وراء كل رائد أعمال ناجح قائمة بالكتب التي ساعدته على تجاوز تعقيدات إدارة الأعمال والعيش حياة مستقرة.

بينما تبرز الكتب الحديثة مثل "Shoe Dog" لفيل نايت، و "Principles" لراي داليو، و "Start with Why" لسيمون سينك باعتبارها عددًا قليلاً من الكتب المفضلة لكبار المديرين التنفيذيين، يتفق وارن بافيت وبيل غيتس على أن أفضل كتاب أعمال على الإطلاق كتب قبل 50 عاماً.

عندما التقى بافيت وغيتس لأول مرة في عام 1991، طلب غيتس من بافيت أن يوصي بكتاب الأعمال المفضل لديه، ورشح الرئيس التنفيذي لشركة Berkshire Hathaway كتاب "Business Adventures" بقلم جون بروكس.

وكتب غيتس في مدونته عام 2014، "بعد أكثر من عقدين من إعطائي بافيت الكتاب - وبعد أكثر من أربعة عقود من نشره لأول مرة – ظل "Business Adventures" أفضل كتاب أعمال قرأته على الإطلاق، ولا يزال جون بروكس كاتب الأعمال المفضل لدي".

 

كتاب Business Adventures

يُعد كتاب Business Adventures بمثابة حاجز أمام اختبار الزمن، فالكتاب عبارة عن مجموعة من 12 قصة - نُشرت سابقًا في The New Yorker، حول بعض أهم الأحداث في الشركات الأميركية في القرن العشرين، وكل قصة بمثابة شرح لكيفية تغيير لحظة معينة في التاريخ شركة بأكملها.

ولكن ما يجعل الكتاب رائعًا، هو أنه يمكن أن يجذب القراء الذين لا يهتمون حتى بطبيعة عمل الشركات، إنه يقدم منجم ذهب من الدروس حول الناس والحياة.

فيما يلي أهم دروس من كتاب "Business Adventures"

 

1. عندما تصبح غير قادر على التغيير تصبح عديم الفائدة

في كتابه، يكتب بروكس عن واحدة من أكبر إخفاقات شركة Ford، وهي سيارة Ford Edsel عام 1958، والتي كانت تنوي شركة صناعة السيارات أن تكون السيارة الجديدة للأميركيين من الطبقة المتوسطة.

أشار بروكس إلى أن شركة Ford أرادت صنع سيارة تناسب احتياجات الجمهور الأميركي، لذلك استطلعت آراء السكان لمعرفة ما يريدون أكثر.

كانت Ford غير موافقة مع نتائج الاستطلاع وانتهى بها الأمر إلى السير في طريقة عمل خاصة، بهدف لفت انتباه المجتمع، وبدأت في تسويق السيارة قبل عام واحد من اكتمالها، وفي يوم الإطلاق، تم تسليم السيارات مع تسريبات زيت، كما تم الاستهزاء بها لأنها باهظة الثمن وتستهلك الكثير من الغاز.

لذلك أعطى بروكس أول دروسه، وهي عندما تتوقف عن الاهتمام بالتغيرات في المجتمع والاحتياجات البشرية، فإنك تتخلف عن الركب وتصبح عرضة للمنافسين.

 

2. الفشل ليس بالشيء السيئ.. تقبله وتعلم منه وتجاوزه

أدى فشل سيارة Edsel إلى خسارة شركة Ford نحو 350 مليون دولار.

ومع ذلك، لم يتحمل المسؤولون التنفيذيون في شركة Ford أية مسؤولية عن إخفاقاتهم، بل زعموا أنهم فعلوا كل شيء بشكل صحيح.

أثناء كتابة القصة، قال بروكس إن مدير التسويق أخبره أن العملاء هم المخطئون، حيث قال "ما اشتروه لعدة سنوات شجع الصناعة على بناء هذا النوع من السيارات بالضبط، لقد أعطيناهم إياهم، ولن يأخذوه.. حسنًا، ما كان يجب عليهم التصرف على هذا النحو".

غالبًا ما يعتقد الناس إذا فشلت، سأفقد شيئًا مهمًا للغاية - مثل الالتحاق بكلية جيدة، أو العمل في شركة رائعة، والحصول على ترقية، وكسب الكثير من المال وما إلى ذلك، لكن التعلم من أخطائنا هو أحد أعظم أدوات التعلم؛ إنه يعطينا معلومات حول ما يتعين علينا القيام به بشكل مختلف لتحقيق النجاح في الحياة.

 

3. لا تقلل من أهمية ثقافة الشركة وقيمها

هذا درس قوي لأي شخص - سواء كنت مؤسسًا أو مديرًا أو موظفًا أو باحثًا عن عمل.

يصف بروكس مؤسس شركة Xerox جوزيف سي ويلسون بأنه سابق لعصره في الستينيات بسبب الطريقة التي أعطى بها الأولوية لبناء ثقافة عمل مُتعاونة، مما جعل من واجبه التبرع بملايين الدولارات للجمعيات الخيرية والجامعات.

اليوم، أكثر من أي وقت مضى، يقدر الموظفون الوحدة والهدف في الشركة - وهم لا يخشون ترك أو رفض عرض عمل من شركة ذات سمعة سيئة، من المرجح أن يؤدي وجود ثقافة شركة جيدة إلى زيادة الإنتاجية والتحفيز، بالإضافة لتقليل المشكلات بين الموظفين وتقليل معدل دوران الموظفين أيضًا.

ضع ذلك في الاعتبار إذا كنت باحثًا عن عمل، فالانضمام إلى شركة ذات ثقافة فقيرة لن يجعلك سعيدًا على المدى الطويل.