تصدر تطبيق تيمو Temu الصيني الجديد، منصة التسوق الجديدة عبر الإنترنت، قائمة التطبيقات الأكثر تحميلاً في الصين كما في الولايات المتحدة حيث بشكل بات يهدد عرش علي بابا كما أمازون وولمارات.
وتمتلك شركة PDD Holdings "بي دي دي" تطبيق التسوق الإلكتروني عبر الإنترنت تيمو Temu، وتعد أحد عمالقة تجارة التجزئة الصينية، وكان اسمها في البداية “بيندودو” ولديها قاعدة عملاء تتخطى 900 مليون مشترك.
تسوق كالملياردير
واشتهرت شركة "بي دي دي" بامتلاكها متجراً إلكترونياً يحتوي على كل السلع الممكنة، وبأسعار مخفضة بنسب كبيرة، بفضل تطبيق سياسة الشراء الجماعي، والتي تخفض سعر السلعة للمشتري كلما نجح في إقناع شخص آخر لشراء السلعة نفسها.
وظهر تطبيق "تيمو"، أول مرة في مباراة سوبر بول، حيث أطلق إعلاناً تجارياً خلال المباراة يشجع المستهلكين على "التسوق مثل الملياردير".
هذا الشهر، تفوقت شركة بي.دي.دي هولدينغز، المالكة لتطبيقي تيمو وبيندودو، والمدرجة في البورصة الأميركية، على توقعات السوق وحققت قفزة هائلة في الأرباح والإيرادات مع إقبال المستهلكين الأميركيين والصينيين على تطبيقات التسوق هذه بفضل صفقاتها الرخيصة والمغرية.
وأدت هذه النتائج إلى ارتفاع أسهمها بنسبة تصل إلى 7.5%، ودفع قيمتها السوقية إلى تجاوز قيمة منافستها مجموعة علي بابا.
وزادت قيمة أسهم PDD بأكثر من الضعف، بزيادة 109%، في العام الماضي، وفقاً لبيانات LSEG.
أرباح خارج التوقعات
وذكرت الشركة، التي تتخذ من شنغهاي مقراً لها، الأسبوع الماضي، أن صافي أرباحها قفز بنسبة 246% إلى 28 مليار يوان، ما يقارب 3.9 مليار دولار، في الربع الأول من العام، أي أنه ارتفع إلى أكثر من مثلي تقديرات المحللين بتسجيل الشركة أرباحاً تصل إلى 12.62 مليار يوان، نحو1.7 مليار دولار، بحسب بيانات إل.إس.إي.جي.
وارتفعت الإيرادات بنسبة 131% إلى 86.81 مليار يوان، نحو 12 مليار دولار، خلال تلك الفترة، لتتفوق كثيراً أيضاً على التوقعات، وقال محللو "نومورا" إن منبع هذا الزخم في النمو داخلي وخارجي.
وتشير بيانات إيرنست أناليتكس إلى أنه استحوذ على 17% من سوق متاجر الخصومات الإلكترونية في الولايات المتحدة، وذلك حتى نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي.
وبفضل هذه النتائج القوية، تجاوزت القيمة السوقية للشركة 204 مليارات دولار، وأصبحت أعلى شركات التجارة الإلكترونية في الصين من حيث القيمة السوقية، لتتفوق بذلك حتى على شركة علي بابا العملاقة.
الأسبوع الماضي، رفع بنك غولدمان ساكس تصنيف PDD إلى "شراء" من "محايد"، مشيراً إلى زخم النمو المستمر للشركة في إيرادات الإعلانات في الربع الأول بالإضافة إلى إمكانات Temu.
تكلفة تنافسية
وقال محلل بنك غولدمان ساكس، رونالد كيونغ، في تقرير له، إن الترقية تأتي "على خلفية قدراتها في مجال التكنولوجيا الإعلانية جنباً إلى جنب مع الموردين والتجار وسلاسل التوريد ذات التكلفة التنافسية في الصين إلى جانب مكافأة المخاطر المواتية، مع القيمة السوقية الحالية التي تشير ضمناً إلى عدم إسناد أي تقييم إلى تيمو".
وقال كيونغ إن السوق "لقد تجاوزت الآن تقديرها" للمخاوف الرئيسية حيال المنافسة المحلية والتوترات بين الولايات المتحدة والصين، والتي كانت وراء تخفيض سابق لتصنيف PDD في مارس/ آذار.
ومع تباطؤ الاقتصاد الصيني وضيق آفاق الوظائف، يتهافت المستهلكون على توفير أموالهم بتخفيف ميزانية المشتريات سواء البقالة أو الإلكترونيات وحتى السيارات، وأصبحت العلامات التجارية وحتى الشركات الغربية التي تستهدف الأسواق الراقية بالأساس تقدم العروض الخاصة والخصومات.
والدوافع ذاتها لدى المستهلكين الأميركيين لا يختلف كثيراً، إذ أصبحوا أكثر اهتماماً بالأسعار بعد عامين من التضخم المرتفع، وأقبل عدد من متاجر التجزئة على إعلان تخفيضات في الأسعار خلال الأسابيع القليلة الماضية لحث الناس على شراء ملابس جديدة أو ديكور جديد للمنزل.
لكن بي.دي.دي هولينغز تقر بأن المنافسة ستحتدم أكثر وأكثر لأن المنافسين سيبذلون قصارى جهودهم لجذب المستهلكين بالمزيد من تخفيضات الأسعار.
ونجح “تيمو” في اجتذاب مستخدمين جدد من خلال تقديم أسعار منخفضة للغاية وصفقات خاصة داخل التطبيق، مثل خصم 89% على بعض العناصر.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي