الدروس الخصوصية بالصين... اختبار" زيادة المواليد"

نشر
آخر تحديث

 بقلم: نهى علي

على مدار يومين في مطلع شهر يونيو من كل عام، تعتري الأجواء في الصين، حالة من الترقب والتوجس، قد يجوز اعتبارها "مناسبة وطنية"، لكنها قطعا أقل متعة من" العطلات الرسمية".

الأمر تلخصه كلمة Gaokao وهي اختصار لتسمية مطولة  تعني "امتحان القبول الوطني للتعليم العالي".

يعد الاختبار مصيريا من ناحية تحديد مستقبل الطالب التعليمي وتأثير ذلك على خياراته الوظيفية.

بسبب أهمية "الجاوكاو"، تتوقف على مدار يومي الاختبار، أعمال البناء بالقرب من قاعات الامتحان، وتتحول حركة مرور السيارات بعيداً عن المدارس، وتصبح سيارات الإسعاف على أهبة الاستعداد خارج القاعات، تحسباً لأية حالة انهيار عصبي، وتنشط دوريات الشرطة للمحافظة على الهدوء في الشوارع.

كما تستضيف البرامج الحوارية الخبراء بشؤون الامتحانات، لمناقشة المسائل المتعلقة بذلك الأمر المصيري.

بطبيعة الأحوال، لا تستبعد جهات مراقبة سير الامتحانات إمكانية اللجوء للغش، لذلك ُتستخدم طائرات بدون طيار لتحوم فوق المباني المدرسية، بحثاً عن أي إشارة راديو مرسلة إلى قاعة الامتحان، أو خارجة منها. كما تستخدم السلطات بصمة قزحية العين، ومطابقة بصمة الأصابع للتحقق من هوية الطلاب.

تحدد علامات "اختبار الرعب"، الفرص والمكاسب المحتملة للطالب في مقتبل حياته، أو الصعوبات التي ستواجهه.

تعتبر تلك النتيجة، الرقم الأكثر أهمية في حياة أي طالب صيني.  

وبسبب أهميته تصرف العائلات مبالغ طائلة على الدروس الخصوصية، حيث  يبلغ حجم ذلك السوق 100 مليار دولار.

 

الدروس الخصوصية في الصين ...ممنوعة من الربح!

بسبب كورونا وما جرته من تداعيات على مستويات الدخل، قررت الحكومة حظر الدروس الخصوصية في المواد الأساسية لتخفيف الأعباء عن الأسر.

وبحسب وكالة الأنباء الصينية شينخو، فإن بكين "منعت التدريس لغايات تحقيق الربح".

تضمنت القيود منع الشركات التي تقدم دروسًا خصوصية في المناهج الدراسية، طرح أسهمها للاكتتاب العام أو جمع رؤوس الأموال من الشركات المدرجة أو حتى تحقيق الأرباح.

وطالبت بكين تلك الشركات بالتحول إلى مؤسسات غير ربحية.

 

الدروس الخصوصية ومسؤولية تباطؤ نمو السكان

أورد البيان الحكومي في الصين أن "الدروس الخصوصية يجب أن تعمل في خدمة الصين وطلابها، وليس لمصلحة المدراء التنفيذيين ومستثمريهم".

لكن الهدف المتوسط المدى للسياسات الجديدة ،هو الحد من عدم المساواة التعليمية في الصين، خصوصا بالنسبة لشرائح الطبقة المتوسطة التي تنفق ما يزيد عن 15 ألف دولار سنويا على الدروس الخصوصية.

ذلك الشرط، يؤثر أيضا على قطاع العقارات، حيث ترتفع أسعار المنازل في المناطق التي تتواجد فيها مراكز التعليم.

في ذات الإطار، أعلنت سلطات مدينة بكين، أنه سيتعين على المدرسين تغيير أماكن عملهم، كل ست سنوات لمنع تركيز كبار المواهب فى عدد قليل فقط من المدارس.

كل تلك الإجراءات، تتماشى مع مخطط الحكومة لتخفيف الضغوط المالية عن الأسر، التي أسهمت في انخفاض معدلات المواليد.

أي أن الإجراءات تستهدف زيادة الحوافز للآباء، لإنجاب المزيد من الأطفال، باعتبار أن الصين تواجه منذ عقود تحدي تباطؤ النمو السكاني.

كنتيجة لذلك، تخلت عن سياسة الطفل الواحد.

 

ألعاب الإنترنت... ساعة واحدة فقط يوميا!

ليس فقط تخفيف الأعباء المالية هو ما طالته القرارات الحكومية، بل ترافق مع المطالبة بضرورة التقليل من الواجبات المنزلية.

أوردت وكالة "شينخوا" أن القانون الجديد، يجعل الحكومات المحلية مسؤولة عن ضمان تقليل الدراسة في المنزل، ويطلب من الآباء ترتيب وقت الراحة لأطفالهم، وبالتالي تجنب الإفراط في استخدام الإنترنت.

وكانت قد عملت العاصمة الصينية بكين على هذه القضية بشكل أكثر حزما خلال 2021، بدءًا من معالجة إدمان الشباب على الألعاب عبر الإنترنت،إلى تقليل ساعات الدراسة على الأجهزة اللوحية.

استنادا على ما تقدم حددت وزارة التعليم ساعات اللعب عبر الإنترنت "للقصر"، بساعة واحدة فقط في أيام الجمعة والسبت والأحد .

إذا هل سينعكس تطبيق كل تلك الإجراءات التخفيفية على اختبار الجاوكاو؟

وهل ستلجأ بكين لإرسال الطلاب في رحلات ميدانية للطبيعة، كما حصل في عهد الرئيس السابق" ماوتسي تونغ"، الذي أوقف ذلك الاختبار،  بهدف إرسال الطلبة  إلى مناطق ريفية للحصول على علم من القرويين.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة