كشف مسؤولون من أوروبا وأوكرانيا، لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، عن استعداد الولايات المتحدة لتوفير أصول استخباراتية ومراقبة ميدانية لأي خطة أمنية غربية لأوكرانيا ما بعد الحرب، والمشاركة في درع دفاع جوي بقيادة أوروبية لكييف.
وأبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب القادة الأوروبيين الأسبوع الماضي أن الولايات المتحدة ستكون جزءاً من "تنسيق" الضمانات الأمنية لأوكرانيا ما بعد الحرب، وهو أمر طالبت به كييف لردع أي هجوم مستقبلي من روسيا بعد أي اتفاق سلام.
ومنذ ذلك الحين، أبلغ مسؤولون أميركيون كبار نظراءهم الأوروبيين في مناقشات متعددة أن الولايات المتحدة ستكون جاهزة للمساهمة بـ "ممكنات استراتيجية" تتضمن: الاستخبارات، والمراقبة والاستطلاع، والقيادة والتحكم، وأصول الدفاع الجوي لتمكين أي انتشار بري بقيادة أوروبية، وفقاً لما ذكره أربعة مسؤولين مطلعين على المحادثات للصحيفة البريطانية.
اقرأ أيضاً: هل قدمت روسيا تنازلات كبيرة للوصول إلى اتفاق السلام في أوكرانيا؟
وتعهد ما يسمى بـ "تحالف الراغبين"، بقيادة المملكة المتحدة وفرنسا، بحماية أوكرانيا ما بعد الحرب في حالة أي عدوان روسي في المستقبل.
لكن مسؤولين أوروبيين أقروا سراً، بحسب الصحيفة، بأن أي نشر لقوات لا يمكن أن يتم إلا بدعم أميركي لتمكين القوات الأوروبية والإشراف عليها وحمايتها.
أبرز تفاصيل العرض
ذكر المسؤولون، الذين تحدثوا للصحيفة البريطانية، أن الولايات المتحدة تزود كييف بالفعل بصواريخ باتريوت للدفاع الجوي، لكن الدعم الذي سيقدم بعد الحرب سيتضمن طائرات أميركية وخدمات لوجستية وراداراً أرضياً يدعم ويمكّن منطقة حظر طيران ودرع جوي ستفرضها أوروبا على البلاد.
وبموجب أي اتفاق سلام، ستتيح قدرات الولايات المتحدة المتفوقة للغاية في مجال الاستخبارات والمراقبة والقيادة والتحكم مراقبة وقف إطلاق النار عبر الأقمار الصناعية، والتنسيق الفعال للقوات الغربية في البلاد، بحسب الصحيفة.
وحذر المسؤولون من أن العرض الأميركي، الذي تم التعبير عنه في سلسلة من الاجتماعات بين مسؤولي الأمن القومي والقادة العسكريين من الولايات المتحدة ودول أوروبية كبرى في الأيام الأخيرة، مشروط بالتزامات من العواصم الأوروبية بنشر عشرات الآلاف من القوات في أوكرانيا.
اقرأ أيضاً: زيلينسكي يشترط حصول أوكرانيا على ضمانات أمنية قبل لقاء بوتين
وقالوا للصحيفة إنه لا يزال من الممكن إلغاؤه. لكن هذا يمثل تحولاً كبيراً في موقف إدارة ترامب - التي استبعدت في وقت سابق من هذا العام أي مشاركة أميركية في حماية أوكرانيا بعد انتهاء الصراع. وعزز ذلك موقف المسؤولين الأوروبيين الذين أمضوا شهوراً في الضغط على واشنطن لتقديم المزيد من الدعم لكييف.
ودفع ترامب روسيا وأوكرانيا للتوصل إلى اتفاق سلام، لكن موسكو وكييف لا تزالان متباعدتين بشأن تفاصيل رئيسية، بما في ذلك السيطرة الإقليمية بعد الحرب والضمانات الأمنية. وأصر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن أي ضمانات من هذا القبيل يجب أن تتضمن مشاركة بلاده، وهو أمر مرفوض تماماً بالنسبة لأوكرانيا.
الولايات المتحدة تعارض نشر قوات أميركية
نقلت الصحيفة عن المصادر قولهم إن الولايات المتحدة لا تزال تعارض نشر قواتها في أوكرانيا. ويشكك مسؤولون آخرون في إدارة ترامب، بمن فيهم وزير الدفاع بيت هيغسيث، في أي مشاركة في ضمانات ما بعد الحرب خوفاً من جر واشنطن إلى صراع مستقبلي.
ووضعت العواصم الغربية خطة تقريبية تتضمن إنشاء منطقة منزوعة السلاح في أوكرانيا، ربما تحرسها قوات حفظ سلام محايدة من دولة ثالثة متفق عليها بين كييف وموسكو.
اقرأ أيضاً: البيت الأبيض: يمكننا المساعدة في تنسيق الضمانات الأمنية لأوكرانيا
وقال ثلاثة من المسؤولين للصحيفة إن حدوداً أكثر متانة خلف تلك المنطقة ستدافع عنها قوات أوكرانية مسلحة ومدربة من جيوش حلف الناتو.
وبعد ذلك، سيتم نشر قوة ردع بقيادة أوروبية في عمق أوكرانيا كخط دفاع ثالث، مع دعم القوات الأميركية لها من الخلف.
ولكن حتى مع الدعم الأميركي المحتمل، لا يزال الرأي العام والسياسيون في العديد من الدول الأوروبية قلقين بشأن احتمال نشر قوات في أوكرانيا.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي