بوتين يطالب شركة "نوريلسك نيكل" بتحمل تكاليف تنظيف التسرب النفطي في القطب الشمالي

نشر
آخر تحديث

توقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تبادر الشركة الروسية العملاقة للمعادن "نوريلسك نيكل" التي تسببت بتسرب نفطي غير مسبوق في القطب الشمالي الى العمل لإعادة النظام البيئي الى سابق عهده في المنطقة.

وأعلنت حالة طوارئ على المستوى الوطني في روسيا بعد تسرب 21 ألف طن من الديزل جراء انهيار خزان الجمعة الماضية خارج مدينة نوريلسك، ما تسبب بتلوث نهر غطته بقع حمراء فاتحة يمكن رؤيتها من الفضاء.

وحاولت شركة المعادن العملاقة التي تملك الخزان من خلال شركة أخرى تابعة لها، احتواء الأضرار بمفردها ليومين قبل أن تلجأ الى خبراء من كل أنحاء روسيا، وقد اثار هذا التأخير غضب بوتين.

وأبلغت المتحدثة باسم وزارة الطوارىء الروسية وكالة فرانس برس الجمعة بنجاحها في احتواء البقعة النفطية ووقف توسعها.

وتحدث بوتين عبر الفيديو مع مسؤولين يتواجدون في موقع التسرب، حيث قال لفلاديمير بوتانين رئيس شركة "نوريلسك نيكل" انه يتوقع أن تتكفل الشركة العملاقة بدفع تكاليف إجراء تنظيف شامل.

وقال بوتين "من الضروري المضي بجميع إجراءات التعويضات لاستعادة التنوع البيولوجي والبيئي"، مشيرا الى أنه لو قامت الشركة باستبدال الخزان القديم لما كانت لتتكبد هذه النفقات الآن.

وأضاف ان كل المنشآت المشابهة "يجب تحليل وضعها بشكل حذر" في البلاد.

وقدّر بوتانين أن عمليات التنظيف ستكلف نحو 10 مليارات روبل (146 مليون دولار)، ما عدا الغرامات.

وأضاف "سننفق كل ما هو مطلوب"، مؤكدا "اننا سنعيد النظام البيئي الى وضعه الطبيعي".

ويعمل المحققون على كشف ملابسات الحادث، وقد اعتقلوا شخصا يعمل في محطة لتوليد الكهرباء حيث يوجد الخزان.

وقالت سفيتلانا راديونوفا رئيسة هيئة الرقابة البيئية الروسية إن العمل جار لتقدير الاضرار التي لحقت بالبيئة، واصفة الحادث بأنه "غير مسبوق في نطاقه".

واعتبر خبراء بيئيون أن هذا التسرب النفطي هو أسوأ حادث من نوعه في منطقة القطب الشمالي، وثاني أسوأ تسرب في تاريخ روسيا.

ونهر أمبارنايا الذي تأثر بالتسرب يغذي بحيرة بياسينو بالمياه، التي تعد مصدرا مائيا رئيسيا لنهر بياسينا الحيوي بالنسبة الى منطقة شبه

وأظهرت صور بالأقمار الاصطناعية لوكالة الفضاء الأوروبية ووكالة روسكوزموس الروسية بقعا كبيرة من الوقود يميل لونها الى الاحمرار وقد تحركت نحو20 كيلومترا باتجاه البحيرة وحتى النهر حيث تنصب جهود التنظيف الرئيسية.

وتمكن أوائل المستجيبين لهذه الكارثة من احتواء انتشار التسرب عبر استخدام عوائق عائمة لمنع البقعة النفطية من الوصول الى البحيرة، وهم الآن يسحبون السوائل التي سيتم تخزينها في خزانات مغلقة الى أن تتجمد الأرض في الشتاء، وفق وزير الطوارىء يفغيني زينيتشيف.

وقالت وزارة الطوارىء الجمعة إنها تمكنت من إزالة أكثر من 200 طن من الفيول.

لكن وكالات صيد الاسماك الروسية وبعض البيئيين حذروا من أن العوائق غير قادرة على وقف التلوث.

وتسببت البقعة النفطية بتلويث 180 ألف متر مربع من الأرض قبل ان تصل الى النهر، وفق النائب العام الاقليمي.

وتتعرض منطقة نوريلسك منذ عقود لتلوث ناجم عن إنتاج المعادن وأنشطة صناعية أخرى، وقال خبير الصندوق العالمي للحياة البرية أليكسي كنيجنيكوف إن السكان المحليين، بمن فيهم مجموعات السكان الأصليين مثل شعب ال"نينيتس"، توقفوا منذ فترة طويلة عن الصيد في النهر.

وفي مناسبات عدة سابقة تحولت مياه الأنهار حول نوريلسك، وهي المدينة الأكثر تلوثا في روسيا، الى اللون الأحمر بسبب مواد من مخلّفات من المصنع الرئيسي لشركة نوريلسك نيكل.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة