هل تنجح المساعي الأوروبية لاستبدال جزء من إمدادات غاز روسيا عبر مصر وإسرائيل؟

بقلم فاروق يوسف/ محرر في CNBC عربية

 

تتطلع دول أوروبا لاستبدال الإمدادات الروسية من النفط والغاز عبر الاعتماد على زيادة إنتاجية وصادرات دول شرق المتوسط، والتي تحاول بدورها أيضاً تحقيق هذا الهدف.

استضافت القاهرة الاجتماع الوزاري السابع لمنتدى غاز شرق المتوسط، والذي حضره وزراء ورؤساء وفود الدول الأعضاء الدائمين من قبرص واليونان وإسرائيل وإيطاليا وفرنسا وفلسطين والأردن.

هذا بالإضافة إلى ممثلين عن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والبنك الدولي كأعضاء مراقبين، بالإضافة إلى مفوضة الطاقة والمناخ بالاتحاد الأوروبي والأمين العام للمنتدي أسامة مبار.

 

هل حدث شيء؟

 

لم يكن اجتماع اليوم مقتصراً على مناقشات وتوصيات فحسب، بل شهد توقيع ثلاثي صباح اليوم بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي بشأن التعاون فى مجال تجارة ونقل وتصدير الغاز الطبيعى تحت مظلة منتدى غاز شرق المتوسط، ما يعتبره الكثير ضمن مساعي الاتحاد الأوروبي لتأمين احتياجاتها من الغاز.

ولم يناقش اجتماع منتدى غاز شرق المتوسط إمكانية زيادة إنتاج الغاز وتصديرها إلى أوروبا فقط، بل تطرق أيضاً إلى مبادرات خفض الانبعاثات ونزع الكربون فى إطار السعي نحو تحقيق تحول طاقى ونمو مستدام.

 

ما الهدف؟

 

 

أوضحت المتغيرات الحالية وتحديداً التوترات الجيوسياسية "الأهمية البالغة" لمنتدى غاز شرق المتوسط، ودوره فى تأمين جانب من إمدادات الطاقة، هكذا نظرة وزير البترول والثروة المعدنية طارق الملا.

وقال الملا "يتوافر بمنطقة شرق المتوسط إمكانات لإنتاج الغاز لها القدرة على زيادة التصدير إلى أوروبا من خلال التسهيلات المتاحة وهى إمكانيات يتم العمل عليها حالياً".

 

 

محاولات لتأمين الإمدادات إلى أوروبا

 

 

وزيرة الطاقة القبرصية ناتاشا بيلديس قالت في كلمتها: "نحاول إيجاد حلول مناسبة لتأمين الطاقة على المستويين الدولي والإقليمي، خاصة وأن السوق الأوروبي يحتاج إلى تأمين إمدادت من شرق المتوسط".

تابعت ناتاشا، أن منتدى غاز شرق المتوسط يهدف إلى استغلال الموارد الإقليمية، وهو ما سيلعب دوراً كبيراً في دعم وتعزيز إمدادات الغاز وتنمية الاحتياطيات ونقل الإمدادات عبر دول العبور إلى دول أوروبا.

الأحداث الجيوسياسية فى شرق أوروبا أثرت بشدة على صناعة الطاقة وأصبحت هناك تحديات أمام الجميع ويجب إيجاد حلول لمواجهتها والمساهمة فى تأمين إمدادات الطاقة، بحسب وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار.

قالت الحرار، إن هناك صادرات غاز لأوروبا من إسرائيل تحت مظلة منتدى شرق المتوسط.

وأضافت أن الغاز الطبيعي يتميز بانخفاض الانبعاثات، لذا يجب القيام بدور هام للتحول لطاقات جديدة ومتجددة، والتوسع فى استخدام الهيدروجين خاصة الهيدروجين الأخضر باعتباره وقود المستقبل.

 

 

أمن الطاقة يحتم بضرورة البحث عن مصادر جديدة

 

 

بعدما ازدادت حدة التوترات الجيوسياسية وتحديداً الحرب الروسية الأوكرانية، بات أمن الطاقة يحتم ضرورة البحث عن مصادر جديدة، بحسب وزير البيئة والطاقة اليوناني، كوستاس سيكريكاس.

قال سيكريكاس، إن دول شرق المتوسط يمكن أن تدعم أوروبا في مساعيها لتأمين موارد آمنة ومستقرة للطاقة.

الاعتماد على مصر وقبرص وإسرائيل

وزير الطاقة اليوناني قال إن مصر وقبرص وإسرائيل سيكونوا موردين يُعتمد عليهم لإمداد أوروبا.

"من المهم تنمية وتكثيف أعمال الاستكشاف والإنتاج والتصدير وزيادة الاستثمار في رفع كفاءة الطاقة والتقاط وتخزين الكربون وإنتاج الهيدروجين" هكذا أضاف، متابعاً أن بلاده –اليونان- تزيد استثماراتها في تلك المجالات.

في غضون ذلك، اعتبر وزير الطاقة والثروة المعدنية الأردني، صالح الخرابشة، أن دول غاز شرق المتوسط نجحت في فتح أسواق جديدة للغاز.

وطالب الخرابشة، بأهمية الإسراع في عملية التحول الطاقي من خلال التوسع في استخدامات الغاز والهيدروجين.

 

 

ما دور فلسطين؟

 

 

فلسطين لم تستطع تنمية مواردها بالرغم من اكتشافها للغاز منذ 20 عاماً، وفق مستشار الرئيس الفلسطينى للشئون الاقتصادية، محمد مصطفى، والذي طالب أيضاً المسئولين الإسرائيليين باحترام حقوق فلسطين في تنمية مواردها وأن يكون هناك احتراماً متبادلاً بين الطرفين ودعماً للتعاون الإقليمي.

وقالت وكيل وزارة التحول البيئي الإيطالية، فانيا جافا، إن دول شرق المتوسط تتبنى استراتيجية تساهم في انتعاش سوق الغاز، خاصة بعدما لعبت الاكتشافات الجديدة والمؤخرة دوراً في تنويع مصادر وتأمين إمدادات الطاقة.

كادرى سيمسون مفوضة الطاقة والمناخ بالاتحاد الأوروبي، وصفت اجتماعات واتفاقيات دول شرق المتوسط بـ"الهامة"، قالت إنها جاءت في وقت يبحث فيه الاتحاد عن تنويع مصادر إمدادات الطاقة.

أضافت أن إمدادات الغاز من شرق المتوسط عبر مصر تعمل على تأمين جانب من تلك الإمدادات، وأن الاتحاد الأوروبي "داعم قوى" للمنتدى وأهدافه.