ما المقصود بالفقاعة الاقتصادية؟ وكيف تتشكل؟

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

الفقاعة هي عبارة عن دورة اقتصادية تتسم بصعود سريع في قيمة السوق خاصة ‏في أسعار الأصول، ويعقبها هبوط سريع أيضاً في القيمة والذي يشار إليه بالانهيار ‏أو بـ"انفجار الفقاعة".‏


تتشكل الفقاعة نتيجة سلوكيات مضطربة بالأسواق، فخلال تكونها، يتم التداول على ‏أصول داخل نطاق سعري يزيد كثيراً عن القيمة الحقيقية.‏


ويمكن للفقاعة أن تتشكل في أي وقت وفي أي نوع من الأصول مثل أسواق الأسهم ‏والعقارات والمعادن والسلع وحتى العملات المشفرة وكذلك في الاقتصادات الكلية.‏


على سبيل المثال، شهد الاقتصاد الياباني فقاعة في ثمانينيات القرن الماضي بعد ‏إلغاء القواعد التنظيمية بشكل جزئي عن البنوك الحكومية مما تسبب في ارتفاع ‏كبير في أسعار الأسهم والعقارات.‏


كذلك فقاعدة دوت كوم الشهيرة التي وقعت في أواخر تسعينيات القرن الماضي ‏عندما ارتفعت أسعار أسهم شركات الإنترنت وتمت المضاربة عليها بشكل متسارع ‏حيث هرع المستثمرون نحو شراء أسهم شركات التكنولوجيا بأسعار مرتفعة آملين ‏في بيعها بأسعار أعلى، لكن لاحقاً حدث تصحيح كبير في السوق وانفجرت الفقاعة.‏

 


الفقاعة على مراحل


يرى الباحث الاقتصادي الأميركي هايمان مينسكي أن الفقاعة تمر بخمس مراحل ‏أولها الاكتشاف، وتحدث عندما يلاحظ المستثمرون وجود أصل جديد أو تقنية ‏مبتكرة أو عندما تكون معدلات الفائدة منخفضة للغاية.‏


والمرحلة الثانية هي الطفرة حيث أنه مع إقبال المستثمرين على الشراء، ترتفع ‏الأسعار وتكتسب المزيد من الزخم والاهتمام.‏


والمرحلة الثالثة هي الشعور بالبهجة، ففي تلك اللحظات، يشعر المستثمرون بسعادة ‏غامرة باقتناء سهم أو أصل بعينه لكونهم على يقين من أن سعره سيواصل الارتفاع ‏ويجنون من وراءه مكاسب طائلة.‏


والمرحلة الرابعة تكمن في جني الأرباح، لكن يجب الأخذ في الاعتبار أن اكتشاف ‏توقيت انفجار الفقاعة ليس بالأمر السهل، فعندما تنفجر، لن تعود مجدداً، وتظهر ‏عمليات تحذيرية ومبيعات مكثفة لمحاولة إنقاذ ما يمكن.‏


أما المرحلة الخامسة، فهي الهلع، حينها، تغير أسعار الأصول مسارها تماماً ‏وتنخفض بشكل سريع، ويحاول المستثمرون وقتها تصفية هذه الأصول بأي سعر.‏

 


التوليب


سمع الكثيرون عن زهرة التوليب بأنها للزينة، لكن في أوائل القرن السابع عشر، ‏لمن يكن الأمر هكذا، فقد أقبل المستثمرون على شراء زهرة التوليب بشكل كبير في ‏هولندا.‏


وأقبل الأثرياء بشكل خاص على اقتنائها كسلعة فاخرة تعبر عن الرفاهية، وهو ما ‏أدى إلى المزيد من الارتفاع في سعرها وبشكل سريع.‏


وبلغ الأمر أن البعض باع ما يملك من منازل وعقارات من أجل شراء زهور ‏التوليب، وخلال نشوة الابتهاج، حقق مستثمرون أموالا طائلة، وأصبح آخرون ‏أثرياء بين ليلة وضحاها.‏


لكن الحلم انتهى سريعاً، وانفجرت الفقاعة عندما عرض بائعون زهور التوليب، ‏ولم يجدوا ما يشترونها، في هذه اللحظة، زاد المعروض منها وانهار الطلب، ‏وبالتبعية، انهارت الأسعار، وحدث الهلع متفشياً في كافة أرجاء دول أوروبا التي ‏انخرطت في جنون التوليب، وفي النهاية، وقعت الخسائر وتلاشت الثروات.‏

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة