بعد مرور عامين على اندلاع الحرب في أوكرانيا بدا أن الاقتصاد الروسي لا يزال مرناً وقادراً على الحفاظ على بعض الشركات الغربية التي استمرت أعمالها في البلاد، خاصة مع انحسار الضغوط عليها من أجل الخروج، وانتهاء تأثير الصدمة والرعب من تداعيات الحرب، بحسب ما ذكره مقال نشرته صحيفة "Financial Times" البريطانية.
شركة التجزئة الفرنسية "Auchan"، المملوكة لعائلة "Mulliez"، كانت إحدى الشركات التي تصدت لدعوات الناشطين لمغادرة روسيا، منذ بداية الحرب في 24 فبراير/ شباط 2022.
اقرأ أيضاً: بعد عامين من الحرب.. لماذا فشل الغرب في خنق روسيا اقتصادياً؟
ومع مرور هذه الفترة من الحرب، كانت تلك الشركات الغربية التي لا تزال متمسكة بأصولها الروسية، تعتمد على "إرهاق الحرب".
وبعد سلسلة من عمليات مغادرة الشركات البارزة والمكلفة في أعقاب اندلاع حرب فبراير/ شباط 2022، فإن الرافضين - يمثلون أكثر من 1646 شركة، مقارنة بـ 356 أخرى مغادرة، وفقا لكلية كييف للاقتصاد - ما زالوا في أماكنهم.
وقالت زميلة المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، ماريا شاغينا، التي ركزت أعمالها على تأثير العقوبات الغربية، إنه حتى أولئك الذين تعهدوا بمغادرة روسيا يعيدون النظر الآن بهدوء، وفق ما ورد في المقال.
وتابعت: "لقد انتهى تأثير الصدمة والرعب في البداية إلى حد كبير (..) هذه الشركات ببساطة لا تريد خسارة السوق؛ فهي تقول: لماذا نغادر، الشركات التركية ستحل محلنا".
وهذا هو الحال بالنسبة لعديد من الشركات التي تتعامل مع المستهلك والتي لم تخضع منتجاتها لنظام العقوبات. يقدم هايبر ماركت "Auchan" الضخم في مركز التسوق "Gagarinsky" منتجات روسية الصنع، وأيضاً علامات تجارية عالمية مثل رقائق البطاطس Lays (المملوكة لشركة PepsiCo)، ومعكرونة Barilla (التابعة لعائلة Barilla)، وألواح Snickers وMars (المملوكة لعائلة Mars)، والمستحضرات المصنوعة من قبل France’s Yves Rocher وNestlé’s Nescafé.
واعترف الرئيس التنفيذي لشركة Mondelēz، ديرك فان دي بوت، الأسبوع الماضي، بأنه لا توجد ضغوط لمغادرة روسيا، مدعياً أن المستثمرين "لا يهتمون أخلاقياً" بما إذا كانت شركات مثل شركة تصنيع الشوكولاتة التي يوجد مقرها في شيكاغو، تمارس أعمالاً في روسيا.
وبحسب ما أوردته الصحيفة البريطانية، يمثل القبول الصريح لوجود هذه الشركات خروجاً عن أسباب البقاء التي قدمها بعض هؤلاء الرافضين من الشركات. وأصر الكثيرون على أنه من واجبهم توفير المواد الأساسية للمدنيين الروس ودعم موظفيهم المحليين، وهي حجة أخلاقية تفشل في معالجة مساهمتهم في اقتصاد الحرب الروسي.
اقرأ أيضاً: عامان من الحرب في أوكرانيا.. تغيرات واسعة بخارطة الطاقة (ملف خاص - CNBC عربية)
أما الشركات الغربية المتبقية، والتي لا تسمح لها السلطات الروسية عادة بإعادة أرباحها إلى موطنها، تخلصت من مخاطر عملياتها المحلية من خلال جعلها أكثر اكتفاءً ذاتياً، والاستفادة بشكل أكبر من المنتجين المحليين واستيراد البضائع من آسيا الوسطى.
وأشار البعض إلى أن الكرملين جعل من المستحيل تقريباً استخلاص القيمة من بيع عمليات هذه الشركات في روسيا. وحتى أولئك الذين يتبعون نهجاً تصالحياً يواجهون معركة شاقة لتحقيق الدخل من الخروج.
كانت شركة Danone الفرنسية، التي تم الاستيلاء على أعمالها المحلية بموجب أمر تنفيذي العام الماضي، تعمل جنباً إلى جنب مع رئيسها الجديد المعين من الكرملين يعقوب زاكريف.
ولا تزال شركة صناعة الزبادي تأمل في إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالموافقة على البيع. واعتبرت شاغينا أن "فرصة المغادرة مغلقة بشكل أساسي".
لتبقى على اطلاع بآخر الأخبار تابع CNBC عربية على الواتس آب اضغط هنا وعلى تليغرام اضغط هنا
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي