من بينها "تسليح التكنولوجيا الاستهلاكية".. تحولات بنمط المخاطر الجيوسياسية (خاص CNBC عربية)
🔴 سيغا توماس لـ CNBC عربية:
⬅️ الهجمات الإسرائيلية في لبنان قدمت نهجاً جديدًا من المخاطر الجيوسياسية وهو "تسليح التكنولوجيا الاستهلاكية"
⬅️ من المرجح أن تواجه الشركات في جميع القطاعات المشاركة في سلسلة التوريد العالمية ارتفاعًا غير مسبوق في التدابير الأمنية لمنع تعرض منتجاتها للخطر
📉 التدقيق المتزايد قد يؤدي إلى تفاقم الضغوط التضخمية إلى ما هو أبعد من المستويات الحالية
📉 في مواجهة صراع إقليمي أوسع نطاقاً يمكننا أن نتوقع زيادة التقلبات في السوق.. وخاصة في أسعار النفط
📉 على الشركات والمستثمرين الاستعداد للاضطرابات المحتملة في الشحن التجاري.. واحتساب التقلبات في أسعار النفط
خاص- CNBC عربية - محمد خالد
مع مرور عام على الحرب في غزة، والتي اندلعت شرارتها الأولى في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 2023، وتبعاتها الشديدة التي فرضت موجات عنيفة من تصاعد المخاطر الجيوسياسية، ترزح الأسواق تحت وطأة تهديدات واضطرابات واسعة النطاق، وسط سيناريوهات مختلفة تفرضها دينامية الأحداث المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط.
تنعكس تلك المعطيات على الأسواق العالمية، سواء بصورة مباشرة وغير مباشرة، وبما يضع المستثمرين والشركات أمام تحديات واسعة النطاق، يتعين معها تبني استراتيجيات مرنة وفعالة للتكيف مع هذه المستجدات، في ظل حالة "عدم اليقين" التي تفرض نفسها، من أجل التعامل مع هذه المخاطر، وفي ضوء التغيرات الحادة في الظروف الجيوسياسية التي تؤدي إلى تقلبات في الأسواق.
في هذا السياق، يُفند سيغا توماس، الرئيس التنفيذي لشركة Ensah Advisory Partners(وهي الشركة (المعنية بتقديم رؤى شاملة للأسواق والاتجاهات والاضطرابات المحتملة) تداعيات تلك المخاطر على الأسواق، وطبيعة الاستراتيجيات المرنة التي يُنصح بها من أجل التعامل مع تلك المستجدات.
في حديثه مع CNBC عربية، يُبرز توماس طبيعة المخاطر التي تَلفُ الأسواق العالمية، لا سيما أسواق الطاقة وسلاسل التوريد العالمية جراء تصاعد المخاطر الجيوسياسية، لا سيما في منطقة الشرق الأوسط، ومع مرور عام من الحرب في غزة، وفي ظل توسع الهجمات الإسرائيلية في لبنان.
يأتي ذلك في وقت تشهد فيه السلاسل العالمية للتوريد ضغوطًا متزايدة نتيجة للمخاطر الجيوسياسية، حيث تتأثر حركتها بالاضطرابات الإقليمية والقرارات السياسية. بالنظر إلى أن التوترات المتزايدة قد تؤدي إلى إغلاق الحدود وفرض قيود على التجارة، مما يُحَدِّد من قدرة الشركات على تحقيق أهدافها التشغيلية. بالتالي، فإن تحليل المخاطر الناشئة من هذه التوترات يُعَدّ ضرورة حتمية لضمان استدامة الأعمال وتخفيف الأثر السلبي على النمو.
مدى استجابة الأسواق
رداً على سؤال حول تقييمه لمدى استجابة الأسواق حالياً للتوترات الجيوسياسية المتزايدة في الشرق الأوسط، لا سيما في ظل "استراتيجيات التصعيد الجديدة" التي يستخدمها الخصوم الإقليميون، يقول الرئيس التنفيذي للشركة وخبير تقييم المخاطر الجيوسياسية، إن "الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على حزب الله اللبناني، ومع استخدام المتفجرات المضمنة في بطاريات أجهزة النداء، تعد مثالاً واضحًا على استراتيجيتها الجديدة للتصعيد (وهي خفض التصعيد من خلال التصعيد)".
ويضيف: "يقدم هذا النهج جانبًا جديدًا من المخاطر الجيوسياسية، وهو تسليح التكنولوجيا الاستهلاكية.. فمن المرجح أن تواجه الشركات في جميع القطاعات المشاركة في سلسلة التوريد العالمية - أي منظمة تستورد السلع من الخارج - ارتفاعًا غير مسبوق في التدابير الأمنية لمنع تعرض منتجاتها للخطر"، موضحاً أنه "لن يؤدي هذا التدقيق المتزايد إلى زيادة التكاليف وإطالة الجداول الزمنية للموردين فحسب، بل قد يؤدي أيضًا إلى تفاقم الضغوط التضخمية إلى ما هو أبعد من المستويات الحالية".
جولة جديدة من التصعيد
ويُشار إلى أن التصعيد الحالي في لبنان هو بمثابة حلقة عنيفة من حلقات التصعيد الإسرائيلي في المنطقة منذ بدء الحرب في غزة، وبما يثير مخاوف واسعة النطاق بالأسواق العالمية، خاصة مع ما يتردد بشأن "الاجتياح البري" للبنان، ومخاطر التحول إلى حرب إقليمية شاملة.
وفي تصور الرئيس التنفيذي لشركة Ensah Advisory Partners، فإن "السيناريو الرئيسي الذي نطرحه هو أنه في حين أخذت الأسواق في الحسبان المخاطر واستوعبت الصدمات الأولية، فمن المرجح أن تؤدي جولة جديدة من التصعيد إلى ضغوط صعودية مؤقتة على أسعار النفط".
اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط يدعم أسعار النفط
ويستطرد: "في مواجهة صراع إقليمي أوسع نطاقاً، يمكننا أن نتوقع زيادة التقلبات في السوق، وخاصة في أسعار النفط، كما لوحظ تاريخيا خلال فترات التوترات المتصاعدة في الشرق الأوسط"، موضحاً في الوقت نفسه أن الصراعات الإقليمية واسعة النطاق من شأنها أن تعطل سلاسل التوريد العالمية، خاصة بالنظر إلى نقاط الاختناق الاستراتيجية في الشرق الأوسط التي تربط طرق الشحن من المحيط الهندي إلى البحر الأبيض المتوسط".
على سبيل المثال، تقلصت سعة السوق في وقت سابق من هذا العام في أعقاب هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر، مما أثر بشكل كبير على شبكات التجارة العالمية والاستقرار الاقتصادي.
وبحسب بيانات شركة Sea-Intelligence، فإن عدد زيارات الموانئ البحرية العميقة في البحر الأحمر انخفض بشكل كبير بنسبة 85% في المتوسط خلال العام الجاري 2024.
انخفاض أحجام الحاويات عبر البحر الأحمر يؤثر ليس فقط على شركات الشحن، بل إن له آثارًا أوسع نطاقًا على سلسلة التوريد العالمية، وخاصة بالنظر إلى الدور الذي يلعبه البحر الأحمر في نقل النفط والغاز والبضائع بين آسيا وأوروبا وأفريقيا. يشمل ذلك تأخيرات سلسلة التوريد وارتفاع أسعار الشحن، علاوة على التعديلات الاستراتيجية، إذ تعيد عديد من شركات الشحن النظر في استراتيجياتها وتختار طرقًا بديلة مثل البحر الأبيض المتوسط أو رأس الرجاء الصالح. وفي حين تتجنب هذه الطرق عدم الاستقرار في البحر الأحمر، إلا أنها تأتي مع مجموعة من التحديات الخاصة بها، بما في ذلك أوقات العبور الأطول والتكاليف الأعلى.
اقرأ أيضاً:
اندلاع حرب شاملة يُهدد الاقتصاد الإسرائيلي بـ "ضربات قاصمة"
ميرسك: التأثير السلبي لهجمات البحر الأحمر على الشحن البحري يزداد
تكاليف الصراع
وحول النصيحة الأساسية التي يقدمها للشركات والمستثمرين الذين يتنقلون في البيئة الحالية من عدم اليقين المتزايد والمخاطر الجيوسياسية، يقول توماس: الأنماط التاريخية تشير إلى أن الصراعات في الشرق الأوسط تتبع غالبًا استراتيجية العين بالعين.. ونظرًا للتصريحات الأخيرة من المسؤولين الإسرائيليين التي تشير إلى نيتهم في استخدام (خفض التصعيد من خلال التصعيد) ضد حزب الله وحماس، يمكننا توقع إجراءات انتقامية من هذه الجماعات قد تتصاعد إلى صراع كامل.
وعليه "يجب على الشركات والمستثمرين الاستعداد للاضطرابات المحتملة في الشحن التجاري، واحتساب التقلبات في أسعار النفط، ووضع تكاليف الصراع في ميزانياتهم للعام المقبل"، وفق توماس.
اقرأ أيضاً:
ما السيناريوهات التي تنتظر الاقتصاد اللبناني مع تصاعد الصراع؟
البنك الأوروبي لإعادة الإعمار: التصعيد بالشرق الأوسط يفاقم أزمة لبنان الاقتصادية
ما هي الوحدة 8200 الإسرائيلية التي خطط حزب الله اللبناني لاستهدافها؟
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي
أخبار ذات صلة
الأكثر قراءة
