وسط طرق وعرة.. هل تنجح تسلا في إعادة شحن طاقتها والعودة إلى المسار؟

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

تبدأ شركة تسلا موسم أرباح التكنولوجيا يوم الثلاثاء، في ظل خلفية "سلبية" لصانع السيارات الكهربائية التي تواجه موجات من التحديات المتصلة، لا سيما في ظل ارتباط رئيسها التنفيذي، إيلون ماسك، بالإدارة الأميركية.

انخفض السهم بنسبة 40% خلال العام حتى الآن، بعد أن أنهى أسوأ ربع سنوي له منذ عام 2022 في مارس/ آذار. وتمثل التحدي الأكبر في انشغالات ماسك العديدة خارج نطاق تسلا، وأبرزها عمله في تقليص ميزانية الحكومة الفيدرالية في ظل إدارة ترامب.

تُشكّل الرسوم الجمركية أزمة حقيقية أيضاً؛ إذ تعتمد الشركة على موردين في المكسيك والصين لتوفير سلع مثل زجاج السيارات، ولوحات الدوائر المطبوعة، وخلايا البطاريات، من بين قطع غيار أساسية أخرى لإنتاج سياراتها. وقد سعت تيسلا للحصول على إعفاء من الممثل التجاري الأميركي للمعدات المستوردة من الصين والتي تستخدمها في مصانعها.

في مكالمة أرباح الربع الرابع التي عقدتها الشركة في يناير/كانون الثاني، حذر المدير المالي لشركة تسلا فايبهاف تانيجا المساهمين من أن الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة ترامب سيكون لها ”تأثير على أعمالنا وربحيتنا".

في الربع الأول، يتوقع المحللون نموًا في الإيرادات بأقل من 1% مقارنةً بالعام السابق، يليه انخفاض طفيف على أساس سنوي في الربع الثاني. ويتطلع المستثمرون لمعرفة ما إذا كان ماسك قادراً على توضيح مدى تكلفة الرسوم الجمركية مستقبلاً.



تحديات وجودية

واجهت شركة تسلا خلال مسيرتها جملة من التحديات الوجودية التي كادت أن تعصف بمكانتها في سوق السيارات الكهربائية، بدءاً من اقترابها من شفير الإفلاس، مروراً بسلسلة استقالات في الإدارة التنفيذية العليا، ووصولاً إلى خضوعها لتحقيقات رسمية من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية (SEC).

 وعلى الرغم من هذا المسار المليء بالعقبات، ظلت الشركة صامدة تحت قيادة إيلون ماسك، الذي لم يتردد في اتخاذ قرارات تصحيحية حاسمة في اللحظات الحرجة.

مع بروز ارتباط ماسك بإدارة كفاءة الحكومة الأميركية منذ بداية الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، شهدت تسلا تحدياً من نوع مختلف، تمثل في موجة اعتداءات استهدفت وكلاءها ومركباتها الكهربائية التي يملكها أفراد؛ اعتراضاً على سياسات ماسك.



هذه التطورات أذكت المخاوف بشأن الضرر الذي قد يلحق بصورة العلامة التجارية، وخصوصاً أن ذلك تزامن مع تراجع ملحوظ في أرقام تسليمات الربع الأول من العام، ما طرح تساؤلات جوهرية حول قدرة تسلا على الحفاظ على زخمها وسط تقلبات السوق وصورة قائدها المثير للجدل.

ومع أن كثيرين يعتقدون بأن ما تمر به تسلا هذه المرة يمثل منعطفاً غير مسبوق في تاريخها، إلا أن هناك وجهة نظر مغايرة تراهن على قدرة ماسك في إعادة تموضع الشركة مرة أخرى؛ ذلك أن الرجل الذي قاد تسلا عبر العواصف يعرف متى يتراجع، ومتى يهاجم، وقدرته على المناورة ليست محل شك.

ومع ذلك فـ "لطالما عرف ماسك كيف يعيد تصويب المسار في اللحظة المناسبة"، وفق الرئيسة التنفيذية ومديرة الاستثمار في شركة Laffer Tengler Investments ، نانسي تانغلر، في مذكرة شاركتها مع CNBC عربية الاثنين 21 أبريل/ نيسان.
ومن ثم فإن التحدي اليوم ليس في حجم الضرر، بل في كيفية استعادة ثقة السوق، وتأكيد أن الهوية الابتكارية للشركة لا تزال قادرة على تجاوز الأزمات مهما بلغت حدتها.

تأثير الرسوم

وبينما تترقب السوق نتائج أعمال الشركة عن الربع الأول من العام، يوم الثلاثاء، تشير تانغلر إلى أن "السوق ترى بوضوح أن الضرر الذي لحق بالعلامة التجارية حقيقي وله أثر كبير".

وتوضح أن  "تركيز المستثمرين سينصب على مدى مشاركة ماسك في المكالمة وتوجيهاته بشأن إدارة كفاءة الحكومة.. أما نحن الذين درسنا شخصية ماسك جيداً، فندرك أنه لا يتراجع إلا إذا وجد سبباً وجيهاً، من وجهة نظره هو.. فلقد قال ذات مرة: (أنا مبرمج على القتال، ببساطة).. إن نقاط قوته هي أيضاً نقاط ضعفه.. ذلك التركيز المتواصل على الابتكار والكفاءة في شركاته هو ما قاد إلى تحقيق إنجازات لم يتمكن الآخرون من الوصول إليها"، وتستطرد: "أتفهم خيبة أمل السوق من رئيس تنفيذي يصعب وضع نموذج مالي له".

كانت أعمال تسلا تعاني بالفعل من ضغوط قبل أن تُعصف الرسوم الجمركية وعدم اليقين بالأسواق. في أوائل أبريل، أعلنت الشركة عن تسليم 337 ألف سيارة في الربع الأول، بانخفاض قدره 13% عن العام السابق. ولكسب ثقة العملاء في مواجهة ردود الفعل السلبية التي أثارها ماسك، ولتشجيعهم على شراء السيارات المتوفرة عند طرح طراز Y الجديد، اضطرت الشركة إلى تقديم مجموعة من الحوافز والخصومات في الربع الأول.

في الأسبوع الماضي، قام محللو شركة بايبر ساندلر بمراجعة هدف سعر تسلا بالخفض، قائلين بعد فشل عمليات التسليم في الربع الأول إن ”الهامش الإجمالي يتجه على الأرجح نحو أدنى مستوياته في عدة سنوات، بحسب CNBC.

ما الذي تنتظره السوق؟

وفي هذا السياق، تشير تانغلر إلى أبرز ما يترقبه المستثمرون في المرحلة المقبلة، بما في ذلك توقيت طرح نظام الدفع الذاتي في أوستن هذا الصيف، وتوقيت تسليم السيارة منخفضة التكلفة، وكيف قد تؤثر التعرفات الجمركية، وأخيراً، ما هو مسار النمو للعام 2025.

اقرأ أيضاً: تسلا تؤجل إطلاق سيارتها المنخفضة التكلفة في الولايات المتحدة

وتقول الرئيسة التنفيذية ومديرة الاستثمار في شركة Laffer Tengler Investmentsفي هذا السياق: "ستكون أيضاً التوجيهات الخاصة بروبوت أوبتيموس بمثابة الإضافة الأخيرة".

"أوبتيموس" (Optimus) هو الاسم الذي أطلقه إيلون ماسك على مشروع الروبوت البشري (Humanoid Robot) الذي تطوره شركة تسلا. يُعرف أيضاً باسم Tesla Bot.

وفي تقييمها بشأن ما ينتظر تسلا، تشير إلى أن البعض يقول إن الضرر بالعلامة التجارية دائم، لكنها تعتقد  بأنه "قابل للإصلاح"، وأن ما سيحدد ذلك هو "الخطوة التالية لماسك"، لافتة إلى أن  "الجمهوريون أيضاً يشترون تسلا". ووفقاً لمنهجيتها المعتمدة في التقييم،  والمبنية على "نسبة السعر إلى المبيعات المقارنة"، فإن السهم يُعد رخيصاً حالياً.

تقلب

وبحسب كبير الاستراتيجيين العالميين في فريدوم كابيتال ماركتس، جاي وودز، فإن تسلا لا تزال واحدة من أكثر الأسهم تقلبًا وتداولًا في العالم. وقد جعل التوجه السياسي لإيلون ماسك هذا السهم مثار جدل.

تستمر المبيعات في الانخفاض - خاصة في أوروبا - ويبدو أن تركيز ماسك مُنصبّ على العديد من المجالات الأخرى. وسيكون من المثير للاهتمام معرفة كيف ستبدو الأرقام، وما هي التوجيهات، إن وُجدت، التي قد تُقدّم عند صدورها بعد ظهر الثلاثاء.

ويضيف في مذكرة شاركها مع CNBC عربية: من الناحية الفنية، شهدت الأسهم انعكاسًا كاملاً منذ ارتفاعها الذي أعقب الانتخابات، وهي الآن على أهبة الاستعداد للتحرك مجددًا. هذا التحرك ليس مثالياً للمتفائلين، حيث تم اختراق مستويات دعم رئيسية، والاتجاه على المدى القريب هبوطي، والاتجاه طويل المدى متقلب.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة