القضاء ساحة لتصفية الحسابات بين شركات الأدوية لضمان الأرباح

نشر
آخر تحديث

يتلاشى ذاك الخط الفاصل بين منتجي الأدوية ذات العلامات التجارية ونظائرها في الوقت الذي تطوف فيه الشركات المعروفة بانتاج علاجات مبتكرة لبيع بدائل لأدوية باستخدام تقنيات حيوية أعلى تكلفة واكثر تطورا تنتجها شركات منافسة. وتتزايد الآن حالات النزاع بين شركات الدواء في أروقة المحاكم، إذ يسعى منتجو الأنواع باهظة الثمن لحماية منتجاتهم من "البدائل الحيوية"، وهي مستحضرات دوائية حيوية لها الخصائص العلاجية ذاتها للعقاقير التي تسعى لتقليدها، في الوقت الذي يعارض فيه المنافسون حقوق براءة الاختراع التي يدفع بها الطرف الآخر. والمستحضرات الدوائية الحيوية التي تصنع في خلايا حية قبل أن تستخرج وتخضع لعملية تنقية أكثر تعقيدا من الأدوية التقليدية. ومن غير الممكن إنتاج مثيل لها بدقة ومن ثم فإن الأنواع المقلدة منها تسمى بدائل حيوية ولا يطلق عليها أدوية جنيسة. وجاذبية البدائل الحيوية واضحة إذ تعول شركات التأمين وغيرها من مشتري الدواء على فارق السعر الكبير. ويقلص مديرو المزايا الدوائية في الولايات المتحدة بالفعل الأدوية ذات العلامات التجارية في جداولهم. ومع توقع الرئيس التنفيذي لشركة "نوفارتس" جو جيمينيز أن يصل فارق السعر بين البدائل الحيوية والمستحضرات الدوائية الحيوية إلى 75% لأسباب منها التطورات في أوروبا، يحارب منتجو العقاقير المبتكرة بضراوة لحماية منتجاتهم الأعلى ثمنا لأطول فترة ممكنة. دعاوى متبادلة لمنتج وبديله وعلى سبيل المثال أقامت "آبفي" دعوى في ديلاوير تدفع فيها بأنها تتمتع بحماية بموجب حقوق الملكية الفكرية حتى 2022 على الأقل لعقار علاج التهاب المفاصل "هوميرا" الأكثر مبيعا في العالم، إذ تسعى الأولى إلى تأجيل طرح عقار شركة "أمجين" البديل الذي حصل على موافقة الولايات المتحدة الأسبوع الماضي. في الوقت ذاته لجأت "أمجين" إلى محكمة اتحادية أخرى تطالب بحماية عقار علاج التهاب المفاصل "إنبريل" الذي تنتجه من بديل حيوي لعقار "نوفارتس" حتى 2029. ومع تصاعد الحروب القضائية بين شركات الدواء الكبرى، يقول محامون إن ساحة القضاء باتت أكثر تعقيدا بكثير. وبحسب خبير البدائل الحيوية لدى شركة "فولي هوج" للقانون في بوسطن دون وير فإنّ "عدد الشركات المبتكرة لمستحضرات دوائية حيوية مثل أمجين التي تنافس منتجات شركات أخرى صاحبة ابتكارات كان أحد المفاجآت الكبرى" ... وبرأيه فإنّ "هذا يخلق صراعات لشركات القانون مثل شركتنا لأن الشركات التي نقدم لها الاستشارات تدخل فجأة في خصومات مع بعضها البعض". وتنخرط شركات "سانوفي" و "ميرك" و "إيلاي ليلي" و "بفايزر" و "جونسون آند جونسون" و "بيوجين" أيضا في قضايا تتعلق بالبدائل الحيوية. أعداء في التجارة .. أصدقاء في الأبحاث وعلى الرغم من ذلك يقول بعض المحللين إن القضايا مسألة تجارة كالمعتاد ومن غير المرجح أن تتسع لتشمل مجالات أخرى بما في ذلك الشراكات في مجال الأبحاث. وربما يكون بين "نوفارتس" و "أمجين" نزاع قضائي محتدم بشأن بديل عقار "إنبريل" الذي تنتجه شركة الأدوية السويسرية، لكن الشركتين تواصلان التعاون بشأن عقار لعلاج الصداع النصفي. ويرى المحلل لدى "زورشر كانتونالبنك" مايكل ناوراث  أن الأمر "لا يبدو كما لو أن تلك الشركات تناصب بعضها البعض العداء... هذه الدعاوى القضائية هي ببساطة الملاذ الأخير لشركات إنتاج الدواء الأصلية لانتزاع المزيد من الأشهر القليلة الإضافية أو سنة أخرى من التفرد بالحقوق الحصرية للأدوية التي عليها إقبال"

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة