تعتزم شركة «نيبون ستيل»، أكبر شركة لصناعة الصلب في اليابان، التوسع في الولايات المتحدة والهند بحثاً عن فرص نمو وحماية من الواردات الصينية الرخيصة، وفقاً لتحليلات الخبراء. يأتي ذلك بعدما رفض البيت الأبيض عرض الشركة بقيمة 14.9 مليار دولار للاستحواذ على شركة «يو إس ستيل» لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
تواجه «نيبون ستيل» انخفاضاً في الطلب المحلي باليابان، مما دفعها إلى استهداف أسواق أقوى مثل الولايات المتحدة لتعزيز تواجدها. ورغم رفض الصفقة من قبل إدارة الرئيس جو بايدن، تأمل الشركة في إحياء الصفقة من خلال دعوى قضائية، على الرغم من أن فرص نجاحها تُعتبر ضئيلة.
تواصل الصين، التي تُعد أكبر منتج للصلب في العالم بفارق كبير، إغراق الأسواق العالمية بكميات قياسية من الصادرات خلال العقد الأخير. يأتي ذلك نتيجة تراجع الطلب المحلي بسبب أزمة قطاع العقارات المتعثرة، مما أدى إلى اضطراب صناعة الصلب العالمية، بحسب رويترز.
دفع هذا الوضع شركة «نيبون ستيل» إلى تعزيز استثماراتها في المواد الخام وزيادة إنتاجها خارج السوق اليابانية. وعلّق كايل لوندين، المستشار الرئيسي في شركة «وود ماكنزي»، قائلاً: «من المرجح أن يستمر فائض الطاقة الإنتاجية في الصين في الضغط على مصدّري الصلب... مما يزيد الحاجة إلى وصول نيبون ستيل إلى أسواق ذات طلب محلي متنامٍ».
مع استمرار فائض الإنتاج الصيني، تتجه «نيبون ستيل» إلى الاستثمار في أسواق مثل الولايات المتحدة والهند، حيث يتوقع وجود فرص نمو مستدامة في ظل ارتفاع الطلب المحلي.
رابع أكبر منتج للصلب في العالم
تسعى «نيبون ستيل»، رابع أكبر منتج للصلب في العالم، إلى تعزيز قدرتها الإنتاجية من الصلب الخام لتتجاوز 100 مليون طن متري سنويًا، مقارنةً بـ 65 مليون طن حاليًا. كما تطمح الشركة لرفع أرباحها السنوية إلى 1 تريليون ين (6.32 مليار دولار)، مقارنةً بالهدف المحدد بـ 780 مليار ين للسنة المالية المنتهية في مارس.
«لكي تصبح الشركة منتجاً عالمياً حقيقياً للصلب، فإن زيادة القدرة الإنتاجية عن المستويات الحالية أمر ضروري».
تركز «نيبون ستيل» على تعزيز حضورها في الأسواق العالمية، خاصةً في ظل التحديات الناجمة عن فائض الإنتاج الصيني وتراجع الطلب المحلي في اليابان، مما يجعل التوسع الدولي ضرورياً لتحقيق أهدافها المستقبلية.
اقرأ أيضاً: "نيبون ستيل" تعرض "حق الفيتو" على الحكومة الأميركية للاستحواذ على "يو إس ستيل"
أكدت شركة «نيبون ستيل» أن زيادة القدرة الإنتاجية تمنحها مرونة أكبر في خفض الإنتاج في مناطق معينة وزيادته في مناطق أخرى ذات طلب قوي، مما يساعد على تعزيز هوامش الربح.
وصرّح الرئيس التنفيذي للشركة، إيجي هاشيموتو، يوم الثلاثاء بأن الولايات المتحدة تمثل السوق الأكثر وعداً بين الدول المتقدمة، نظراً للطلب الكبير على المنتجات الفولاذية المتقدمة، مثل تلك المستخدمة في السيارات الكهربائية.
رغم العوائق التي واجهتها الشركة بعد رفض البيت الأبيض عرضها للاستحواذ على شركة «يو. إس. ستيل»، أشار هاشيموتو إلى أن الشركة لم تدرس بعد بدائل لهذا المشروع، لكنها لن تتخلى عن خططها للتوسع في الولايات المتحدة.
وأضاف، أن السياسات الصناعية وسياسات الطاقة الحالية ستؤدي إلى زيادة الطلب على الفولاذ المتقدم في المستقبل. وأضاف: «بأي حال من الأحوال، فإن السوق الأميركية تعد ضرورية لاستراتيجيتنا العالمية».
منذ الثمانينيات، عملت «نيبون ستيل» في الولايات المتحدة ولديها أصول متعددة، من أبرزها منشأتها في كالفرت بولاية ألاباما، وهي مشروع مشترك مع شركة «أرسيلور ميتال» تم شراؤه قبل عقد من الزمن.
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي