يجد البنك الإقليمي الأميركي New York Community Bank نفسه في مأزق يزداد سوءاً على ما يبدو مع اقتراب الذكرى السنوية للاضطرابات المصرفية في العام الماضي.
انخفضت أسهم البنك المتعثر بنسبة 25% خلال جلسة الجمعة 1 مارس/ آذار في بورصة وول ستريت إلى أقل من 4 دولارات للسهم الواحد، بعد أن أعاد البنك إعلان أرباحه الفصلية الأخيرة بانخفاض بمقدار 2.4 مليار دولار، وبعد ان استبدل رئيسه التنفيذي رسمياً وأجل إصدار تقرير سنوي رئيسي.

ومع ذلك، فإن التطور الأكثر إثارة للقلق يرتبط ارتباطاً مباشراً بمخاوف المستثمرين بشأن العقارات التجارية، وأوجه القصور التي أبلغ عنها البنك في جانب رئيسي من أعماله، حيث قال إن ضعف الرقابة أدى إلى "نقاط ضعف مادية" في طريقة مراجعته لمحفظة القروض.
وقال المحلل في Raymond James، ستيف موس، في مذكرة بحثية صدرت الخميس 29 فبراير/ شباط، إن هذا الكشف يمثل "مصدر قلق كبير يشير إلى أن تكاليف الائتمان قد تكون أعلى لفترة ممتدة".
اقرأ أيضاً: يقفز تريليون دولار كل 100 يوم.. تسارع وتيرة نمو عبء الدين الأميركي
تحول مسار البنك فجأة قبل شهر بعد تقرير الربع الرابع الكارثي الذي سجل فيه خسارة مفاجئة، وخفض توزيعات أرباحه وصدم المحللين بمستوى مخصصات خسائر القروض.
وبعد أيام، خفضت وكالة التصنيف Moody's التصنيف الائتماني للبنك درجتين؛ بسبب المخاوف بشأن قدرات إدارة المخاطر في البنك بعد رحيل كبير مسؤولي المخاطر والرئيس التنفيذي للتدقيق الداخلي.
في ذلك الوقت، شعر بعض المحللين بالارتياح من الخطوات التي اتخذها بنك NYCB لدعم رأسماله، وأشاروا إلى أن ترقية الرئيس التنفيذي السابق لشركة Flagstar، أليساندرو دينيلو، إلى منصب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي عززت الثقة في الإدارة. وانتعشت أسهم البنك لفترة وجيزة من خلال موجة من عمليات الشراء من الداخل مما يشير إلى ثقة المديرين التنفيذيين في البنك.
أصبح دينيلو الرئيس التنفيذي اعتباراً من الخميس الماضي بعد تنحي سلفه.
الآن، يشكك البعض في استقرار ودائع بنك NYCB وسط الاضطرابات. وفي الشهر الماضي، قال البنك إن لديه ودائع بقيمة 83 مليار دولار حتى الخامس من فبراير/ شباط، بزيادة طفيفة عن نهاية العام. وأضاف أن معظم تلك الودائع كانت مؤمنة، وكان لديه موارد كافية للاستفادة منها إذا غادرت الودائع غير المؤمنة البنك.
"لم يقدم بنك NYCB حتى الآن تحديثاً بشأن الودائع، والتي لا يمكننا إلا أن نستنتج أنها انخفضت،" حسبما قال محلل D.A. Davidson، بيتر وينتر في مذكرة صدرت الخميس.
وتابع: "من وجهة نظرنا، كان أمناء خزانة الشركات يعيدون تقييم ما إذا كانوا سيحتفظون بالودائع في بنك NYCB عندما تم تخفيض تصنيف ديونه إلى غير المرغوب فيه".
اقرأ أيضاً: أوروبا تشهد أسوأ موسم لنتائج الأعمال منذ بداية جائحة كورونا
وفي بيان صدر الجمعة للإعلان عن تعيين كبير مسؤولي المخاطر الجديد والرئيس التنفيذي للتدقيق، أشار الرئيس التنفيذي لبنك NYCB دينيلو إلى أنه حدد نقاط الضعف التي تم الكشف عنها يوم الخميس و"يتخذ الخطوات اللازمة لمعالجتها". وأضاف أنه من غير المتوقع أن يتغير مخصص البنك لخسائر الائتمان.
وقال دينيلو: "تتمتع المؤسسة بسيولة قوية وقاعدة ودائع قوية، وأنا واثق من أننا سننفذ خطة التحول الخاصة بنا".
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي