"الياقات البيضاء" على مسار "قطار الذكاء الاصطناعي"

في سوق العمل، يعتمد مصطلح "أصحاب الياقات الزرقاء" للتعبير عن العمال، و"أصحاب الياقات البيضاء" للتعبير عن الموظفين في الوظائف العليا (الذين لا يتعرقون كثيرا ولا تتغير ألوان ياقات قمصانهم ناصعة البياض)، خاصة في قطاعات البنوك والتكنولوجيا.

وبينما هددت ثورة التكنولوجيا خلال العقدين الماضيين أصحاب الياقات الزرقاء، عبر أتمتة الآلات وخطوط الإنتاج، فإن دور أصحاب الياقات البيضاء قد حل مع تهديدات من الذكاء الاصطناعي هذه المرة.

 وأظهرت أفكار التكنولوجيا المتقدمة تقلب سوق العمل، حيث أصبحت الروبوتات والأتمتة عنصراً أساسياً للمصانع وخطوط الإنتاج.

ومع تطور الذكاء الاصطناعي واستهداف التكنولوجيا الحديثة لشريحة كبيرة من القوى العاملة مقارنة بما كان عليه الحال في الماضي، يثار تساؤل هل سيكون التحول بطيئاً أم تسونامي؟

إجابة هذا السؤال ببساطة غير معروفة حتى الآن، لكن راجيش كوشار خبير اتجاهات التوظيف في مركز بيو للأبحاث يرى أن الذكاء الاصطناعي قادر على محاكاة القدرة المعرفية الإنسانية أي ببساطة التفكير مثل الإنسان وهو ما يسمح لأجهزة الكمبيوتر والآلات بأداء نفس المهام.

وأكد كوشار أن ما يميز تقنيات الذكاء الاصطناعي في التوظيف عن سابقتها التي ظهرت على مدة أكثر من 100 عام الماضية، أنها تمتد من أدنى الوظائف حتى ذوي الياقات البيضاء.

خُمس العاملين مهددين 

وفي دراسة حديثة أجرها معهد بيو، وجد كوشار أن 19% من العاملين الأميركيين يعملون في وظائف ذات تعرض كبير للذكاء الاصطناعي، وتستخدم الدراسة مصطلح " التعرض" لأنه من غير الواضح بعد ما هو تأثير الذكاء الاصطناعي (سواء كان إيجابيا أو سلبيا).

وذكرت الدراسة أكثر الوظائف التي تتعرض للذكاء الاصطناعي مثل محللي الميزانية، ومدخلي البيانات، وصانعي الضرائب، والكتاب، ومطوري الويب، وغالبا ما تتطلب هذه الوظائف مهارات تحليلية أكثر حيث من الممكن أن يحل محلها أو يدعمها الذكاء الاصطناعي.

في حين أن 23% من العمال الأميركيين لديهم تعرض منخفض للذكاء الاصطناعي، في وظائف على غرار مصفف الشعر، العاملة المنزلية، رجال الإطفاء، المربيات كلها وظائف تميل للقيام بأنشطة بدنية عامة لا يمكن للذكاء الاصطناعي (على الأقل في شكلها الحالي) تكرارها بسهولة.

الجزء المتبقي من الوظائف الأميركية 58% لها تعرض متفاوت للذكاء الاصطناعي.

في عام 2022، حصل العمال في الوظائف الأكثر تعرضاً على أجر بلغ 33 دولاراً في الساعة في المتوسط، مقابل 20 دولاراً في الوظائف الأقل تعرضاً، وفقا لدراسة معهد بيو للأبحاث.