عقد الرئيس الصيني شي جين بينغ اليوم الاثنين اجتماعاً نادراً، شديد التنسيق، مع بعض من أكبر الأسماء في قطاع التكنولوجيا الصيني، بما في ذلك مؤسس شركة علي بابا جاك ما، في ما رآه المحللون بمثابة إظهار للدعم لجذب الشركات الخاصة.
وكان هذا الحدث تحولاً في نهج بكين تجاه شركاتها التكنولوجية بعد الحملة التنظيمية التي استمرت أربع سنوات، مما يعكس قلق صانعي السياسات بشأن تباطؤ النمو وجهود الولايات المتحدة للحد من تطور التكنولوجيا في الصين.
الرئيس الصيني على هامش ندوة قادة الأعمال:
— CNBC Arabia (@CNBCArabia) February 17, 2025
▪️الصعوبات والتحديات التي يواجها القطاع الخاص حالياً مؤقتة ويمكن التغلب عليها
▪️هناك أساس متين لتعزيز التنمية عالية الجودة للقطاع الخاص
▪️سنواصل بذل الجهود الكبيرة لحل الصعوبات والتكاليف المرتفعة لتمويل المؤسسات الخاصة
▪️من الضروري… pic.twitter.com/EySGIDWrCE
قال المحللون إن خطوة الرئيس شي جين بينغ لجمع قادة الأعمال، بمن فيهم أولئك الذين حققوا نجاحات بارزة رغم الضغوط الأميركية في الأشهر الأخيرة، تؤكد أهمية الابتكار في القطاع الخاص لتعزيز موقع الصين في مجال التكنولوجيا، بحسب رويترز.
وقال كريستوفر بيدور، نائب مدير الأبحاث المعني بالصين في شركة Gavekal Dragonomics في هونغ كونغ: «إنها إقرار ضمني بأن الحكومة الصينية بحاجة إلى شركات القطاع الخاص في تنافسها التكنولوجي مع الولايات المتحدة».
وأضاف: «ليس أمام الحكومة خيار سوى دعم هذه الشركات إذا كانت ترغب في منافسة الولايات المتحدة».
يُظهر التقديرات الرسمية أن القطاع الخاص في الصين، الذي ينافس الشركات المملوكة للدولة، يساهم بأكثر من نصف الإيرادات الضريبية، وأكثر من 60% من الناتج الاقتصادي، و70% من الابتكار التكنولوجي.
ويواجه ثاني أكبر اقتصاد في العالم ضغوطاً إضافية بسبب التعرفات الجمركية الأميركية، في ظل معاناته من ضعف الاستهلاك المحلي وأزمة ديون مزعزعة للاستقرار في قطاع العقارات.
وبحسب مصدرين مطلعين على الاجتماع، حضر ليانغ وينفنغ، مؤسس شركة DeepSeek الناشئة، والتي تشكّل تهديداً لمشروعات الذكاء الاصطناعي الأميركية بفضل نموذجها منخفض التكلفة.
اقرأ أيضاً: نيويورك تحظر تطبيق DeepSeek على الأجهزة الحكومية
وعقد الرئيس شي الاجتماع في قاعة الشعب الكبرى، وهو المكان نفسه الذي استخدمه عام 2018 لاجتماع مماثل خلال الحرب التجارية في الولاية الأولى للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب.
أظهرت أولى الصور التي نشرتها وسائل الإعلام الصينية الرسمية الرئيس شي جين بينغ وهو يتحدث إلى مجموعة من كبار المديرين التنفيذيين، حيث ظهروا من الخلف مصطفّين في صفوف أمامه. وأثارت هذه الصور تكهنات بين المستثمرين بشأن هوية الحاضرين من قادة الأعمال البارزين ومن غاب عن الاجتماع.
وبحسب الصور، جلس رين تشنغفي، مؤسس هواوي، ووانغ تشوانفو، رئيس شركة BYD، مباشرة أمام شي، وهي مقاعد شرفية تعكس مكانتهما كرواد وطنيين في قطاعي السيارات الكهربائية وتطوير الرقائق الإلكترونية.
في المقابل، تراجعت أسهم بيدو بأكثر من 8%، مسجلة أكبر خسائر على مؤشر هانغ سنغ، بعد عدم رصد أي من كبار مسؤوليها في الاجتماع. وأفادت مصادر مطلعة بأن مؤسسي بيدو وبايت دانس لم يكونوا من بين الحاضرين.
ولم ترد أي من الشركتين فوراً على طلبات التعليق.
وكانت رويترز قد أفادت يوم الجمعة، نقلاً عن مصادر، بأن الرئيس شي يعتزم ترؤس اجتماع أعمال، حيث كان من المتوقع أن يحثّ قادة الشركات على توسيع أعمالهم في ظل المنافسة التكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة.
ألقى الرئيس شي جين بينغ خطاباً عقب استماعه إلى كبار المديرين التنفيذيين اليوم الاثنين، وفقاً لما نقلته وكالة شينخوا الرسمية، لكنها لم تفصح عن تفاصيل كلمته.
إلى جانب شركة DeepSeek، حضر الاجتماع رواد أعمال عرضوا قصص نجاحهم الحديثة التي تحظى بشعبية واسعة داخل البلاد.
ومن بين هؤلاء لي جون، الرئيس التنفيذي لشركة شاومي، الذي قاد شركته إلى دخول قطاع السيارات الكهربائية، ووانغ شينغشينغ، مؤسس شركة Unitree.
شهدت أسهم التكنولوجيا في هونغ كونغ ارتفاعاً ملحوظاً في الأسابيع الأخيرة، مدفوعة بالتفاؤل بشأن اختراق DeepSeek في مجال الذكاء الاصطناعي، إلى جانب تراجع حدة الرقابة الحكومية على عمالقة الإنترنت.
وحقق مؤشر هانغ سنغ التكنولوجي أعلى مستوى له منذ ثلاث سنوات خلال تداولات صباح الاثنين، لكنه شهد تقلبات حادة خلال فترة الظهيرة قبل أن ينخفض بنسبة 1.3%.
يُذكر أن شي عقد أول ندوة رفيعة المستوى حول القطاع الخاص في عام 2018، بعد ست سنوات من توليه السلطة، حيث تعهّد حينها بخفض الضرائب وتسهيل الوصول إلى التمويل.
وترى شياويان زانغ، أستاذة المالية بجامعة تسينغهوا في بكين، أن اجتماع الاثنين يهدف إلى توجيه رسالة مشابهة تؤكد على أهمية القطاع الخاص في الاقتصاد الصيني، قائلة: «أعتقد أن الهدف هو إبلاغهم بأننا ندعمكم، ونحتاج إليكم لتعزيز الابتكار التكنولوجي وتحفيز الاستهلاك».
اقرأ أيضاً: الصين تشدد قبضتها على التكنولوجيا والمعادن مع تصاعد الحرب التجارية
تابعونا على منصات التواصل الاجتماعي