أعلنت مجموعة «إنديتكس» الإسبانية، المالكة لسلسلة «زارا»، عن تباطؤ نمو إيراداتها في الربع الثاني من العام، متأثرةً بتداعيات الرسوم الجمركية وقوة الدولار التي أضرّت بأعمالها في الولايات المتحدة، ما أطال أمد التراجع لأكبر شركة أزياء في العالم.
وقالت «إنديتكس» يوم الأربعاء إن مبيعاتها ارتفعت بنسبة 1.7% على أساس سنوي لتصل إلى 10.08 مليار يورو في الأشهر الثلاثة المنتهية في يوليو تموز، بعد نمو بنسبة 1.5% في الربع السابق. وكان المحللون قد سلّموا بانتهاء حقبة الأداء الاستثنائي للشركة، لكنهم توقعوا نمواً أسرع عند 3.4%.
وفي النصف الأول من العام، سجّلت المجموعة انخفاضاً بنسبة 3.8% في مبيعاتها بمنطقة الأميركيتين —بما في ذلك الولايات المتحدة التي تُعد ثاني أكبر مصدر لإيراداتها— عازيةً ذلك إلى «تعقيدات» الأسواق.
اقرأ أيضاً: للتخلص من إرباك اختيار ملابس العمل.. اتبع هذه النصائح لتسهيل المهمة
وقال غوركا غارسيا-تابيا، مدير علاقات المستثمرين في «إنديتكس»، للمحللين إنّ هذه الإشارة تتعلّق «بالرسوم الجمركية والحروب التجارية والتقلّبات الكبيرة في أسعار الصرف خلال الفترة الماضية».
الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض رسوماً جمركية على عدد من شركاء بلاده التجاريين، بما في ذلك ضريبة بنسبة 15% على السلع المستوردة من الاتحاد الأوروبي. ومنذ توليه منصبه لولاية ثانية في يناير كانون الثاني، تراجع الدولار بنسبة 12% مقابل اليورو.
وتُعد «إنديتكس»، المالكة أيضاً لعلامات مثل «ماسيمو دوتي» و«بيرشكا»، من أفضل شركات الأزياء العالمية أداءً منذ جائحة «كوفيد-19»، حيث اعتادت تحقيق نمو فصلي في المبيعات يفوق 10%.
ورغم التباطؤ هذا العام، وجد المستثمرون بعض الطمأنينة في بقاء هامش الربح الإجمالي للشركة مستقراً عند 58.3% في النصف الأول، من دون أن تُعدّل المجموعة توقعاتها الخاصة.
وقال محللو «جيفريز» إنّ ربحية المجموعة أثبتت «قدرة على الصمود»، فيما ارتفع سهم «إنديتكس» بنسبة 6% بعد إعلان النتائج، بعدما كان قد تراجع بشكل حاد منذ التقرير السابق للأرباح.
اقرأ أيضاً: ملتيبلاي تعلن استكمال استحواذها على حصة مسيطرة في شركة ملابس أوروبية
كما رحّب السوق ببيان حول أحدث التطورات، إذ أعلنت «إنديتكس» أنّ مبيعاتها ارتفعت بنسبة 9% بين الأول من أغسطس آب والثامن من سبتمبر أيلول وفقاً لأسعار صرف ثابتة، أي بعد استبعاد أثر تقلبات العملات. واعتبر محللو «جيه بي مورغان» هذه النتائج «مشجعة للغاية».
وأشار غارسيا-تابيا إلى أنّ انتشار متاجر المجموعة في 97 دولة، إلى جانب نموذج التوريد الجغرافي المتنوّع، وفّر لها حماية نسبية من أثر الرسوم الأميركية وأكسبها «مرونة» في التكيّف. وتستورد الشركة ما يقارب نصف منتجاتها من إسبانيا والبرتغال وتركيا والمغرب، وهي دول تواجه رسوماً أقل من تلك المفروضة على كبار منتجي الملابس مثل الصين وفيتنام وبنغلاديش.
ومع ذلك، شكّلت الولايات المتحدة عبئاً على المجموعة، إذ إنّ ضعف الدولار قلّص مساهمة منطقة الأميركيتين ككل في المبيعات المُقوّمة باليورو. فقد مثّلت المنطقة 17.8% من الإيرادات في النصف الأول من 2025، انخفاضاً من 18.8% في الفترة نفسها من العام الماضي.
أما السوق الإسبانية — وهي الأكبر للمجموعة وفيها أكثر من ألف متجر — فقد رفعت حصتها إلى 15.5% من المبيعات مقارنة بـ14.7% العام الماضي، بينما ارتفعت حصة بقية أوروبا إلى 50.7% من 49.9%.
وعلى الرغم من تراجع الإيرادات في الأميركيتين وآسيا، قال الرئيس التنفيذي لـ«إنديتكس»، أوسكار غارسيا ماسيرايس، إنّ «جميع المناطق الجغرافية سجلت تطوراً إيجابياً في المبيعات عند احتسابها وفق أسعار صرف ثابتة». وأضاف أنّ المجموعة ماضية قدماً في خططها لافتتاح متاجر جديدة في الولايات المتحدة، بما في ذلك متجر في مدينة شارلوت بولاية نورث كارولاينا العام المقبل، ليكون المتجر الأول لها في الولاية السادسة والعشرين ضمن السوق الأميركية.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي