الأفكار الخلاقة تتدفق تحت الدوش ... لماذا؟

نشر
آخر تحديث

ماء متدفق .. رغوة صابون .. وفقاعات منتشرة حولك ... قد لا يتعدى هذا المشهد ووقت الاستحمام لديك إلا بضع دقائق تحافظ فيها على نظافتك الشخصية، لكن ماذا عن الأفكار الخلاقة التي تراودك أثناءه؟ هل تتخيل أن بيئة الاستحمام مثالية للإبداع؟ هذا ما توصل إليه عالم النفس رون فريدمان في دراسة له بعدما أجرى مناقشة تداولت هذا الموضوع مع 26 عالماً كل منهم من كبار الخبراء حول العالم، بينهم  دانيال بينك وغريتشن روبن، وسكوت باري كوفمان وآدم غرانت وسوزان كين.  رون فريدمان وإستعرض كوفمان نتائج الدراسة التي تظهر أنّ 72% من الأشخاص يكوِّنون أفكاراً إبداعية أثناء الاستحمام. وتسلط الدراسة الضوء على أهمية الاسترخاء لتكوين أفكار أفضل، وذلك إلى جانب تأكيدها على أن بيئة الإستحمام المنعزلة توفر الإسترخاء وتحفز التفكير الإبداعي من خلال السماح للعقل بأن يتجول بحرية، وتتسبب في أن يكون الناس أكثر إنفتاحاً والمزيد من الوعي وأحلام اليقظة. وطرح فريدمان تساؤلاً خلال المناقشة التي تمت بين علماء النفس، فقال: "كيف يمكنني أن أستخدم فكرة الاستفادة من أحلام اليقظة في الأعمال اليومية؟ هل علي أن أخصص وقتاً لأحلام اليقظة أم أن عليها أن ترتبط مع ما يجري خلال اليوم؟" فأجاب كوفمان: "عليك أن تتأكد أولاً من أنك تكرس وقتاً ومجالاً للعزلة، ومن الممكن أن تتخذ هذه العزلة أشكالاً عدة، كالذهاب في نزهة يومية لإعادة الحيوية إلى الدماغ وللتحرر من نظام العمل اليومي الذي كنت تقوم به منذ ساعة أو ساعتين، وبهذا سيتوفر مجال يتيح لك البدء بأحلام اليقظة بعيداً عن أي نوع من أنواع الضوضاء الخارجية". ويواصل كوفمان شرحه بأن الناس تفضل الإنعزالية للقيام بممارسات ذهنية متنوعة لأنك تسمح لنفسك الإتصال مع الجسم ومشاعرك وافكارك الخاصة ويعتقد أن أساس التفكير الإبداعي هو تحقيق الإتصال الناجح بين الداخل والخارج . ويذكر بريجيد شولت، أن الناس بحاجة إلي الإسترخاء من أجل الحصول على الإلهام. قد ترغب في أن تكون الأفضل من خلال العمل الدؤب ولكن ماذا لو جربت إستراتيجية تجنب العمل فذلك أمر مهم جداً لكي تسمح لعقلك بحرية التجول وتحديد العديد من الأفكار والإستمتاع بأفكار أفضل وهذا قد يكون السبب وراء الحصول علي أفضل الأفكار أثناء الإستحمام . وختم فريدمان نتائج الدراسة بالقول: "أنت بحاجة إلى خلق هذا الفضاء في حياتك وغالبا ما يحدث أثناء الإستحمام  إنها واحدة من تلك اللحظات القليلة التي نواجه فيها أنفسنا بدون الإرتباط بأي أجهزة. لذلك يجب علينا البحث عن مساحة إضافية لإيجاد صلات بين الأفكار". - رون فريدمان - وتشدد توصيات فريدمان على أهمية عزل نفسك جيدا بقدر الإمكان بعيداً عن الإنحرافات الخارجية التي تؤدي إلي تشتيت عقلك، فالعقل بحاجة إلى العزلة مثل الخروج في نزهة يومية لإعادة شحن طاقة الدماغ لكي تسمح لنفسك بالحصول علي إتصال مع جسمك ومشاعرك وأفكارك .   تحرير العقل من المهام: تشير البحوث أنه لا تستطيع تحقيق التفكير الإبداعي أثناء الشعور بالرتابة ولكن عند ممارسة الصيد أو التمارين الرياضية أو الإستحمام، فإنّ أداء هذه الأنشطة لا يتطلب الكثير من التفكير وبالتالي يتحرر اللاوعي الخاص بك للعمل على شئ أخر،  فالعقل في هذه اللحظة يتمتع بهدوء يستطيع فيها تكوين أحلام اليقظة ويقوم الدماغ بإتخاذ قرارات واهداف وسلوكيات وأفكار معينة من خلال مركز السيطرة في الفص الجبهي لقشرة الدماغ . وتذهب هذه الأفكار الى مختلف المناطق في الرأس وتقوم بالعديد من الوصلات الإبداعية الجديدة التي  قد يرفضها العقل الواعي. قد يكون ذلك هو السبب وراء الأفكار المختلفة أثناء الإستحمام والتي تعد أفضل من الأفكار التي تحصل عليها أثناء العمل وذلك لأن التفكير أثناء العمل مليء بالمشاكل التي تعطل عملية التفكير في الدماغ .. ويساعد التفكير أثناء الإستحمام على تعزيز الفص الجبهي لقشرة الدماغ . وعند زيادة التركيز يعطيك القدرة علي التركيز بشدة  علي المهمة والخروج بالعديد من الحلول الإبداعية غير التقليدية فالعقل يصبح نشطاً أكثر عند التركيز على المهمة. وقد وجد شيلي كارسون في جامعة هارفارد أن الناس الذين يتمتعون بدرجة عالية من الإبداع ينتظمون في الحصول على "دوش" دافئ يمسح للعقل بحرية التجول ويشجع على التخلص من الأفكار الحمقاء. لذلك عند شطف جسمك من رغوة الصابون، سوف تندهش من قدرتك على التفكير . الإسترخاء : ولكن ما الذي يجعل الحمام يختلف عن غرفة الإجتماعات؟ لماذا لا يفكر عقلك هناك بطريقة جيدة أيضاً؟ يتمتع الحمام ببيئة إسترخاء، عدا عن  أنه صغير وآمن، عدا عن كونه مكانا مغلقا لذلك أنت تشعر بالراحة هناك، وقد يشكل وقت الإستحمام الوقت الوحيد الذي تنفرد فيه بنفسك طوال اليوم فهو فرصتك للتخلص من الضغوط الخارجية . وحينما تشعر بالإسترخاء فإن الدماغ يطلق هرمون السعادة أو الدوبامين، وعند تدفق الدوبامين في الجسم يزيد من القدرة علي التفكير بطريقة مبدعة وتظهر موجات ألفا أثناء التأمل والشعور بالسعادة . تحفز أشعة ألفا اللاوعي بالمزيد من التفكير الإبداعي ، عدا عن أنّه أثناء الإستحمام ليلاً أو صباحاً أو عندما تكون متعباً  فإن هذه المرحلة هي ذروة التفكير الإبداعي ومن المحتمل أن الإستحمام في الصباح يزيد من تدفق الأفكار العظيمة وبالتالي فإن الإستحمام يخلق لك بيئة مثالية للأفكار المثالية . وهنا مجموعة من الأسباب التي تفسّر حصولك علي أفضل الأفكار أثناء الإستحمام-الصورة من الإنترنت
  • يعطي الإستحمام إشارة لبدء يوم جديد أو بداية جديدة .
  • تقضي وقتا بمفردك للتفكير .
  • تحصل على توقعات مثالية .
  • عندما يندفع الماء أثناء الإستحمام يخلق نوعا من "الضوضاء البيضاء " التي تجعل التركيز أفضل .
  • تحت الدوش يزداد الشعور بالإسترخاء .
  • يرتبط الجلوس بجوار الماء مثل الانهار والبحيرات  أو البحر بزيادة التأمل .
  • الإستحمام أفضل وسيلة للتخلص من الأتربة  .
  • يعد الإستحمام أحد طقوس الكثير من المبدعين بإعتبار الحمام المكان المناسب للتفكير .
  • أحياناً تقوم بكتابة أفكارك علي جدران الحمام بسبب البخار الناتج عن الإستحمام .
  • الحمام الساخن يفتح مسام الجلد وربما يفتح العقل أيضاً .
  • الإستحمام يجعلك أكثر يقظة .
  • الإستحمام تجربة خالية من التوتر تؤكد حرية تجول عقلك والخروج بأفكار جديدة .

كيف تستمتع بالإستحمام ؟

1- نظافة أدوات الإستحمام : قبل البدء بالإستحمام يجب التأكد من نظافة الأدوات المستخدمة. قد تكون هذه الأدوات عرضة لوجود البكتريا وبالتالي تنشر الجراثيم التي تسد مسام الجسم . يفضل العناية بنظافة الفرشاة، اللوفة، الإسفنجة، الملاقط، الشفرات ... وغيرها من الأدوات. 2- عدد مرات الإستحمام : حاول تحديد عدد مرات الإستحمام الإسبوعية وتجنب الإستحمام اليومي إلا عندما يكون الطقس حارا لأن كثرة الإستحمام يمكن أن تؤدي إلي تجريد الجسم من الزيوت الطبيعية وهي طبقة تحمي البشرة من الجفاف. 3- تحديد درجة الحرارة : يجب ضبط درجة حرارة الماء، فالماء الدافئ أفضل خيار لك. احرص على تجنب الماء الساخن لأنه يحدث جفافا في البشرة ويجردها من الزيوت الطبيعية  التي تحمي الجسم من البكتريا والجراثيم. 4- واقي الشمس : يجب وضع واقي الشمس على الوجه مرّة في اليوم قبل الخروج من المنزل لمقاومة الآفات الجلدية الخبيثة، وعدم الذهاب الى الشاطئ من دون تطبيق الواقي الشمسي على كامل الجسم. 5- إختيار الفرشاة الصحيحة : عند إختيار فرشاة الإستحمام يفضل البلاستيكية  بالشعيرات المتعددة. ويفضل البدء أولاً بغسل الشعر لفك التشابك ثم النزول إلى أسفل بالتدريج وغسل الجسم بالفرشاة مرة أخرى . 6- اللوف : العناية باللوف المستخدمة في الإستحمام لأنها يمكن أن تحتوي على البكتريا والعفن والخميرة، وإذا كنت ترغب في إستخدام اللوف، إتركها حتى تجف تماماً قبل إعادة إستخدامها. 7- لا تفرط في فرك الجسم : لا تستخدم مقشر الجسم أكثر من مرة في الإسبوع وإلا سيكون مزعجا للغاية. وعند إستخدام المقشر لا تفرط في تدليك الجسم تجنبا لجفاف البشرة . 8- لا تحاول تجفيف نفسك بشكل قاسي : التجفيف القاسي للجسم بعد الإستحمام، يؤدي الى جفاف البشرة ويزيد من تفاقم حساسية الجلد. الأفضل إستخدام منشفة ناعمة. 9- لا تبقى وقتا طويلا أثناء الإستحمام : البقاء تحت الدوش فترة طويلة أمر ممتع بلا شك، لكن التعرض للمياه لفترة طويلة يدفع جسمك للتخلص من الرطوبة التي تحتاج إليها في الجلد ما يترك بشرتك جافة وتشعر بالحكة . ولا ينصح أطباء الأمراض الجلدية بالاستحمام لأكثر من 10 – 15 دقيقة. 10- تطبيق مرطب بعد الإستحمام : قم بإختيار المرطب المناسب  للنوع بشرتك خصوصاً بعد إستخدام الماء الفاتر. يمكنك تطبيق المرطب أثناء التواجد في الحمام. وإذا وجدت أنّ بشرتك مازلت جافة يمكنك إستخدام مرطب كيميائي يحتوي علي حمض ألفا هيدروكسي للتخلص من خلايا الجلد الميتة والعناية بالبشرة وترطيبها .  

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة