من المتوقع في حالة فوز المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في انتخابات الرئاسة الأميركية كامالا هاريس أن تجري إصلاحات على الفريق الاقتصادي للإدارة الأميركية الحالية، خاصة في ظل تحركها لتنفيذ سياسة اقتصادية وسطية، بحسب ما أعلنته خلال حملتها الانتخابية.
في حالة نجاح هاريس في الانتخابات سيتعين عليها اتخاذ قرارات سريعة بشأن التغييرات التي ترغب في إجرائها على المناصب الاقتصادية العليا، مستعينة بمسؤولين حاليين وسابقين في إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، وكذلك القطاع الخاص.
حاولت نائبة الرئيس الحالي تمييز خططها عن خطط بايدن، وأشارت إلى أنها ستتحول أكثر نحو الوسط وستكون أكثر استعداداً لسماع أفكار ومخاوف الشركات الأميركية، بحسب صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
وقالت هاريس، خلال سبتمبر/ أيلول الماضي في مدينة بيتسبرغ بولاية بنسلفانيا، خلال خطاب اقتصادي ضمن حملتها: "أعدكم بأن أكون عملية في نهجي".
وذكر أحد خبراء الاقتصاد الديمقراطيين للصحيفة أنه سيكون هناك تغيير كبير في العاملين في إدارة البلاد بالتأكيد بعد انتهاء فترة بايدن، مرجعاً ذلك إلى أن بعض المسؤولين كانوا يخططون دائماً لترك مناصبهم، كما ترغب هاريس في إحضار فريقها الخاص.
اقرأ أيضاً: مع اقتراب قائد جديد من البيت الأبيض.. ما أبرز سلطات ومهام وامتيازات الرئيس الأميركي؟
من سيكون وزيراً للخزانة؟
سيكون وزير الخزانة الجديد التعيين الاقتصادي الأكثر أهمية للمرشحة الديمقراطية في حالة فوزها بالانتخابات. وفي أقوى تلميح لها بعدم الاستمرار في منصبها، ذكرت الوزيرة الحالية جانيت يلين، التي استمرت في المنصب منذ بداية رئاسة بايدن في 2021، أنها "ربما انتهت" من عملها في شهر سبتمبر الماضي خلال ظهورها في مهرجان Texas Tribune.
وتتضمن قائمة المرشحين لمنصب وزير الخزانة الأميركي في إدارة هاريس، وفقاً لما ذكرته فايننشال تايمز عن أشخاص مطلعين على المناقشات بخصوص هذا الشأن، ما يلي:
1- والي أدييمو
يعد والي أدييمو نائب الوزيرة الحالية، خليفة طبيعياً لها، بحسب المصادر. أقام أدييمو علاقات وثيقة مع هاريس، وظهر معها في أحداث مشتركة بجميع أنحاء البلاد، كما يحظى باحترام كبير من المشرعين من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الكابيتول هيل.
أدييمو، البالغ من العمر 43 عاماً، ليس خبيراً في الاقتصاد الكلي لكنه معروف بمهاراته السياسية، حيث عمل في المجموعة الاستثمارية BlackRock، كما قاد مؤسسة باراك أوباما الخيرية.
2- ليل برينارد
كما تعد مديرة المجلس الاقتصادي الوطني ليل برينارد، على رأس الخيارات المتاحة للمنصب، والتي عملت من قبل كمسؤولة كبيرة في الاحتياطي الفدرالي الأميركي. مع ذلك، قد ترغب هاريس في الانتظار والتفكير في تولي ليل برينارد منصب رئيس الاحتياطي الفدرالي في نهاية ولاية جيروم باول في العام 2026.
3- خيارات من إدارة بايدن
إذا اختارت هاريس من سيتولى منصب وزير الخزانة القادم من داخل إدارة بايدن، فإن وزيرة التجارة، جينا رايموندو، ورئيس موظفي البيت الأبيض جيف زينتس، بين الخيارات المحتملة أيضاً. كما أنهما من بين المسؤولين في الإدارة الذين حافظوا على روابط قوية مع الشركات الأميركية.
من هم المستشارون الاقتصاديون الرئيسيون لهاريس؟
منذ إطلاق حملتها للبيت الأبيض في شهر يوليو/ تموز بعد انسحاب بايدن من الترشح في السباق الانتخابي، شكلت هاريس بسرعة فريقاً من المستشارين الذين ساعدوا في صياغة سياساتها الاقتصادية، ويمكن أن يشغلوا وظائف عليا في إدارتها.
ومن بين أبرز هؤلاء المستشارين برايان نيلسون الذي يعد أحد كبار المساعدين داخل الحملة، وهو المسؤول السابق في وزارة الخزانة عن العقوبات وتمويل مكافحة الإرهاب. كما انضم المستشار الاقتصادي المخضرم الذي عمل ضمن إدارات كلينتون وأوباما وبايدن، جين سبيرلينغ، إلى الحملة.
لكن استفادة هاريس في صياغة سياساتها الاقتصادية لم تقتصر على الحملة، بل امتدت بشكل كبير لنصائح خبراء الاقتصاد الديمقراطيين من خارجها، بما في ذلك، المدير السابق للمجلس الاقتصادي الوطني في عهد بايدن، برايان ديس، وكبير خبراء الاقتصاد السابق لدى هاريس، مايك بايل، والذي يعمل حالياً في شركة BlackRock؛ إلى جانب المستشارة السابقة لهاريس في السياسة المحلية، روهيني كوس أوغلو.
ويقول أشخاص مقربون من حملة هاريس إنهم لا يرونها تعين عدداً كبيراً من الأشخاص المرتبطين باليسار التقدمي في الحزب الديمقراطي كما فعل بايدن، رغم أنه من المتوقع أن تضم العديد من مسؤولي إدارة بايدن إلى الإدارة الجديدة.

اقرأ أيضاً: دوغ إيمهوف على موعد محتمل مع التاريخ في مغامرة الوصول للقب "السيد الأول".. فماذا نعرف عنه؟
هل ستضم إدارة هاريس رجال أعمال وتنفيذيين؟
أثار معرفة هاريس لكبار المسؤولين التنفيذيين في مجال الأعمال واستعدادها للتعامل معهم، تكهنات بأنها قد تستعين ببعضهم في مناصب عليا بإدارتها إذا فازت بالانتخابات.
كان المدير التنفيذي في أوبر، توني ويست، أحد كبار مستشاري هاريس في الأشهر الأخيرة، بينما قام الملياردير صاحب الاستثمارات في مجالي الرياضة والإعلام، مارك كوبان، بحملة لصالح هاريس، ويدافع عن أنها أفضل للأعمال من ترامب.
وقال كوبان خلال تجمع جماهيري للمرشحة الديمقراطية في ويسكونسن مؤخراً: "هذه الانتخابات معركة لرجال الأعمال".
وتتضم قائمة المديرين التنفيذيين المقربين من هاريس أيضاً المصرفيين الاستثماريين بلير إيفرون، وراي ماكجواير، والمدير المالي كين تشينولت.
كما تتمتع هاريس بصلات أعمق بكثير من الرئيس الحالي مع وادي السيليكون. ساعدت كارين دان، المحامية التي تمثل Google في قضيتها بشأن الاحتكار في مواجهة وزارة العدل، هاريس في الاستعداد للمناظرة الوحيدة التي عقدتها أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب في سبتمبر/ أيلول.
وعلى الرغم من انفتاحها على مسؤولي الشركات، لم تصرح هاريس علناً ما إذا كانت ستغير المسؤولين التنظيميين الأساسيين، مثل رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصة، غاري جينسلر، ورئيسة لجنة التجارة الفدرالية، لينا خان، اللذين ربما لا يلقيان قبولاً كبيراً في أوساط وول ستريت والشركات الأميركية بسبب إجراءاتهما الصارمة في مجال إنفاذ القانون.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي