ترامب يحث الحلفاء على إصلاح التجارة بعد فرض رسوم أمريكية

نشر
آخر تحديث

حث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كندا والاتحاد الأوروبي على اتخاذ المزيد من الخطوات لخفض فائضهما التجاري، بعد يوم من توجيه ضربة إلى حليفي أمريكا وإلى المكسيك بفرض رسوم على صادراتهم من الصلب والألومنيوم.

ووجه ترامب انتقادا إلى كندا في تغريدة على تويتر صباح الجمعة قائلا إنها تتعامل مع المزارعين الأمريكيين "بشكل سيء للغاية ولفترة زمنية طويلة جدا".

وكتب ترامب "يجب عليهم فتح أسواقهم وإزالة حواجزهم التجارية! هم يسجلون فائضا مرتفعا للغاية في التجارة معنا".

وأبلغ ترامب أيضا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالحاجة إلى "إعادة موازنة التجارة مع أوروبا" وفقا لما قاله البيت الأبيض.

وتأتي تصريحات ترامب القوية بعد ردود فعل سريعة من كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي على الرسوم التي فرضها، حيث يخططون جميعا للرد بفرض رسوم قيمتها مليارات الدولارات على سلع أمريكية من عصير البرتقال إلى الويسكي وسراويل الجينز ودراجات هارلي ديفيدسون النارية.

وقدم الاتحاد الأوروبي شكوى ضد الولايات المتحدة في منظمة التجارة العالمية للطعن في قانونية الرسوم الجديدة ومبررات الأمن القومي التي تستند إليها إدارة ترامب.

وقدمت بروكسل إلى منظمة التجارة قائمة مؤلفة من ثماني صفحات بالسلع التي ستشملها إجراءاتها الخاصة بالرد على الرسوم الأمريكية.

كما جاء الرد سريعا من كندا والمكسيك اللتين تجريان محادثات مع الولايات المتحدة لتعديل اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية "نافتا".

وستفرض كندا، أكبر مورد للصلب إلى الولايات المتحدة، رسوما على واردات أمريكية بقيمة 16.6 مليار دولار كندي (نحو 12.8 مليار دولار أمريكي)، بما في ذلك الويسكي وعصير البرتقال والصلب والألومنيوم ومنتجات أخرى.

من جانبها، أعلنت مفوضة التجارة بالاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمستروم - في الشكوى المقدمة لمنظمة التجارة العالمية - "نحن مصممون على حماية النظام المتعدد الأطراف... نتوقع من الجميع الالتزام بالقواعد".

ولقيت الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على أوثق حلفاء أمريكا انتقادات أيضا في الداخل من مشرعين جمهوريين وجماعة الضغط الرئيسية الممثلة لقطاع الأعمال في البلاد وأثارت تقلبات في أسواق المال يوم الخميس.

وفرضت الرسوم بنسبة 25% على واردات الصلب و10% على واردات الألومنيوم من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك اعتبارا من يوم الجمعة.

وقال وزير التجارة الأمريكي ويلبور روس "نتطلع إلى مواصلة المفاوضات، مع كندا والمكسيك من جهة، ومع المفوضية الأوروبية من جهة أخرى، لأن هناك قضايا أخرى بحاجة إلى الحل".

لكن مالمستروم تقول إن مثل تلك المحادثات التجارية الأوسع نطاقا لن تجرى مادامت الإجراءات الأمريكية سارية.

وأبلغت مالمستروم مؤتمرا صحفيا في بروكسل "لم نكن على مائدة التفاوض. عرضنا كان: 'عندما تبعد هذا المسدس عنا، فسنجلس معا كأصدقاء ومتساويين ونتناقش' وسوف يقود هذا في نهاية المطاف إلى مفاوضات... لم نحصل على هذا. ولذا فالباب الآن مغلق في الوقت الراهن".

قرار ندينه

وفي سياق متصل، أكد رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو - خلال إعلانه إجراءات بلاده ردا على الرسوم - أن "الإدارة الأمريكية اتخذت اليوم قرارا ندينه، ومن الواضح أنه يقود إلى إجراءات للرد، كما يجب".

وأعلنت المكسيك ما وصفته بإجراءات "مساوية" تشمل نطاقا واسعا من المنتجات الزراعية والصناعية الأمريكية بما في ذلك لحم الخنزير والتفاح والعنب والجبن والصلب وسلع أخرى.

وبالنسبة للاتحاد الأوروبي، فإن اتخاذ قرار بشأن الكيفية التي سيتم بها الرد سيحتاج إلى موافقة الدول الأعضاء في الاتحاد الذي يمثل أكبر كتلة تجارية في العالم والبالغ عددهم 28 دولة.

وتحرص ألمانيا، وهي أكبر مُصدر إلى الولايات المتحدة، على تفادي حرب تجارية أوسع خصوصا في الوقت الذي تثير فيه إدارة ترامب احتمال فرض رسوم على السيارات وهو ما قد يلحق الضرر بالشركات الألمانية المصدرة للسيارات إلى السوق الأمريكي.

وتفضل دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، مثل فرنسا، موقفا أكثر قوة في مواجهة ما تراه استئسادا أمريكيا.

وأيدت الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي حتى الآن بصفة عامة خطة وضعتها المفوضية الأوروبية لفرض رسوم جمركية على صادرات أمريكية بقيمة 2.8 مليار يورو (حوالي 3.4 مليارات دولار).

وقد تدخل هذه الخطة حيز التنفيذ في 20 يونيو/حزيران على الرغم من أن مسؤولين في الاتحاد يقولون إنها قد تستغرق وقتا أطول قليلا.

وتبلغ قيمة السلع التي يصدرها الاتحاد الأوروبي الخاضعة للرسوم الأمريكية 6.4 مليارات يورو (حوالي 7.5 مليارات دولار).

وفي حين أن قرار الإدارة الأمريكية الذي وجه ضربة للحلفاء الأوربيين وفي أمريكا الشمالية عبر فرض رسوم على المعادن لا يستهدف الصين بشكل مباشر، فإنه يحدد أيضا معالم المفاوضات مع بكين، التي يتوجه إليها روس يوم الجمعة لإجراء محادثات.

وتريد إدارة ترامب أن تشتري الصين المزيد من البضائع الأمريكية لخفض العجز التجاري. ويقول معارضون للرسوم على المعادن الأوروبية ومن أمريكا الشمالية إن الإدارة تلحق الضرر بحلفائها في الوقت الذي تحتاج فيه إلى ممارسة أكبر ضغط على بكين.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ في إفادة صحفية ردا على سؤال بشأن التحرك الأمريكي "جميع الدول، بالأخص الاقتصادات الكبرى، يجب أن تعارض بحزم جميع أشكال الحماية التجارية والاستثمارية".

وحذر توم دونهيو رئيس غرفة التجارة الأمريكية في رسالة إلى مجلس إدارة الغرفة من أن السياسات التجارية الحالية قد تهدد التقدم الاقتصادي وتتسبب في خسارة مليوني وظيفة معظمها في الولايات التي صوتت لصالح ترامب.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة