غضب فرنسي بعد خسارتها لصفقة بـ 40 مليار دولار، وأستراليا تبدي أسفها

نشر
آخر تحديث

 

 لماذا غضب الفرنسيون من إدارة بايدن؟

 

غرقت فرنسا في أزمة دبلوماسية غير مسبوقة مع الولايات المتحدة وأستراليا يوم الجمعة بعد أن استدعت سفيريها من البلدين بسبب اتفاق أمني ثلاثي أدى إلى إحباط عقد شراء كانبيرا غواصات صممتها فرنسا.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان في بيان إن الرئيس إيمانويل ماكرون اتخذ هذا القرار النادر بسبب خطورة الواقعة.

وكانت أستراليا قد أعلنت يوم الخميس أنها ستلغي صفقة قيمتها 40 مليار دولار مع مجموعة نافال الفرنسية لبناء أسطول من الغواصات التقليدية، وأنها ستبني بدلا من ذلك ما لا يقل عن ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية بتكنولوجيا أمريكية وبريطانية بعد إبرام شراكة أمنية ثلاثية.

يذكر أن في عام 2016، اختارت أستراليا شركة بناء السفن الفرنسية نافال غروب لبناء أسطول غواصات جديد بقيمة 40 مليار دولار لتحل محل غواصات كولينز التي مضى عليها أكثر من عقدين.

وردت فرنسا بغضب على خسارة الصفقة التي تصل قيمتها إلى 40 مليار دولار ووصفت التحرك الأمريكي بأنه "طعنة في الظهر".

 وقال مصدر دبلوماسي في فرنسا إن تلك أول مرة تستدعي فيها باريس سفراءها بهذه الطريقة.

أستراليا تبدي أسفها لقرار فرنسا استدعاء سفيرها في كانبيرا


قالت أستراليا اليوم السبت إنها تأسف لقرار فرنسا استدعاء سفيرها في كانبيرا بسبب اتفاق أمني أبرم مع الولايات المتحدة وبريطانيا لكنها أضافت أنها تثمن علاقتها مع فرنسا وستستمر في التواصل مع باريس بشأن قضايا كثيرة أخرى.

 

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في بيان "نلاحظ مع الأسف قرار فرنسا باستدعاء سفيرها لدى أستراليا، مضيفا "أستراليا تثمن علاقتها مع فرنسا .. ونتطلع إلى التواصل مع فرنسا مرة أخرى بشأن العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، على أساس القيم المشتركة."

ورفض رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون يوم الجمعة انتقادات فرنسا بشأن عدم تلقيها تحذيرات بشأن الصففة الجديدة، وقال إنه أثار مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في يونيو حزيران احتمال أن تلغي بلاده صفقة الغواصات التي أبرمتها عام 2016 مع شركة فرنسية.

وأصر موريسون على أنه أبلغ ماكرون في يونيو حزيران بأن أستراليا أعادت النظر في الصفقة.

 وقال موريسون في تصريحات إذاعية "لقد أوضحت، خلال عشاء مطول هناك في باريس، مخاوفنا بشأن قدرة الغواصات التقليدية على التعامل مع البيئة الاستراتيجية الجديدة التي نواجهها".

وأضاف "لقد أوضحت أن هذه مسألة ستعين على أستراليا اتخاذ قرار بشأنها بما يخدم مصلحتنا الوطنية".

أمريكا تؤكد أن فرنسا "حليف حيوي"

 

وفي سياق متصل، أكدت الولايات المتحدة يوم أمس الجمعة أن فرنسا "حليف حيوي" وذلك بعد استدعاء باريس سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا للتشاور مع تحول عقد أمني ثلاثي إلى أزمة دبلوماسية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في بيان إن "فرنسا شريك حيوي وأقدم حليف لنا ، ونحن نولي أعلى قيمة لعلاقتنا".

وأضاف أن واشنطن تأمل في مواصلة النقاش حول هذه القضية على مستوى رفيع في الأيام القادمة بما في ذلك خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الأسبوع المقبل.

وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن فرنسا "شريك حيوي" في منطقة المحيطين الهندي والهادئ وإن واشنطن ستواصل التعاون مع باريس، في تصريحات يبدو أنها تهدف إلى تهدئة الغضب الفرنسي بعد أن أبرمت الولايات المتحدة وأستراليا وبريطانيا عقد تصدير دفاعي تاريخي لتزويد أستراليا بغواصات تعمل بالطاقة النووية.

 

وفي كلمة بمؤتمر صحفي بعد اجتماعات بين وزراء الخارجية والدفاع الأمريكيين والأستراليين في واشنطن، قال بلينكن إن واشنطن كانت على اتصال بنظرائها الفرنسيين قبل الإعلان عن صفقة الغواصات.

 

وقال بلينكن "نتعاون بشكل وثيق للغاية مع فرنسا في العديد من الأولويات المشتركة في المحيطين الهندي والهادئ ولكن أيضا في جميع أنحاء العالم. سنواصل القيام بذلك. نحن نولي أهمية كبيرة لتلك العلاقة وتلك الشراكة".

وتبحث الولايات المتحدة وحلفاؤها عن طرق للتصدي لقوة ونفوذ الصين المتنامي، ولا سيما تحركاتها للحشد العسكري والضغط على تايوان وعمليات الانتشار في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه.

ودافع البيت الأبيض اليوم الخميس عن القرار الأمريكي، رافضا انتقادات كل من الصين وفرنسا بشأن الاتفاق.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي للصحفيين "لا نسعى للصراع مع الصين".

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة