ينتظر شهر يناير (كانون الثاني) من العام 2024 مزيد من الاضطرابات، وذلك بعد الأمطار الغزيرة المؤثرة على عديد من المناطق حول العالم في الأسبوع الأخير من شهر ديسمبر (كانون الأول)، إذ يظل تأثير ظاهرة "النينيو" بشكل واضح في بداية العام الجديد 2024.
ظاهرة النينو هي ظاهرة مناخية تحدث في المحيط الهادئ، من خلال ارتفاع درجة حرارة سطح المياه في منطقة المحيط الاستوائي الغربي، وتأثيراتها تمتد إلى أنحاء واسعة من العالم. يحدث ذلك عندما يتغير اتجاه الرياح السائدة وينتقل الهواء الدافئ من الغرب إلى الشرق عبر المحيط الهادئ.
ويعتقد العلماء بأن آثارها تتفاقم بسبب تغير المناخ، ذلك أن درجات الحرارة القياسية في كل شهر منذ يونيو (حزيران) تضع العام 2023 على المسار الصحيح ليكون العام الأكثر دفئًا على الإطلاق.
اقرأ أيضاً: ظاهرة النينيو تؤثر على الإمدادات الغذائية الأساسية العالمية لعام 2024
في المملكة المتحدة، في أعقاب العاصفة غيريت التي ضربت المناطق الشمالية الأسبوع الماضي، وتسببت في فيضانات واسعة النطاق في اسكتلندا واضطرابات في جميع أنحاء البلاد، تم إصدار المزيد من التحذيرات لأن درجات حرارة البحر الدافئة في المحيط الأطلسي تغذي التيار النفاث وتجلب المزيد من الأمطار والرياح.
توقع مكتب الأرصاد الجوية البريطاني يوم الجمعة 29 ديسمبر (كانون الأول) أن يؤدي نظام الطقس القوي إلى ظروف خطيرة في اسكتلندا مع هطول أمطار غزيرة وعواصف قوية وتساقط الثلوج على الأراضي المرتفعة.
وأثرت الظروف الرطبة أيضًا على أجزاء كبيرة من الساحل الغربي للولايات المتحدة، مع توقع تحذيرات من العواصف والأمواج العالية على طول المناطق الساحلية في ولايات كاليفورنيا وأوريغون وواشنطن حتى نهاية الأسبوع.
ولم يسلم الساحل الشرقي للولايات المتحدة من كارولينا الجنوبية وحتى نيويورك وبنسلفانيا وماين من عاصفة قوية الأسبوع الماضي.
وأشارت وكالة الأرصاد الجوية الوطنية إلى أنه على الرغم من أن نيويورك ستشهد ليلة رأس السنة الجافة، مع توقع درجات حرارة متوسطة إلى أعلى من المتوسط في معظم أنحاء البلاد، إلا أنه من الممكن توقع المزيد من الرياح والأمطار في الأسبوع الأول من يناير (كانون الأول)، وفق تقرير نشرته صحيفة Financial Times.
وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية في أحدث توقعاتها طويلة المدى أن الشهر الأول من العام 2024 سيستمر في رؤية تأثيرات ظاهرة النينيو، مع غطاء ثلجي أقل من المتوسط في جميع أنحاء البلاد.
وقال خبراء الأرصاد الجوية: "تظل ظاهرة النينيو المحرك الرئيسي للمناخ، ومن المتوقع أن تكون التأثير الرئيسي على نمط الدورة الدموية في خطوط العرض الوسطى ودرجات الحرارة وهطول الأمطار المرتبطة بها في شهر يناير (كانون الأول)".
وفي أوروبا، أقيمت أيضا حواجز ضد الفيضانات في هولندا تحسبا لارتفاع منسوب المياه، بعد أن فاضت ضفاف عدة أنهار في ألمانيا المجاورة.
وتأثرت المناطق الواقعة على طول أنهار الراين وإلبه وليبيه والرور وفيسر بالفيضانات، حيث غمرت المياه أجزاء من مدينة هامبورغ.
كما فاض نهر الدانوب عن ضفتيه في أجزاء من وسط بودابست، حيث بلغ منسوب المياه أعلى مستوياته منذ عقد بعد هطول أمطار غزيرة وثلوج أعقبها ذوبان الجليد في طقس دافئ نسبيا.
اقرأ أيضا: 13 % ارتفاعاً بأسعار السكر.. فما علاقة ظاهرة النينو؟
وأدت الظروف الدافئة والرطبة على نحو غير معتاد إلى تعرض مناطق التزلج في إيطاليا وفرنسا لغطاء ثلجي متناثر على ارتفاعات منخفضة، بينما تم الإبلاغ عن هبات في النمسا وسويسرا عند القمم.
ومع ذلك، كانت المناطق الاسكندنافية ومنطقة البلطيق من بين المناطق التي سجلت تساقط ثلوج أكثر غزارة من العام الماضي على ارتفاعات عالية.
وفي نصف الكرة الجنوبي، يخشى أن يكون العشرات قد لقوا حتفهم في المناطق الشرقية من جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تسببت الأمطار الغزيرة في فيضانات شديدة وانهيارات أرضية. كما أدت الفيضانات المفاجئة في أجزاء من جنوب أفريقيا إلى مقتل ما لا يقل عن ستة أشخاص.
وتعرض الساحل الشرقي لأستراليا أيضًا لأضرار جسيمة وفيضانات قاتلة في ولاية كوينزلاند الشمالية، أعقبتها تحذيرات من المزيد من العواصف الرعدية الشديدة في الأيام المقبلة.
وفي ماليزيا وجنوب تايلاند، غمرت المياه المناطق الريفية وتركت المجتمعات المحلية تكافح من أجل استعادة ممتلكاتها والعثور على مأوى.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي