أسبوع حافل بالبيانات الاقتصادية المرتقبة، ولعل الحدث الأبرز سوف يكون الأربعاء يوم إعلان الفدرالي الأميركي عن رفع جديد لمعدلات الفائدة، أما في أوروبا، فتراقب الأسواق بيانات الناتج المحلي للربع الثالث إضافة إلى أرقام التضخم في منطقة اليورو.
وفي آسيا تسيطر بيانات مديري المشتريات في الصين على أجندة المستثمرين خاصة مع تسجيل الاقتصاد نمواً في الربع الثالث فاق التوقعات. وستكون بريطانيا محط الأنظار وخاصة بنك إنكلترا مع توجه نحو رفع الفائدة بعد أزمة كبيرة سيطرة على الأصول البريطانية خلال شهر أكتوبر.
يحتل اجتماع الفدرالي المرتقب يومي الثلاثاء والأربعاء أهمية كبيرة للأسواق العالمية، حيث من المنتظر وبحسب توقعات السوق أن يقدِم الاحتياطي الأميركي على رفع الفائدة مرة جديدة بمقدار 75 نقطة أساس.
فعلى الرغم من قوة الدولار والتي ضغطت بشكل كبير على نتائج الشركات الأميركية خلال الربع الثالث إلا أن الفدرالي ما زال يضع التضخم كأولوية.
ويرى Goldman Sachs أن الاحتياطي سيستمر في رفع الفائدة بأكثر من التوقعات السابقة حتى يصل إلى 5% بحلول مارس 2023.
هذا وكان الاقتصاد الأميركي قد سجل خلال الربع الثالث نمواً بمقدار 2.6% متفوقاً على التوقعات.
وفي أميركا أيضاً، تراقب الأسواق بيانات الوظائف والتي ستصدر يومي الأربعاء 2 نوفمبر والجمعة 4 نوفمبر. وتحظى بيانات الوظائف باهتمام واسع خاصة لاعتماد الفدرالي بشكل كبير على هذه البيانات في رحلة رفع معدلات الفائدة.
فبعد أن أضاف الاقتصاد الأميركي 263 ألف وظيفة فمن المتوقع أن يضيف الاقتصاد قرابة 200 ألف وظيفة إضافة إلى تراجع النمو السنوي لمتوسط الأجور. وكانت البيانات الصادرة مؤخراً أظهرت أن نمو أجور القطاع الخاص تباطأ بشكل كبير مما يعطي بعض الأمل للبيت الأبيض والاحتياطي الفدرالي أن التضخم قد اقترب من ذروته.
وفي أوروبا، لا يبدو أن البيانات القادمة ستكون جيدة. حيث من المنتظر أن تصدر الإثنين 31 أكتوبر بيانات التضخم والناتج الإجمالي المحلي للربع الثالث. التوقعات حول التضخم تشير إلى أن الأرقام ستستمر في الارتفاع نحو رقم قياسي جديد عند 10.2% خاصة في ظل تصريحات رئيسة المركزي الأوروبي الأخيرة على وقع رفع البنك الفائدة 75 نقطة أساس حيث أشارت خلال المؤتمر الصحفي إلى أن التضخم ما زال مرتفعاً وأنه لم يبلغ ذروته.
أما بالنسبة إلى بيانات الناتج الإجمالي المحلي فتشير الأرقام إلى أن الاقتصاد قد ينمو بشكل طفيف خلال الربع الثالث أو يرجح بعض المحللون أنه سيسجل انكماشاً الأمر الذي يزيد من الضغوط على منطقة اليورو مع دخول فصل الشتاء والمخاوف من انعكاس أزمة الطاقة على الأسعار.
بعد فوضى كبيرة في الأسواق المالية البريطانية، تترقب الأسواق إعلان بنك إنكلترا الثلاثاء عن استكمال برنامج بيع السندات فيما ستتجه الأنظار الخميس 3 نوفمبر نحو اجتماع بنك إنكلترا، ومن المرجح أن يعلن البنك خلال الاجتماع عن رفع الفائدة ما بين 50 إلى 75 نقطة أساس وذلك بعد أن وصلت ترجيحات المحللين إلى قيام البنك برفع قياسي بمقدار 200 نقطة أساس على وقع الميزانية المصغرة التي طرحتها حكومة ليز تراس والتي على إثرها تعرضت الأسواق إلى فوضى كبيرة.
وبعد مغادرتها واستلام ريشي سوناك عادت الأسواق للهدوء بشكل جزئي مع ترقب تطورات المشهد إلا أن ذلك لن يمنع بنك إنكلترا من رفع الفائدة للمرة الثامنة على التوالي من أجل عرقلة صعود التضخم الذي تجاوز 10%.
وأيضاً يوم الخميس 3 نوفمبر، من المنتظر أن تشهد معدلات التضخم في تركيا ارتفاعاً جديداً نحو مستويات 85.6% وهو أعلى مستوى في 24 عاماً وذلك في ظل إصرار الرئيس التركي والمركزي على خفض معدلات الفائدة.
وما زالت الليرة تسجل مستويات متدنية قياسية في ظل الضغوط التضخمية وخفض المركزي الفائدة مؤخراً بمقدار 150 نقطة أساس بشكل مفاجئ في حين رفع مؤخراً توقعاته للتضخم لنهاية العام إلى 65.2% من 60.4% في رابع رفع خلال العام.
وأقر محافظ البنك بأن المركزي لم ينجح في كبح نمو معدلات التضخم إلا أنه يرى مسار هبوطي للمعدلات خلال الأشهر القادمة.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي