بعد نحو شهرين من الحرب.. كيف يبدو الوضع الصحي في غزة؟

نشر
آخر تحديث
غزة- AFP

استمع للمقال
Play

تتفاقم معاناة القطاع الصحي في غزة، مع استمرار الحرب منذ يوم السابع من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وعلى مدار شهرين تخللتهما هدنة انتهت أخيراً بعد أن استمرت لأسبوع واحد.

تسببت الحرب في "وضع كارثي" للقطاع الصحي في القطاع، والذي بلغ" نقطة اللاعودة" طبقاً لوصف الصليب الأحمر، ولا سيما مع خروج عشرات من المستشفيات عن العمل، وتعرض مستشفيات ومراكز صحية أخرى إلى تدمير جزئي جراء القصف، ومع انعدام أو نقص المستلزمات الطبية الأساسية.

يأتي ذلك في خطٍ متوازٍ مع انتشار عديد من الأمراض والعدوى هناك، وتردي الوضع الصحي، لا سيما بالنسبة للفئات الأكثر ضعفاً، وعلى رأسهم الأطفال وكبار السن وذوي الأمراض المزمنة.

ويضيف تجدد الحرب بعد أسبوع من الهدنة مزيداً من المخاطر على الوضع الصحي بالبلاد،  وهو ما نبهت إليه منظمة الصحة العالمية.

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، وصف في تعليق له على منصة X (تويتر سابقاً) التقارير عن الأعمال العدائية المستمرة والقصف العنيف في غزة بأنها "مرعبة".

مشاهد من الوضع الصحي بغزة

واستعرض في تدوينته جانباً من الوضع الصحي بالقطاع، وذلك بقوله: "زار فريقنا مستشفى نصار الطبي في الجنوب.. كان مكتظًا بـ 1000 مريض، أي أكثر بثلاث مرات من طاقته الاستيعابية.. كان عدد لا يحصى من الناس يبحثون عن مأوى، وملء كل ركن من أركان المنشأة.. وكان المرضى يتلقون الرعاية على الأرض، ويصرخون من الألم".

وتابع: "هذه الظروف غير كافية على الإطلاق - ولا يمكن تصورها لتوفير الرعاية الصحية..  لا استطيع أن أجد كلمات قوية بما يكفي للتعبير عن قلقنا إزاء ما نشهده..  وقف إطلاق النار الآن".

ونبهت المنظمة، في وقت سابق قبل نهاية الشهر الماضي، إلى خطورة تفشي الأمراض بدون توافر العلاج في غزة، وبما يهدد بموت عدد كبير من السكان "أكثر من الذين يموتون جراء القصف"، وذلك حال ما إن لم يستأنف القطاع الصحي عمله.

عدد المشافي

وتشير بيانات المنظمة حتى 29 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى أن هناك خمس مستشفيات فقط في القطاع "تعمل بشكل جزئي" شمال غزة (مركز التوغل البري الإسرائيلي)، كذلك يعمل 8 مشافٍ من أصل 11 في الجنوب الذي طالب الجيش الإسرائيلي المدنيين بالنزوح إليه.

غير أن مشفاً واحداً من المستشفيات الثمان لايزال تتوافر لديه قدرات علاج الحالات الحرجة أو إجراء عمليات معقدة.

اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة: القطاع الصحي في غزة وصل إلى نقطة الانهيار

ونبهت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، مارغريت هاريس، في مؤتمرها الصحافي الأخير في جنيف، إلى تفشي الأمراض المعدية في منشآت الأمم المتحدة للنازحين والتي تضم نحو 1.1 مليون شخص، مشيرة في الوقت نفسه إلى انتشار حالات الإسهال بين الأطفال (36 ألف حالة لأطفال دون الخامسة) فوق المستويات الطبيعية بأكثر من 100 مرة.

وأضافت: "سوف نرى في النهاية موت عدد أكبر من الناس بسبب هذه الأمراض أكثر مما يسقطون جراء القصف ما إن لم يتم إعادة بناء النظام الصحي في غزة".

انتشار الأمراض 

ووفق أحدث البيانات التي كشف عنها المدير الإقليمي للصحة العالمية لشرق المتوسط، أحمد المنظري، السبت 2 ديسمبر (كانون الأول)، فإن هناك نحو 100 ألف شخص داخل غزة يعانون من التهاب رئوي، علاوة على 70 ألف آخرين يعانون من نزلات معوية حادة.  

وطبقاً للمنظري، فإن إجمالي ما دخل إلى القطاع خلال الهدنة من مساعدات لا يلبي الاحتياجات، مشدداً في الوقت نفسه، في تصريحات إعلامية له، على أنه ليس بوسع القطاع الطبي التعامل مع المرضى والمصابين جراء الحرب، وفي ظل إعاقة دخول المستلزمات الطبية الأساسية، وبما يعكس جانباً من حجم معاناة القطاع.

شاهد: وزيرة الصحة الفلسطينية لـ CNBC عربية: المستشفيات في غزة تعمل بطاقم 30% فقط والقصف المستمر على القطاع الصحي يشكل كارثة حقيقية

وفيما يخص القطاع الطبي، تشير آخر البيانات الصادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي لقطاع غزة، إلى وفاة 207 من الكوارد الطبية في غزة (أطباء وممرضين ومسعفين).

بخلاف اعتقال الطواقم الطبية وعلى رأسهم اعتقال مدير عام مجمع الشفاء الطبي الدكتور محمد أبو سلمية.

وأفاد المكتب بأن  القطاع الصحي مازال يعيش مرحلة بالغة الخطورة في ظل استهداف الجيش الإسرائيلي المستشفيات والمراكز الصحية وكل المؤسسات الطبية، مشيراً إلى تدمير كل المستشفيات في محافظتي غزة وشمال غزة.

وخرج عن الخدمة نتيجة الحرب  (26) مستشفى ًو(55) مركزاً صحياً، كما تم استهداف (56) سيارة إسعاف، كذلك خرجت عشرات سيارات الإسعاف عن الخدمة بسبب نفاد الوقود.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة