نزاع الرسوم على النفط.. مكسب قصير الأجل لأوبك قد تتحول لأزمة على المدى الطويل

نشر
آخر تحديث

من المفترض من الناحية النظرية أن ترى منظمة أوبك، التي فقدت حصة في السوق الصيني لصالح منتجي النفط في الولايات المتحدة، في نزاع الرسوم الجمركية بين واشنطن وبكين هدية لها.

لكن مسؤولين في أوبك وصناعة النفط يقولون إنه في حين أن المنظمة يمكنها بيع المزيد من النفط إلى الصين نتيجة لفرض رسوم على وارداتها من الخام الأمريكي، إلا أن النزاع التجاري قد يضر في الأجل الطويل النمو الاقتصادي والطلب على النفط.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة النفط النمساوية أو.إم.في رينر سيلي، على هامش منتدى أوبك في فيينا، "في الأجل الطويل، سيكون لذلك تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي، رغم أنه قد يكون إيجابيا فى الأمد القصير للمنتجين غير الأمريكيين.

"في الأجل الطويل، ستضغط سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاقتصاد العالمي."

وتصاعد النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين الأسبوع الماضي، مع تهديد بكين بفرض رسوم بواقع 25% على منتجات أمريكية قيمتها 50 مليار دولار، من بينها نفط ومنتجات مكررة.

وأبلغ الرئيس التنفيذي لتوتال الفرنسية باتريك بويان المنتدى "الحروب التجارية ليست أنباء جيدة للاقتصاد العالمي".

وأضاف بويان أنها ليست أيضا أنباء جيدة أن نرى رسوما على الصلب والألومنيوم، وهو ما قد يؤثر على تكلفة استثمارات الشركات النفطية. وتابع قائلا "لذا أعتقد أن ذلك كله سيأخذه وزراء نفط أوبك في الاعتبار".

ويجتمع مسؤولون تنفيذيون بصناعة النفط مع وزراء أوبك هذا الأسبوع قبيل اجتماع المنظمة يوم الجمعة، الذي من المنتظر أن تضع فيه سياسات جديدة للإنتاج.

ودعا ترامب منظمة أوبك لزيادة الإنتاج بهدف تهدئة أسعار النفط.

الطلب الصيني

والصين هي أكبر مشتر آسيوي للخام الأمريكي، مع ازدهار صادرات الولايات المتحدة بفضل طفرة النفط الصخري في البلاد.

وتجاوزت صادرات الولايات المتحدة النفطية إلى الصين 300 ألف برميل يوميا، وتتنافس مع موردين منذ وقت طويل من أوبك، مثل منتجين أفارقة للخام الخفيف من بينهم نيجيريا وأنغولا والجزائر.

وقال مصدر نفطي جزائري "بالتأكيد، إنها أنباء جيدة للخام الجزائري"، حينما سُئل عن تأثير النزاع التجاري الأمريكي-الصيني.

وتابع المصدر "ستدعم الرسوم الجديدة التدفق من مصادر أخرى اعتبارا من الربع الأخير من العام. إنها أيضا فترة طلب قوي في الصين".

وقال مصدر في أوبك إنه يعتقد أن المشترين الصينيين سيزيدون مشترياتهم من أنواع الخام الخفيف من أعضاء آخرين في أوبك مثل السعودية والكويت والعراق ودولة الإمارات العربية المتحدة وحتى إيران.

وقال المصدر، مشيرا إلى النزاع الأمريكي-الصيني، "لكن في الأجل الطويل... لن يكون ذلك عاملا مساعدا. سيكون مدمرا للاقتصاد العالمي".

كما صرح الرئيس التنفيذي لشركة نفط الهلال ماجد جعفر، ومقرها دولة الإمارات، "فيما وراء استهداف صادرات النفط الأمريكية في الأجل القصير، يحتاج منتجو النفط إلى الاهتمام بمدى تأثير انقطاعات كبيرة محتملة في التجارة العالمية والنظم الاقتصادية والتي يمكن أن تضر الطلب في الأجل الطويل".

وقال جيمي وبستر المحلل لدى مجموعة بوسطن للاستشارات إن الرسوم الصينية تمثل فرصة لأوبك لبيع المزيد من الخام، لكنها تخلق أيضا فائضا أكبر في المعروض في الولايات المتحدة، وهو ما يدفع أسعار النفط للهبوط.

من جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لشركة بي.بي بوب دادلي أنه لا يعتقد أن النزاع التجاري يمكنه أن يدفع الاقتصاد العالمي للانزلاق إلى ركود.

وأضاف قائلا "أعتقد أنك عندما تفرض عقوبات ورسوما جمركية... سيرد العالم ويبحث عن وسائل للالتفاف حولها وأعتقد أن الطلب على الطاقة سيبقى".

وقال رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة بايونير الأمريكية المنتجة للنفط سكوت شيفلد، إنه لم يناقش الرسوم الجديدة مع البيت الأبيض أو أوبك، مضيفا أنه يعتقد أن صادرات الخام الأمريكي ستنمو إلى 4.0-4.5 مليون برميل يوميا في السنوات القادمة من 2.6 مليون برميل يوميا حاليا.

وتابع قائلا "نأمل بأن نجد مأوى آخر لذلك النفط"، مضيفا أن سنغافورة وكوريا الجنوبية واليابان والاتحاد الأوروبي قد يأخذون ما تتخلى عنه الصين.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة