يعمل العديد من الآباء على مساعدة أطفالهم من أجل أن يصبحوا أقوى عقلياً، وهو ما أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، نظراً لأن الأطفال يواجهون العديد من المحفزات للشك الذاتي والخوف والقلق، والعديد من الحواجز التي تحول دون المرونة والتركيز والإيجابية.
يقول سكوت ماوتز، هو متحدث ومدرب ومعلم في LinkedIn Learning، إنه طبق النتائج التي توصل إليها على مدار عمله في مجال تدريس القوة العقلية، من أجل مساعدة البالغين والآباء على دعم وتربية أطفالهم.
وذكر أنه يمكن للأطفال أن يصبحوا أقوى عقلياً من خلال تطبيق ست طرق، بحسب ما كتبه على شبكة CNBC، والتي تتضمن الآتي:
1- يحب الأطفال طرح السؤال "لماذا؟": استغل هذا الفضول
إذا كان لديك أطفال، فمن المحتمل أنك تحملت وابلًا من أسئلة "لماذا؟": "لماذا يا أمي؟" "لماذا يتعين علينا أن نفعل ذلك يا أبي؟" "ولكن لماذا؟"
استغل روح الاستقصاء هذه واستخدمها بشكل جيد. علم الأطفال أن يكونوا جيدين في حل المشكلات باستخدام نهج التحليل "لماذا الخمسة" الذي ابتكره المخترع والصناعي الياباني ساكيتشي تويودا، من أجل الوصول إلى أصل المعلومة أو سبب المشكلة.
اقرأ أيضاً: لتكون "أكثر سعادة وإنتاجية وأقل توتراً" في العمل.. قم بهذه النصيحة
عزز غريزة الأطفال للاستمرار في طرح السؤال "لماذا؟" حتى يصلوا إلى جذر المشكلة. غالباً ما يظهر السبب الجذري حول التكرار الخامس للسؤال.
يبدأ حل المشكلات بالبحث عن سبب حدوث المشكلة، حتى تتمكن من معالجة السبب الجذري. ساعد طفلك على بناء هذه العادة عندما يحلل أي مشكلة، وساعده على أن يصبح أقوى عقلياً.
2- ساعد الأطفال على التركيز على أصالة شخصياتهم
يسعى الأطفال للحصول على موافقة والديهم. إنه أمر طبيعي. لكن البحث عن الموافقة يصبح غير صحي عندما يتحول إلى بحث مستمر عن التحقق الخارجي.
ساعد أطفالك على قياس أدائهم وفقًا لتوقعاتهم الخاصة بدلاً من البحث عن ختم الموافقة من أشخاص آخرين.
بدلاً من تحديد ما إذا كانوا قد حققوا معايير شخص آخر، شجعهم على التفكير بأن يوجهوا تلك الأسئلة لأنفسهم: "هل حققت ما كنت أخطط للقيام به؟" و"هل أصبحت نسخة أفضل من نفسي؟"
3- ساعد الأطفال على وضع وسائل التواصل الاجتماعي في سياقها
ربما تعلم بالفعل أنه من الذكاء وضع حدود للوقت الذي يقضيه أطفالك على وسائل التواصل الاجتماعي - والوقت الذي تقضيه أنت أيضاً.
بينما تتحدث مع أطفالك عن وسائل التواصل الاجتماعي التي يواجهونها، ذكّرهم بعدم مقارنة أخطاءهم بأبرز لقطات الآخرين. ساعدهم على فهم أن المؤثرين غالباً ما ينشرون انطباعات مصممة بعناية لا تعكس الحياة الواقعية، وأنهم لا ينبغي أن يفرضوا على أنفسهم المعايير المستحيلة التي يواجهونها.
شجعهم على النظر إلى وسائل التواصل الاجتماعي على أنها ترفيه إلى حد كبير، وليس مقياساً. يمكن أن يساعد هذا في منع أو على الأقل تخفيف مشاعر عدم الكفاءة التي قد تنشأ بخلاف ذلك.
اقرأ أيضاً: كثرة الأسئلة يمكن أن تكون نقطة قوة.. ولكن بشروط.. ما هي؟
4- ساعد الأطفال على التركيز على العملية بدلاً من النتيجة
عندما يركز الأطفال كثيراً على نتيجة جهودهم، فقد يؤدي ذلك إلى الكمال. بدلًا من ذلك، علمهم أن يقعوا في حب العملية التي يقومون بها وليس نتيجتها.
خاصة عندما يواجهون انتكاسات في جهودهم، عليك أن تسألهم: "هل تتعلم على طول الطريق هنا؟". "هل تستمتع؟". "هل تنمو وتتحسن؟"
هذا هو النصر الحقيقي، وبطرح هذه الأسئلة، تساعدهم على التركيز على إيجابيات الرحلة.
الحماس المفرط بشأن النتائج يمكن أن ينهش القوة العقلية للأطفال لأن العديد من العوامل إلى جانب الجهد يمكن أن تؤثر على النتيجة.
5- لا تدع الأطفال يقعون في عقلية الضحية
من المهم المساعدة في منع الأطفال من الوقوع في عقلية الضحية، والتي يمكن أن تجعلهم يشعرون ويتصرفون وكأنهم عاجزون. وهنا سؤال رئيسي يجب أن نطرحه عليهم في مثل هذه الأوقات: "هل تريد فقط أن تتغير الأمور، أم تريد تغييرها؟".
اقرأ أيضاً: خبير ينصح بتطبيق "معيشة البندول" بدلاً من محاولة تحقيق التوازن بين "العمل والحياة"
الجزء الأول من السؤال سلبي ويمكن أن يسبب فترات طويلة من التخبط. أما الثاني فهو استباقي ويساعد في تحويل أطفالك إلى قادة للتغيير. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى بناء قوتهم العقلية.
6- ساعد الأطفال على التركيز على ما يمكنهم التحكم فيه
يمكن أن يأتي مصدر كبير للقلق لدى الأطفال من القلق بشأن الأشياء التي لا يمكنهم تغييرها.
يمكنك إجراء "فحوصات التحكم" معهم. اطلب منهم تدوين كل الأشياء التي تقلقهم. ثم اطلب منهم تحديد ما يمكنهم التحكم فيه فقط وناقش معهم كيف يمكنهم القيام بشيء حيال هذه العناصر.
يعمل هذا التمرين على تضييق نطاق قلق الطفل ويساعده على وضع طاقته نحو اتخاذ إجراء من شأنه تحسين ظروفه، مما قد يخفف من قلقه بشكل أكبر.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي