"زيادة متواضعة بإنتاج النفط في نوفمبر".. كيف يؤثر قرار "أوبك+" على الأسواق؟ (خاص CNBC عربية)

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

تشهد سوق النفط العالمية عوامل متشابكة مؤثرة على تقديرات الأسعار على المديين القصير والمتوسط، في ضوء تصاعد الضغوط السلبية قصيرة الأجل والتوقعات المتفائلة على المدى الأبعد،  ومع تداخل معقّد للعوامل الجيوسياسية والاقتصادية.

في الوقت الذي تستمر وفرة الإمدادات في كبح جماح الأسعار، تتزايد في المقابل رهانات المستثمرين على أن أي اضطراب مفاجئ في مسار الشحن أو الإمداد تبعاً للاضطرابات الجيوسياسية الحالية قد يعيد بدوره إشعال موجة ارتفاعات جديدة، خصوصاً مع تصاعد المخاطر في مناطق الإنتاج الحيوية.

ووسط مخاوف تفرض نفسها على الأسواق فيما يخص "وفرة وشيكة للمعروض"، أقر تحالف أوبك+ الأحد 5 أكتوبر/ تشرين الأولرفع إنتاج النفط في نوفمبر/ تشرين الثاني بزيادة متواضعة جديدة تبلغ 137 ألف برميل يومياً.

رفع التحالف، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وشركاء بقيادة روسيا،  أهدافه لإنتاج النفط بأكثر من 2.7 مليون برميل يوميا هذا العام، أي ما يقارب 2.5 % من الطلب العالمي.

يهدف هذا التحول في سياسة الإنتاج بعد تخفيضات لسنوات إلى استعادة حصة السوق من منافسين مثل منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة.

رئيس Rapidan Energy Group، بوب ماكنالي، يقول لـ CNBC عربية: كان قرار اليوم حذراً للغاية، إذ لن يزيد العرض إلا بحوالي 65,000 برميل يومياً، أي نصف الزيادة الرئيسية البالغة 137,000 برميل يومياً.. كما يدحض هذا القرار التقارير الصحافية الصادرة في وقت سابق من الأسبوع الماضي التي أشارت إلى احتمالية رفع الأسعار لفترة أطول".

ويضيف: فيما يتعلق بتأثيره على الأسواق، فرغم صغر حجم الزيادة، فإن أي زيادة قد تُعزز الشعور السلبي، الذي بدأ يتزايد مع ظهور بوادر تخفيف في السوق.

ويستطرد: تتوقع رابيدان أن سوق النفط تنتقل من شح العرض إلى فائض كبير. وإذا تأكدت وجهة نظرنا من خلال المزيد من البيانات والأسعار المستقبلية، فإن قرار اليوم، على الرغم من صغر حجمه، قد يُحفز عمليات بيع من قِبل تجار النفط.

سوق النفط تنتقل من شح العرض إلى فائض كبير.. وإذا تأكدت وجهة نظرنا من خلال المزيد من البيانات والأسعار المستقبلية، فإن قرار اليوم، على الرغم من صغر حجمه، قد يُحفز عمليات بيع من قِبل التجار

رئيس Rapidan Energy Group، بوب ماكنالي، يقول لـ CNBC عربية

وكانت أسعار النفط، قد مُنيت بخسائر قوية الأسبوع الماضي، لتتراجع العقود الآجلة للخام الأميركي بنحو  7.34% (في أسبوع) مُسجلة 60.88 دولار للبرميل الجمعة،. كما سجلت العقود الآجلة لخام برنت خسائر أسبوعية بنحو 8% لتصل إلى 64.53 دولار للبرميل.

يقول رئيس شركة Lipow Oil Associates الأميركية، آندي ليبو لـ CNBC عربية، إن قرار أوبك+ بزيادة الإنتاج في نوفمبر بمقدار 137 ألف برميل يومياً كان متوقعاً من قبل السوق، مع استمرار التحالف في استعادة تخفيضات الإنتاج الطوعية، مشيراً إلى أنه "من المتوقع أن تكون كمية إنتاج النفط التي ستُضخ في السوق أقل من المعلن عنها". وينتج بعض أعضاء أوبك+ بالفعل بكامل طاقتهم، بينما يُطبق آخرون تخفيضات تعويضية لتعويض تجاوز الحصص السابقة.



فائض العرض

وفي تحليله لوضع السوق، يضيف: "لا تزال سوق النفط تعاني من فائض في المعروض، مع زيادة الإنتاج في أميركا الشمالية والجنوبية، واستئناف صادرات النفط من كردستان العراق، إلى جانب الصيانة الموسمية للمصافي التي تُضعف الطلب، مما سيُبقي الأسعار تحت الضغط خلال الأشهر القليلة المقبلة".

ورغم عدم حدوث أي انقطاع كبير في إمدادات النفط بسبب الأحداث الجيوسياسية خلال الأشهر القليلة الماضية، إلا أن السوق -بحسب ليبو- تُدرك تماماً أن هجمات الطائرات المُسيّرة الأوكرانية تُؤثر على صناعة النفط الروسية، وقد يكون الأمر مسألة وقت فقط قبل أن تؤثر هذه الهجمات على قدرة روسيا على تصدير النفط الخام.

لا تزال سوق النفط تعاني من فائض في المعروض، مع زيادة الإنتاج في أميركا الشمالية والجنوبية، واستئناف صادرات النفط من كردستان العراق

رئيس شركة Lipow Oil Associates الأميركية، آندي ليبو لـ CNBC عربية

تتداول أسعار النفط دون ذروتها هذا العام البالغة 82 دولارا للبرميل، لكنها أعلى من 60 دولارا للبرميل المسجلة في مايو أيار.

وفي سبتمبر/ أيلول، سجلت أسعار الخام خسائر شهرية، لتتراجع العقود الآجلة لخام برنت بأكثر من 1.5% (خسائر شهرية)، كما انخفضت العقود الآجلة للخام الأميركي بـ 2.5% تقريباً. كما سجل الخامان خسائر فصلية في الربع الثالث من العام بنسبة 1% و4% على التوالي.

وكانت أوبك قد أعلنت في بيان الأحد عن أن "التوقعات الاقتصادية العالمية مستقرة وأن أساسيات السوق في حالة جيدة بفضل انخفاض مخزونات النفط".

توافق وسيناريوهات مفتوحة

محلل أسواق النفط لدى يو بي إس، جيوفاني ستاونوفو، يقول لـ CNBC عربية: "لقد استمر الاجتماع (اجتماع أوبك بلس) تسع دقائق فقط، وهو رقم قياسي جديد، مما يشير إلى توافق واسع النطاق وعدم وجود أي معارضة للقرار"، مشيراً إلى أنه "لم يُطرح أي حديث عن زيادات أكبر في العرض خلال الاجتماع".

ويعتقد بأنه "نظراً لتقارير إعلامية كانت قد أشارت إلى زيادات أكبر في الإنتاج، فمن المرجح أن تبدأ الأسعار -التعاملات الآسيوية المبكرة في مستهل الأسبوع- على ارتفاع.

وفيما يتعلق بالاجتماع المرتقب الشهر المقبل (إذ يجتمع المنتجون الثمانية مجددا في الثاني من نوفمبر تشرين الثاني)، يضيف: "تحتفظ مجموعة الثماني دول بكامل المرونة لاجتماع الشهر المقبل، مع بقاء جميع الخيارات مطروحة: تعليق مؤقت، أو خفض الإنتاج، أو زيادة الإنتاج، حسب ظروف السوق".

جميع الخيارات مطروحة في اجتماع نوفمبر: تعليق مؤقت أو خفض الإنتاج، أو زيادة الإنتاج.. حسب ظروف السوق

محلل أسواق النفط لدى يو بي إس لـ CNBC عربية

وبلغت تخفيضات إنتاج أوبك+ ذروتها في مارس آذار بما مجموعه 5.85 مليون برميل يوميا. وتضمنت التخفيضات ثلاث شرائح، هي تخفيضات طوعية 2.2 مليون برميل يوميا و1.65 مليون برميل يوميا من ثمانية أعضاء ومليونا برميل يوميا إضافية من التحالف بأكمله.

ويلغي المنتجون الثمانية شريحة واحدة من هذه التخفيضات بالكامل والبالغة 2.2 مليون برميل يوميا بنهاية سبتمبر أيلول. أما في أكتوبر تشرين الأول، فبدأوا بإلغاء الشريحة الثانية البالغة 1.65 مليون برميل يوميا بزيادة قدرها 137 ألف برميل يوميا.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة