انسحاب بايدن من سباق الرئاسة اقترب.. والنقاش حول التوقيت والسيناريوهات التالية

نشر
آخر تحديث

استمع للمقال
Play

تتكاثف الغيوم فوق البيت الأبيض في واشنطن مقر الرئاسة الأميركية وفي ولاية ديلاور حيث يستقر الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن للتعافي من كورونا. وتضفي الغيوم مزيداً من الضبابية حول مصير بايدن في السباق الرئاسي، حيث يقترب من اللحظة الحاسمة لتأكيد استمراره أو انسحابه من الانتخابات وسط عواصف تضرب الحزب الديمقراطي وانقسامات كبيرة.

لكن يبدو أن الرئيس الذي عاند الأصوات المطالبة بانسحابه، يقترب رويداً من لحظة إعلان التنحي.

وفي أحدث المعلومات، قال موقع "أكسيوس" الأميركي إن كبار الديمقراطيين يعتقدون أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، سيقتنع بالانسحاب من السباق الرئاسي ضد خصمه الجمهوري، الرئيس السابق، دونالد ترامب، في أقرب وقت وقد يكون ذلك في نهاية هذا الأسبوع.

من جانبها، نقلت محطة NBC NEWS عن مسؤول كبير بحملة بايدن: "الأمر الآن بات يتعلق بتوقيت الانسحاب".

اقرأ أيضاً: هل أصبح بايدن أقرب للتنحي عن السباق الرئاسي من أي وقت مضى؟

وبحسب ما نقل أكسيوس عن ديمقراطيين، أن الرئيس، الذي يعزل نفسه الآن بسبب إصابته بكوفيد، استسلم للضغوط المتزايدة واستطلاعات الرأي السيئة، ما يجعل من المستحيل مواصلة حملته.

ويعتقد كبار قادة حزبه وأصدقاؤه والمانحون الرئيسيون أنه لا يستطيع الفوز، ولا يمكنه تغيير التصورات العامة عن عمره وحدته، ولا يمكنه تحقيق الأغلبية في الكونغرس.

وأبلغ هؤلاء بايدن أنه إذا تشبث بخوض السباق الرئاسي، فقد يفوز الرئيس السابق ترامب بأغلبية ساحقة ويمحو إرثه وآمال الديمقراطيين في تحقيق فوز شهر نوفمبر/ تشرين الثاني.

ويقول الموقع إن الضغط على بايدن لدفعه للتنحي كمرشح ارتفع إلى مستويات كبيرة، خاصة خلال الأيام القليلة الماضية، إذ يتوقع الديمقراطيون أن تظهر استطلاعات الرأي بعد المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري "انفجاراً محتملاً" يمكن أن يسقط الديمقراطيين في الكونغرس أيضاً.

اقرأ أيضاً: بايدن يواجه ضغوط أهل البيت الديموقراطي.. والدعوات لانسحابه تتزايد

وقال أحد أصدقاء الرئيس المقربين للموقع "أدعو الله أن يفعل الشيء الصحيح. إنه يسير في هذا الاتجاه".

وأخبرته رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، أنه يمكن أن يدمر فرص الديمقراطيين في استعادة مجلس النواب، وهي قلقة أيضاً من تراجع التبرعات.

من جانبها، نقلت رويترز عن مصادر مطلعة قولها إن الرئيس الأميركي جو بايدن يفكر بجدية في دعوات تطالبه بالانسحاب من الترشح لانتخابات الرئاسة فيما يرى عدة مسؤولين في الحزب الديمقراطي أن خروجه من المنافسة مسألة وقت.

وذكر مصدر طلب عدم الكشف عن هويته "يدرس الأمر بالفعل، أعلم ذلك على وجه اليقين... إنه يفكر في هذا الأمر بجدية بالغة".

في السياق، نقلت صحيفة واشنطن بوست، مساء الأربعاء، أن زعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، وزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر، أبلغا في اجتماعات خاصة منفصلة مع بايدن الأسبوع الماضي، بأن استمرار ترشيحه يعرض للخطر قدرة الحزب الديمقراطي على السيطرة على أي من مجلسي الكونغرس العام المقبل.

وبدأ بايدن في الاستماع و السؤال أكثر عن احتمالات فوز نائبته كمالا هاريس ضد ترامب، و السيناريو الأكثر ترجيحا الآن هو أن ينسحب بايدن ويؤيد هاريس، وفق أكسيوس.

وتصاعدت مخاوف الديمقراطيين بشأن قدرة الرئيس الحالي البالغ من العمر 81 عامًا على التغلب على منافسه الجمهوري ترامب، أو البقاء في منصبه لمدة أربع سنوات أخرى، بعد أداء بايدن المتعثر في المناظرة التي جمعته مع ترامب في 27 يونيو.

سيناريوهات الانسحاب

وفي حال حصل الانسحاب فسيكون بايدن أول مرشح يفعل ذلك في وقت متأخر من الحملة الانتخابية، لكنها لن تكون المرة الأولى التي يقرر فيها رئيس حالي سحب ترشيحه أو عدم السعي لإعادة انتخابه.

ففي عامي 1952 و 1968 قرر الرئيسان السابقان هاري ترومان وليندون جونسون الانسحاب من سباق الترشح قبل نحو ثمانية أشهر من الانتخابات.

اقرأ أيضاً: بديل بايدن يواجه صعوبات متعددة لكن الترشح أمام ترامب قد يسهل مهمة الفوز

بالتالي تؤكد الوقائع التاريخية أنه لم ينسحب أي مرشح على الإطلاق بعد حصوله على عدد كاف من أصوات المندوبين في الانتخابات التمهيدية الرئاسية ليكون المرشح، وفقاً لمجلة "تايم".

وكان بايدن حصل على ترشيح الحزب الديمقراطي في مارس/ آذار الماضي بعد فوزه بأصوات أكثر من 3800 مندوب.

في هذه المرحلة، يعد بايدن الشخص الوحيد المؤهل للترشيح، بحسب اللجنة الوطنية الديمقراطية وبالتالي فإن المندوبين ملزمين بترشيحه خلال المؤتمر الوطني للحزب.

 

 

بالتالي سيكون مسار اختيار مرشح جديد من قبل الحزب الديمقراطي مختلفا في حال انسحب بايدن طوعاً قبل المؤتمر الوطني الديمقراطي المقرر عقده الشهر المقبل أو بعده.

في الحالة الأولى سيكون الأمر أكثر وضوحاً، لكنه لن يكون بالسهولة المتوقعة في ظل تنافس العديد من الشخصيات البارزة داخل الحزب الديمقراطي.

تنص إجراءات الحزب الديمقراطي على أنه في حال انسحاب المرشح قبل انعقاد المؤتمر، فإن القرار بشأن من سيحل محل بايدن سيترك للمندوبين.

لكن في حال قرر بايدن الانسحاب بعد ترشيحه رسمياً في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، فسيقع على عاتق اللجنة الوطنية الديمقراطية اختيار مرشح جديد بأغلبية الأصوات في جلسة خاصة.

وسيتعين على رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية التشاور مع القادة الديمقراطيين في الكونغرس وحكام الولايات من الديمقراطيين ثم يقدم تقريره لأعضاء اللجنة الوطنية الديمقراطية، الذين سيختارون بدورهم المرشح الجديد.

وحصلت مثل هكذا حالة في عام 1972 عندما سحب المرشح الديمقراطي لمنصب نائب الرئيس توماس إيغلتون ترشيحه وصوت أعضاء اللجنة الوطنية الديمقراطية لاستبداله بسارجنت شرايفر.

أبرز الأسماء المرشحة

أوردت تقارير وسائل إعلام أميركية مؤخراً أسماء العديد من الشخصيات البارزة في الحزب الديمقراطي لخلافة بادين المحتملة في السباق الرئاسي، ومن بينهم حاكم ولاية كاليفورنيا غافين نيوسوم وحاكمة ولاية ميتشغان غريتشن ويتمير.

لكن حالياً تعد نائبة الرئيس كامالا هاريس المرشحة الأبرز والأقرب للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي وفقا لإيريك هام.

ويقول هام إن الحزب الديمقراطي "قد يشهد انقساماً حاداً وربما تمرداً داخل قواعده الشعبية في حال لم يتم ترشيح هاريس للمنصب".

اقرأ أيضاً: بديل بايدن يواجه صعوبات متعددة لكن الترشح أمام ترامب قد يسهل مهمة الفوز

يشير هام إلى وجود العديد من وجهات النظر المختلفة في الحزب الديمقراطي، لكن هاريس من "أصل أفريقي، وأكبر قاعدة للحزب الديمقراطي هي من الناخبين الأميركيين من أصل أفريقي".

ويضيف: "إذا لم تكن هي مرشحة الحزب، فإن هؤلاء الناخبين الأميركيين من أصل أفريقي، الذين يعدون القاعدة الأكثر حماسة والتزاماً، سوف يتمردون على الحزب، وربما يؤدي ذلك في النهاية لانهياره".

ويبين هام أنه "ليس من الواضح كيف أو من سيكون المرشح، ولكن بناء على طريقة وضع القواعد واستناداً إلى الطريقة التي تم بها إعداد قانون تمويل الحملات الانتخابية، فلا يمكن أن يكون أحد غير كامالا هاريس هو مرشح الحزب الديمقراطي".

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة