كيف تتعامل مع التراجعات التي تحدث في سوق الأسهم؟

نشر
آخر تحديث

التراجعات الكبيرة في مؤشرات أسواق الأسهم بنسبة 10% أو أكثر، هي حقائق لا مفر منها للمتداولين في أسواق الأسهم. 

قد تحدث الانخفاضات الكبيرة في أسواق الأسهم مرة أو مرتين في العام، وربما كل عامين، وأحيانًا تتفاعل مع الأحداث الخارجية مثل الحروب أو الحوادث الإرهابية أو انتشار الأوبئة.

في بداية جائحة كورونا خلال عام 2020، رأينا أعمق وأسرع التراجعات أو كما أطلق عليها البعض "التصحيحات" في التاريخ، حيث فقد مؤشر S&P 500 نحو 30% في غضون أسابيع، لكنه نجح واستعاد هذه الخسائر بالكامل في غضون خمسة أشهر.

تكمن المشكلة في التوتر والذعر اللذان يُصيبان المتداول أثناء التراجعات، الأمر الذي يؤدي إلى اتخاذه قرارات متسرعة، والتي قد تتسبب في حدوث خسائر كبيرة وضياع مكسب محتمل، إذا اللتزم بالصبر أثناء هذه التراجعات.

فيما يلي بعض الإرشادات التي يجب عليك القيام بها عندما يحدث تراجعات في سوق الأسهم.

 

  • تجنب متابعة الأخبار ولا تتحدث عن الأسهم مع أصدقائك 

البرامج الإخبارية التي تتابع الأسواق دقيقة بدقيقة ليست مفيدة جدًا عندما تتراجع الأسواق بقوة، لأن متابعة العديد من الأخبار السلبية في وقت قصير قد يؤثر على رؤيتك للأسهم ومستقبلها، وبالتالي قد تُصاب بالذعر وتقوم باتخاذ قرار قد يكلفك خسارة كبيرة.

تقول ليز ويستون، مؤلفة الكتب المالية مثل "Deal With Your Debt": "بمجرد حدوث التصحيح أو الانخفاض، قلل من تعرضك للأخبار المتعلقة بالسوق وتجنب التحقق من أرصدتك، يمكن أن يؤدي الخوف إلى ردود أفعال اندفاعية، مثل البيع في حالة الخسارة الكبيرة.. وتذكر إذا لم تبع أسهمك، فأنت لم تفقدها".

هذه الطريقة تعني أيضًا تجنب التحدث مع الأصدقاء المهووسين بالسوق، لأن قد يكون هذا هو الوقت المناسب لأخذ استراحة من الأحاديث المستمرة حول أسواق الأسهم.

 

  • عندما يتراجع السوق، ابق هادئًا 

يتحدث علماء السلوك عن الإدراك الحار والبارد Hot and Cold Cognition، يتضمن الإدراك البارد صياغة الأفكار واتخاذ خيارات عقلانية بناءً على الحقائق، لكن عندما نكون مضطربين، يبدأ الإدراك الساخن وتسيطر عواطفنا على قرارتنا.

إحدى طرق النجاح في التعامل مع التراجعات التي تحدث في السوق، هي اللحظة التي تحتاج فيها إلى التوقف عن التصرف والثقة في القرارات التي اتخذتها عندما كنت في حالة الإدراك البارد، والتي تتخذ فيها القرارات بطريقة عقلانية.

 

  • إجراء تعديلات بسيطة عندما يتراجع السوق 

لا يوجد سبب قد يمنعك من إعادة تقييم اختياراتك للأسهم السابقة بناءً على معلومات السوق الجديدة أثناء التراجعات.

على سبيل المثال، ربما كنت تؤمن بأسهم التكنولوجيا قبل خمس سنوات عندما قمت ببناء محفظتك، لكنك الآن بدأت تعتقد أنها تنطوي على مخاطرة كبيرة أو أن المنظمين الحكوميين على وشك تغيير بعض القواعد التي قد تؤثر على ربحية هذه الشركات.

كما يجب عليك أن تحاول قدر الإمكان الاستفادة من التراجعات التي تحدث، ولا تدع الأزمة تذهب دون أن تستفيد منها.

فقد يكون تراجع السوق فرصة لإعادة فحص خططك وتعديلها، هذا هو التفكير البارد في العمل كما ذكرناه في الفقرة السابقة، وهو مختلف تمامًا عن الدافع العاطفي للبيع بسبب يوم سيء في سوق الأسهم.

يجب أن تفكر في الأمر من منطلق آخر، أثناء التراجعات قد يكون هذا هو الوقت الأنسب للشراء في أسهم شركات كبيرة بأسعار رخيصة، مما يجعله الوقت المثالي لاقتناص الفرص.

مثلما يحدث أثناء أيام التخفيضات التي تقوم بها محلات الملابس، فأنت تذهب سريعًا لكي تحصل على ما تريده بأقل الأسعار، فكر في الأمر بهذه الطريقة عندما تحدث تراجعات حادة في سوق الأسهم.

 

  • لا تندم 

عندما ترى الأسواق تتراجع تبدأ في التفكير في البيع، ثم تتراجع عن الفكرة، ويأتي اليوم التالي وتجد الأسواق مُستمرة في التراجعات، فتندم بأنك لم تبيع في اليوم السابق.

أثناء التراجعات قد يكون من الصعب عليك مقاومة شعور الرغبة في فعل شيء ما.

في هذا الحالة يجب أخذ هذه الطاقة واستغلالها في البحث أو قراءة كتب عن تاريخ أسواق الأسهم والتراجعات التي حدثت بها، فكل ما حدث في السوق قد حدث سابقًا.

عندما تشعر بالندم على شيء، يصبح هذا الوقت لأخذ كل هذا الندم وتحويله إلى شيء مفيد.

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة