقصي الحقائق يرأسها وكيل الوزارة سيرياكو لاجونزاد لمقابلة العمال والموظفين والجهات المعنية." وتقول الوكالة نقلا عن ديبلوماسي إن السفير الفرنسي في الرياض أرسل خلال الأسابيع المنصرمة خطابا للرئيس التنفيذي لشركة "سعودي اوجيه" وهي من أكبر شركات الإنشاءات في المملكة طالبا منه التدخل لحل مشاكل فرنسيين لم يتسلموا رواتبهم لأربعة أشهر، فيما أكد ديبلوماسيون من بنغلادش إنهم تواصلوا مع شركات إنشاءات كبرى لمناقشة تأخر سداد أجور عمال من بلادهم لفترة تجاوزت شهرين. ويؤكد المتحدث باسم وزارة العمل السعودية خالد أبا الخيل أن "الوزارة تعمل على اتباع الاجراءات النظامية بحق المنشآت العاملة في السوق السعودية والتي تتأخر في صرف أجور العاملين لديها سواء سعوديين أو وافدين حيث تطبق الوزارة برنامج حماية الأجور الذي يلزم جميع منشآت القطاع الخاص بصرف مستحقات العمالة في وقتها، مضيفا أنّ "الوزارة لن تتهاون في تطبيق العقوبات تجاه المنشآت المتأخرة في صرف أجور عامليها." وقال مسؤول لدى سعودي أوجيه إن شركته مثلها مثل شركات أخرى تأثرت لعدة أشهر "بالظروف الراهنة التي أدت لتأخر الوفاء بالتزاماتنا للموظفين"، موضحا أنّ الشركة تبنت خطة ستمكنها من استئناف سداد مستحقات العاملين اعتبارا من مارس الجاري، لكنه لم يخض في تفاصيل وطالب بعدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية الأمر. وخلال الشهر الماضي ناشد رجل الأعمال البارز عبد الرحمن الزامل رئيس مجلس الغرف السعودية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز التدخل لحل مشاكل قطاع المقاولات في البلاد في ظل تأخر سداد مستحقات الشركات لفترة تجاوزت الستة أشهر. وأفاد مسؤولون في القطاع إنه في بعض الحالات، بما في ذلك شركة "سعودي أوجيه" توقف مئات العمال الذين لم يتلقوا رواتبهم عن العمل ونظموا تظاهرات للمطالبة بأجورهم المتأخرة وهو أمر نادر الحدوث  في المملكة. وتستقبل السعودية نحو عشرة ملايين عامل أجنبي من جنوب وجنوب شرق آسيا وأنحاء أخرى من العالم يعمل معظمهم في وظائف متدنية الأجور مثل بعض وظائف قطاعي الإنشاءات والتجزئة وعمالة المنازل، وتدفق هؤلاء إلى المملكة خلال سنوات طفرة النفط وازدهار الاقتصاد لكن الآفاق أصبحت قاتمة بعض الشيء منذ أواخر العام الماضي بفعل هبوط أسعار النفط ولجوء بعض الشركات لاسيما في قطاع الإنشاءات إلى خفض أعداد العمالة. وتدور شائعات منذ شهر نوفمبر الماضي عن نيّة "مجموعة بن لادن" السعودية وهي من أكبر شركات البناء والمقاولات في الشرق الاوسط خفض 15 ألف وظيفة دفعة واحدة. وطالما كان تأخر سداد رواتب العمال الأجانب نتيجة تعقيدات روتينية ونقص السيولة أمرا عرضيا في قطاع المقاولات والإنشاءات في دول الخليج، لكن تراجع الإنفاق الحكومي منذ هبوط أسعار النفط أدى إلى تفاقم الوضع. كانت وزارة المالية خفضت الدفعة المقدمة التي تصرفها للشركات في عقود المشاريع المبرمة لصالح الجهات الحكومية. وقلصت الحكومة عدد المشاريع التي تنفذها ويقول مسؤولون بالقطاع إن هناك تباطؤا في صرف مستحقات الشركات التي نفذت مشروعات بالفعل. ولا يعني تراجع إيرادات النفط أن المملكة تواجه أزمة مالية إذ تبلغ قيمة الأصول الأجنبية للحكومة نحو 600 مليار دولار لكن يبدو أن توجه السلطات لخفض الإنفاق أدى لتباطؤ عمليات الموافقة على المستحقات وصرفها. ولم تعلن الحكومة عن قيمة المستحقات المتأخرة التي تدين بها للشركات لكن مسؤولين بالقطاع يقدرون أن تصل في مجملها إلى مئات الملايين من الدولارات فيما يتوقع آخرون أنها قد تصل الى بضعة مليارات من الدولارات. وقال مسؤولون إن السلطات أبلغتهم بأن الحكومة تعتزم سداد المستحقات المتأخرة بنهاية الشهر الجاري. إلا أن آخرين أبدوا تشككا بشان تلك الوعود التي تكررت دون تنفيذ فعلي خلال الشهور الماضية. ونقلت "رويترز" عن ديبلوماسي تدخل في محاولة لسداد الأجور المتأخرة لعمال بلاده إنه التقى بمسؤولين في شركتي أوجيه وبن لادن، لافتا الى أنّ "سعودي أوجيه أبلغته إنها دفعت رواتب العمال في فبراير لكن اتضح أن ذلك كان عن شهر اكتوبر 2015 وقالوا إنهم سيدفعون للموظفين مرة أخرى في مارس." وكان ممثلون عن العمال الذين لم يتقاضوا رواتبهم في مجموعة بن لادن ومسؤولون من وزارة العمل وآخرون من الشركة توصلوا الاسبوع الماضي لاتفاق يقضي بحل مشكلة تأخر الرواتب وذلك بعدما احتشد العمال في تظاهرة في مشروع للشركة بمكة، وبموجب الاتفاق جرى تخيير العاملين في مشروع قطار الحرمين في مكة والذي تنفذه بن لادن بين البقاء في مساكنهم لحين صرف مستحقاتهم مع التزام المجموعة باحتساب فترة بقائهم في السكن واعتبارهم على رأس العمل وبين الخروج النهائي وتصفيه مستحقاتهم أو نقل خدماتهم إلى شركة أخرى والحصول على الموافقة الفورية من إدارة الشركة واستلام جميع مستحقاتهم.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة