عقبات تواجه تخلي الصين عن سياسة الطفل الواحد

نشر
آخر تحديث
الصين، إنجاب الأطفال/ AFP

استمع للمقال
Play

تعترض جهود الصين لتعزيز معدلات المواليد عقبات حيث لم تعالج بعد الأسباب الأساسية لانخفاضها السريع.

في أغسطس/ آب الماضي أعلنت الصين عن إجراءات جديدة لتشجيع الأسر على إنجاب مزيد من الأطفال، مع تسجيل معدل المواليد في البلاد أدنى مستوياته على الإطلاق، فيما يتوقع أن يتقلص عدد السكان بحلول العام 2025.

وعلى الرغم من أن البلاد بدأت في تخفيف سياسة الطفل الواحد الصارمة منذ ما يقرب من عقد من الزمن، إلا أن معدل المواليد استمر في الانخفاض، حيث سجل مستوى قياسياً منخفضاً بلغ 9.02 مليون مولود جديد في العام الماضي.

اقرأ أيضاً: الصين.. أحدث حزمة لتحفيز الاقتصاد دون توقعات المستثمرين

وفقاً لتحليل شركة الخدمات المالية نومورا للبيانات الرسمية الصادرة هذا الشهر، انخفض عدد تسجيلات الزواج الجديدة بنسبة 25% على أساس سنوي في الربع الثالث، مما يشير إلى أن الإجمالي لهذا العام سينخفض ​​إلى 6.4 مليون، وهو أدنى مستوى منذ عام 1979.

وقالت الأستاذة المشاركة في مركز الدراسات الصينية بجامعة سيدني لورين جونستون، إنه بدلاً من محاولة إحداث "طفرة ولادة" كبيرة، كانت سياسات الصين حتى الآن تركز أكثر على "دعم الأسر والسماح لأولئك الذين يريدون إنجاب طفل ثانٍ أو ثالث بالقيام بذلك بسهولة أكبر وقدرة على تحمل التكاليف". 

وأضافت أن الإجراءات الأخيرة هي "خطوة صغيرة في أجندة طويلة المدى".

وأعلنت السلطات الصينية الشهر الماضي عن خطط رفيعة المستوى لتقديم الإعانات والإعفاءات الضريبية للأسر التي لديها أطفال تحت سن الثالثة. كما مددت الإجراءات إجازة الأمومة إلى 158 يوما من 98 يوماً. 

وفي العام الماضي، ضاعفت البلاد الإعفاءات الضريبية لرعاية الأطفال إلى 2000 يوان، نحو 280 دولاراً، شهرياً.

اتجهت الولادات في الصين نحو الانخفاض بشكل حاد منذ أن نفذت الحكومة "سياسة الطفل الواحد" في جميع أنحاء البلاد في عام 1980. وتوقعت الأمم المتحدة في يوليو/ تموز أن الصين، ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، من المرجح أن تخسر أكثر من النصف من سكانها بحلول عام 2100 في أكبر انخفاض في أي بلد.

اعتبر الخبير الاقتصادي في وكالة موديز أناليتيكس، هاري ميرفي كروز، إن "المخلفات العقلية" الناجمة عن سياسة الطفل الواحد ظلت قائمة و"غيرت بشكل جذري نظرة الشباب إلى الأسر". وأضاف أن تباطؤ النمو الاقتصادي دفع "الشباب إلى التشكيك في خطط تكوين أسرة أو تأخيرها".

اقرأ أيضاً: الشركات الصينية تحت الضغط مع فوز ترامب بالانتخابات

وقال كروز: "إنها مهمة صعبة للغاية، ولا توجد حل سحري لرفع معدلات الخصوبة".

وأظهرت بيانات البنك الدولي أن معدل الخصوبة، الذي يعرف بالولادات لكل امرأة، كان 1.2 في الصين في عام 2022، أقل من 1.7 في الولايات المتحدة، التي استفادت من سياسة هجرة أكثر انفتاحاً.

ومن المتوقع أن تنخفض حصة الصين من المواليد الأحياء في العالم حوالي 3% في عام 2100 من 8% في عام 2021، وفقاً لأوستن شوماخر، الأستاذ المساعد لعلوم المقاييس الصحية في معهد القياسات الصحية والتقييم بجامعة واشنطن.

عوامل تعرقل الإنجاب

من العوامل الملحة التي تعيق الولادات بالنسبة للأسر في الصين هي عدم اليقين بشأن الدخل اللازم لتربية الطفل.

وبعد عقود من التوسع السريع، تباطأ الاقتصاد الصيني، متأثرا بالركود العقاري. كما أثرت الحملات على شركات التدريس بعد المدرسة، والألعاب، والتمويل، ومنصات الإنترنت، على التوظيف في الصناعات التي كانت ذات يوم تحظى بشعبية لدى الخريجين الجدد.

من جانب آخر، ارتفع معدل البطالة بين الشباب في الصين، الذي يقاس بمن تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاماً وغير الملتحقين بالمدارس، إلى مستوى قياسي بلغ 18.8% في أغسطس ولكن بعد ذلك تراجعت في سبتمبر.

وترى الخبيرة الاقتصادية في جامعة أكسفورد إيكونوميكس، شينا يو أن "المشكلة الحقيقية هي أن الناس ليس لديهم الثقة اللازمة لتغطية نفقاتهم بأنفسهم، ناهيك عن التفكير في الحصول على ما يكفي لتربية الأطفال".

وقال يو إن الإجراءات التي تعمل "بجدية" على تعزيز الدخل وتخفيف تكاليف معيشة الأسر "ستقطع شوطاً طويلاً" في تحسين المشاعر حول الإنجاب في الصين.

حاولت السلطات الصحية الوطنية هذا العام تشجيع الشركات على دعم إجازة الأمومة من خلال التأكيد على توافر أموال الدولة لدفع رواتب الموظفات اللاتي يلدن.

تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي

الأكثر تداولاً

    أخبار ذات صلة

    الأكثر قراءة

    الأكثر تداولاً

      الأكثر قراءة