بعد مشاركة خاطفة لترامب بقمة آسيان.. الصين تدفع باتجاه تجارة متعددة الأطراف

نشر
آخر تحديث
قمة آسيان/ AFP

استمع للمقال
Play

ضغطت الصين، يوم الاثنين 27 أكتوبر/ تشرين الأول، من أجل تجارة مفتوحة وعلاقات اقتصادية أقوى في قمة إقليمية في ماليزيا هيمنت عليها ظلال الرسوم الجمركية الأميركية الباهظة، في الوقت الذي عبر فيه رئيس الوزراء الكندي عن استعداده للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب لنزع فتيل التوتر التجاري.

وبعد يوم واحد من مشاركة خاطفة لترامب على مدى ست ساعات في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا "آسيان" في كوالالمبور أجرى خلالها اجتماعات وأعلن عن اتفاقات تجارية، دعا رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ قادة المنطقة إلى دعم التجارة الحرة ومعارضة سياسات الحماية، وهي عبارة تستخدمها الصين للتنديد برسوم ترامب الجمركية.   


 اقرأ أيضاً: جولة ترامب الآسيوية.. اتفاقات تجارية وهدنة جديدة


 وقال لي، في اجتماع لرابطة آسيان واليابان والصين وكوريا الجنوبية، "يجب أن نحمي بشكل كامل السلام والاستقرار اللذين تحققا بشق الأنفس في شرق آسيا".

وحث الدول على "التمسك بالتجارة الحرة والنظام التجاري متعدد الأطراف، ومعارضة جميع أشكال سياسات الحماية، وتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي باستمرار".

وفي موجة إبرام اتفاقات في المحطة الأولى من جولته الآسيوية التي تستمر خمسة أيام، أشرف ترامب أمس الأحد على توقيع اتفاق موسع لوقف إطلاق النار توسط فيه بين كمبوديا وتايلاند واتفاقيات إطارية تجارية مع أربع دول، وبالرغم من أن هذه الاتفاقيات لم تخفض الرسوم الجمركية على الواردات، فقد تركت مجالاً للإعفاءات.

"مستعدون للجلوس مع الولايات المتحدة"   

من جانبه، قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني، يوم الاثنين، إن حكومته تعمل على تأمين اتفاقات التجارية في منطقة المحيطين الهندي والهادي وتوقع أن يلتقي الرئيس الصيني شي جين بينغ على هامش اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي في كوريا الجنوبية هذا الأسبوع.

وأكد كارني أنه منفتح أيضاً على لقاء ترامب، الذي غضب بشدة بسبب إعلان سياسي متعلق بالرسوم الجمركية بثته حكومة إقليم أونتاريو وأدى إلى تعقيد المفاوضات التجارية بين البلدين.


اقرأ أيضاً: الرئيس الأميركي في ماليزيا.. جولة آسيوية حاسمة ومفاوضات مع الصين لإنهاء التوتر التجاري


وقال رئيس الوزراء الكندي في مؤتمر صحفي "نحن مستعدون للجلوس مع الولايات المتحدة، أنا شخصياً والرئيس وزملائي مع (نظرائهم)، وذلك عندما تكون الولايات المتحدة مستعدة للجلوس". وأضاف أنه لم يطلع على تفاصيل بشأن الرسوم البالغة 10% الإضافية التي قال ترامب إنه سيفرضها على السلع الكندية بعد الإعلان.

لكن ترامب قال، وهو في طريقه إلى اليابان اليوم الاثنين، إنه لا يريد مقابلة كارني، موضحاً "لن ألتقي به لفترة من الوقت".          

ومن ناحيته، قال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا يوم الاثنين إن ترامب "ضمن" خلال اجتماع عقد بينهما أمس توصل البلدين إلى اتفاق تجاري أكثر ملاءمة من الرسوم الجمركية الحالية البالغة 50% على السلع البرازيلية.

وأضاف لولا في مؤتمر صحفي "قلت له (ترامب) إن من المهم للغاية أن نأخذ في الاعتبار تجربة البرازيل كأكبر دولة في أميركا الجنوبية".     

قمة نادرة

بينما كان رئيس وزراء الصين وزعماء البرازيل وكندا والمجلس الأوروبي ورابطة آسيان المكونة من 11 دولة يشاركون في فعاليات تسعى إلى تعزيز الشراكات الاقتصادية والتوصل إلى اتفاقات تجارية، كانت الولايات المتحدة ممثلة اليوم الاثنين بمسؤولين اثنين أقل في المستوى في كوالالمبور.

وعقدت "الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة" التي تدعمها الصين، وتضم دول الآسيان وأستراليا واليابان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية، أول قمة لها منذ عام 2020 ودعت إلى توسيع نطاق الجهود التجارية وإضافة أعضاء جدد بشكل أسرع.


اقرأ أيضاً: الحرب التجارية بين أميركا والصين تُعيد رسم ملامح النظام الاقتصادي العالمي


وتغطي الشراكة الاقتصادية الإقليمية الشاملة، وهي أكبر تكتل تجاري في العالم، نحو 30% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي ويصفها بعض المحللين بأنها حائط صد محتمل ضد الرسوم الجمركية الأميركية.

وقال  رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا إن الاتحاد الأوروبي سيتطلع إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاقيات تجارية مع ماليزيا وتايلاند والفلبين قريباً.     

والتقى كوستا مع لي وقال إنه نقل لرئيس مجلس الدولة الصيني قلقه الشديد إزاء توسيع بكين لقيود التصدير على المواد الخام بالغة الأهمية، وأضاف قال إن وفداً رفيع المستوى من الصين سيكون في بروكسل في الأسابيع المقبلة.

إمدادات المعادن

وتسيطر بكين على أكثر من 90% من إمدادات العالم من المعادن الأرضية النادرة، وهي ضرورية في صناعات التكنولوجيا الفائقة، بما في ذلك السيارات الكهربائية وأشباه الموصلات والصواريخ، وتمثل هذه القضية أيضا نقطة خلاف رئيسية في حربها التجارية مع واشنطن.

وقال كوستا للصحفيين "نحن قلقون للغاية إزاء العلاقة التجارية مع الصين، وخاصة الإجراءات الأخيرة التي تبنتها الصين"، مضيفاً "نأمل في معالجتها بالطريقة المناسبة".

كما عبرت وزارة الخارجية اليابانية عن قلقها إزاء القيود التي فرضتها الصين، وأثارت تساؤلات بشأن لهجة الخطاب الصيني بشأن التجارة على النطاق الأوسع.

وقال المتحدث باسم الوزارة توشيهيرو كيتامورا "لقد فرضوا أو حاولوا فرض قيود على تصدير المواد الأرضية النادرة التي لها تأثير كبير على سلاسل التوريد".

وأضاف "يحاولون الاستفادة من قضايا الرسوم الجمركية الأميركية هذه من أجل التظاهر كما لو كانوا حراساً أو أبطالاً لنظام التجارة الحرة".

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة