بايدن يتولى رئاسة أميركا ويقول الديمقراطية انتصرت

نشر
آخر تحديث

أدي السياسي الديمقراطي جو بايدن اليمين رئيسا للولايات المتحدة الأربعاء 20 يناير متعهدا بإنهاء "حرب غير متحضرة" ليتولى السلطة في بلد يعاني من انقسامات سياسية عميقة واقتصاد في أزمة وجائحة فيروس كورونا التي أودت بحياة 400 ألف في أميركا.

وأدى بايدن القسم الرئاسي واضعا ويده على إنجيل توارثته أسرته لأكثر من قرن أمام رئيس المحكمة العليا جون روبرتس وتعهد "بالحفاظ على دستور الولايات المتحدة وحمايته".

وقال بايدن في الخطاب بمناسبة تنصيبه رئيسا "تعرضت أميركا لاختبارات قاسية عبر العصور مرة تلو الأخرى وكانت أميركا على قدر التحدي... في هذه الساعة أصدقائي، الديمقراطية انتصرت.. اليوم نحتفل بالنصر، ليس نصر مرشح وإنما انتصار قضية. قضية الديمقراطية".

وانتقلت الرئاسة إلى بايدن (78 عاما)، الذي أصبح أكبر الرؤساء الأميركيين سنا في التاريخ، خلال مراسم مصغرة في واشنطن لم تشهد القدر المعتاد من الأبهة والأجواء الاحتفالية بسبب الجائحة

والمخاوف الأمنية بعد الهجوم الذي شنه أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب على مبنى الكونغرس (الكابيتول) في السادس من يناير كانون الثاني.

وخالف ترامب تقليدا آخر قبل أن يترك السلطة إذ يعتبر رفضه حضور حفل التنصيب لمن سيخلفه منافيا لتقليد سياسي يعود إلى أكثر من 150 عاما، رافضا بذلك التأكيد على الانتقال السلمي للسلطة.     

وفي وقت سابق، غادر ترامب البيت الأبيض هو وزوجته ميلانيا بطائرة هليكوبتر لحضور حفل وداع في قاعدة أندروز الجوية المشتركة حيث وعد أنصاره بأنه "سيعود بشكل ما" متفاخرا بما وصفه بنجاح إدارته قبل أن يسافر جوا إلى منتجعه مار آلاجو في ولاية فلوريدا.

وحضرت شخصيات سياسية بارزة من الحزب الجمهوري مراسم التنصيب منهم مايك بنس نائب الرئيس السابق ترامب وزعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ السناتور ميتش ماكونيل وزعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن مكارثي إضافة إلى الرؤساء الأميركيين السابقين باراك أوباما وبيل كلينتون وجورج دبليو بوش.

وأصبحت كامالا هاريس، وهي ابنة لمهاجرين من جاميكا والهند، أول شخص من أصحاب البشرة الداكنة وأول امرأة وأول أمريكية من أصل آسيوي تتولى منصب نائب الرئيس بعد أن أدت اليمين الدستورية أمام القاضية بالمحكمة العليا سونيا سوتومايور، وهي أول عضو من أصل لاتيني بالمحكمة.

وتولى بايدن المنصب في وقت مضطرب إذ تواجه بلاده ما وصفه مستشاروه بأربع أزمات مجتمعة وهي الجائحة والتراجع الاقتصادي والتغير المناخي والعنصرية. وتعهد بالتحرك على الفور لمواجهة تلك المشكلات باتخاذ سلسلة من القرارات التنفيذية في أول يوم له في الرئاسة.

وبعد حملة انتخابية مريرة شابتها مزاعم لا أساس لها من ترامب بتزوير الانتخابات، تبنى بايدن صيغة تصالحية وطلب من الأميركيين الذين لم يصوتوا له بمنحه فرصة ليكون رئيسا للجميع.

وقال بايدن "الأمر يتطلب ما هو أكثر بكثير من الكلمات لنتغلب على تلك التحديات ولنستعيد الروح ونؤمّن مستقبل أميركا.

يتطلب الأمر تحقيق هدف هو الأكثر صعوبة في نظام ديمقراطي ألا وهو الوحدة... يجب علينا أن ننهي تلك الحرب غير المتحضرة التي تضع الأحمر في مواجهة الأزرق والريفي في مواجهة المدني والمحافظ في مواجهة الليبرالي. يمكننا أن نفعل ذلك إذا فتحنا قلوبنا وأرواحنا بدلا من القسوة".

وأقيمت المراسم اليوم الأربعاء أمام مبنى الكونغرس (الكابيتول) الذي جرى تشديد إجراءات الأمن حوله في أعقاب هجوم أنصار ترامب عليه واقتحامه قبل أسبوعين، بسبب مزاعم باطلة بأن الانتخابات سرقت بملايين الأصوات المزورة.

ودفع العنف الذي وقع أثناء اقتحام الكابيتول مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديمقراطيون لمساءلة ترامب الأسبوع الماضي للمرة الثانية خلال رئاسته في أول سابقة من نوعها في تاريخ أميركا.

واستدعت السلطات الآلاف من قوات الحرس الوطني إلى المدينة بعد حصار المبنى الذي شهد مقتل خمسة أشخاص وأجبر النواب على الاختباء لبعض الوقت.

وبدلا من احتشاد أنصار الرئيس الجديد لحضور المراسم،

جرت تغطية متنزه ناشونال مول بنحو 200 ألف علم و56 مصدرا للإضاءة ترمز لسكان الولايات والمناطق الأمريكية. 

وقال بايدن "نقف هنا.. بعد أن ظن حشد من الغوغاء قبل أيام أنهم قادرون على استخدام العنف لإسكات إرادة الشعب وتعطيل ديمقراطيتنا وإبعادنا عن هذا المكان المقدس... لم يحدث ذلك.. ولن يحدث أبدا. لا اليوم ولا غدا ولا في أي يوم من الأيام".

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة